Oct 06, 2022 3:33 PM
خاص

بين "افضل الممكن" وعدم الرضى الاسرائيلي... هل يفرط عقد "الترسيم"؟

يولا هاشم

المركزية – في حين تسود أجواء ايجابية ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع اسرائيل من الجانب اللبناني بعد تسلّمه عرض الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين وردّه عليه، يبدو ان اسرائيل في مكان آخر، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد رفضه للمراجعات اللبنانية على مقترح ترسيم الحدود البحرية. وقال: "سنوقف مفاوضات الحدود البحرية إذا استهدف حزب الله حقل كاريش". اضاف: "لن نتنازل عن مصالحنا الأمنية والاقتصادية حتى لو كان ذلك يعني أنه لن يكون هناك اتفاق قريباً وسنستخرج الغاز من كاريش في أقرب وقت ممكن". ونقلت هيئة البث الاسرائيلية عن مسؤول اسرائيلي قوله ان فرص التوصل الى اتفاق مع لبنان قبل الانتخابات أصبحت ضعيفة.

ليست اسرائيل وحدها غير الراضية عن الاتفاق، ففي لبنان أيضا علت أصوات تعترض على التنازل عن الخط 29 الذي ينطلق من رأس الناقورة، والقبول بالخط 23 الذي يبتعد عن النقطة B1  في رأس الناقورة نحو 30 متراً شمالا. فهل لبنان حقاً تنازل عن حقّه؟

العميد الركن انطون مراد يقول لـ"المركزية": "منذ بداية المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، تحدثنا عن "أفضل الممكن". لذلك، فإن من يعترض على الاتفاق موقفه ضعيف نظرا لعدم عرض البديل، علماً ان المزايدات تأتي من أفراد وليس من أحزاب، وهذا دليل على ان جميع الاحزاب اللبنانية موافقة على الاتفاق، ولكن ضمنيا، خاصة أحزاب المعارضة، تتجنب تحمّل أي ترددات وتحاول أن تتعاطى مع بعض الشعبوية مع أنصارها، ولكن لم يصدر أي موقف رسمي من أي حزب معارض حول إعلانه انه ضد الاتفاق".

ويشير مراد الى ان لا يمكن اعتبار هذا الاتفاق إنجازا، لكن في المقابل ليس مؤامرة. يجب على السلطة السياسية ألا تتبجح كثيرا في موضوع الانجاز لأنه أفضل الممكن، خاصة وان الملف تعرّض لتشوهات كثيرة وإضاعة فرص خلال 16 عاماً، منذ العام 2006 حتى اليوم. وقد استعمل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة تعبّر بدقة عن الاتفاق، وتختصر كل ما حُكي ويحكى، حين قال ان "الاتفاق سيعود بالخير على لبنان"، وان "هذا هو الاتفاق المتاح"، ما يعني ان لم يكن أمام لبنان خيار أفضل . هذا ما تم تحقيقه وهو أفضل الممكن في الظروف الحالية حيث كدنا نصل الى شفير حرب، وهدد "حزب الله" وأرسل مسيرات باتجاه حقل كاريش في اسرائيل، وبالطبع ليس من مصلحة لبنان حصول الحرب. نتيجة ذلك، توصلنا إلى أفضل الممكن في المعطيات المتوفرة للبنان".

نسمع أصواتا اعتراضية  وتهديد بالطعن وعدم السماح بمرور الاتفاق، خاصة وانه لم يمر عبر مجلس النواب، هل هذا وارد قانونا؟ يجيب مراد: من يقوم بالاتفاق هم الرؤساء الثلاثة بالتنسيق مع "حزب الله"، عرّاب هذا الاتفاق. كما ان الفريق المعارض بمعظمه موال للولايات المتحدة وبالتالي لن يصدر عنه أي اعتراض وكل ما نسمعه بازار اعلامي".

هل ممكن أن يؤثر الاتفاق على الترسيم البري لاحقا، يجيب مراد: "يشكل موضوع الطفافات والـ B1 ثغرة كبيرة، وشئنا أم أبينا سيصبح العدو الاسرائيلي في البحر شمال النقطة B1 وبالتالي لم يعد هناك من مجال للوصول الى النقطة B1 لا برا ولا بحرا، وهذا الواقع سيصبح شبيها بالخط الازرق، وسيقبل لبنان بذلك مع تسجيل تحفظاته وملاحظاته، التي ستستمر لأمد طويل كما استمر الخط الأزرق من العام 2000 حتى اليوم. اسرائيل لا تريد الترسيم البري لأن الخط الازرق أمّن لها حاجتها مدة 22 عاما وهو بحكم الامر الواقع أصبح هو الحدود ولم يعد أحد يتحدث عن الحدود. واي كلام عن ان هذا الخط مؤقت ولا يؤثر على خط الحدود الدولية ناتج عن تكاذب او جهل. الخط الازرق اصبح بحكم الامر الواقع خطا حدوديا وهكذا سيصبح في المستقبل خط الطفافات".

وعن رفض اسرائيل الرد اللبناني يشير مراد الى "ان لا احد كان يتوقع ان يوافق الاسرائيلي على الرد اللبناني كما هو، ولكن الاخراج لهذه المسألة بحسب رأيي سيكون عبر الأخذ ببعض الملاحظات الطفيفة اللبنانية وإدخالها ضمن الاتفاق النهائي اما الملاحظات الاخرى قد تُعتبر بمثابة تحفظات لبنانية كما سبق وحصل مع الخط الأزرق".

ماذا عن الترسيم مع قبرص، هل يحتاج الى تعديل: "المطلوب بعد الاتفاق تعديل الاحداثيات من النقطة 1 الى النقطة 23. الترسيم مع قبرص موجود ولا اعتقد ان لبنان بوارد اعادة النظر او عدم الاعتراف بهذا الترسيم، لأن قبرص تعمل بموجب هذا الترسيم منذ العام 2007 حتى لو انه لم يوقَّع في لبنان، وبالتالي سيتم تعديل الاحداثيات لجهة الجنوب لتصبح بدل النقطة 1 النقطة 23".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o