اتفاق الترسيم "قمحة ونص" لبنانياً وتوظيف اسرائيلي
تفاؤل عارم بانجاز الملف وتشكيل الحكومة قريباً
فرنسا مجددا: انتخابات في موعدها واصلاحات سريعة
المركزية- في المقلب اللبناني، موقف رئاسي موحّد و "قمحة ونص"على ذمة رئيس مجلس النواب نبيه بري.فالرد على العرض الاميركي في شأن ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل سيكون في جعبة هوكشتاين غدا، على امل الحصول على جواب قبل نهاية الاسبوع، لتحديد الموقف النهائي سلبا ام ايجاباً. لكنّ الامر لا يبدو مشابها على الضفة الاسرائيلية. ذلك ان استثمار الملف انتخابيا قد يعرضه للتجاذب والعرقلة وربما لانتكاسة، ان لم يسارع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين وادارة بلاده، الى احتوائه وسحبه من بازار بنيامين نتنياهو الانتخابي وحمل تل ابيب على الموافقة عليه سريعا. فبعدما ضخت اسرائيل كميات ضخمة من التفاؤل بقرب التوقيع، اطلّ اليوم رئيس وفد التفاوض الإسرائيلي عدي أديري معلنا استقالته من منصبه وافيد ان الاستقالة على خلفية معارضته اتفاق الترسيم.
وفي انتظار ما سيحمله ملف الترسيم من جديد في الايام المقبلة، وما اذا كان الرئيس ميشال عون سيسجل الانجاز في سجل عهده قبل رحيله من بعبدا، فإن ملف تشكيل الحكومة شهد قوة دفع لافتة ستؤدي إن لم يطرأ طارئ الى ولادة الحكومة قريبا...وقريبا جدا وفق العارفين.
اجتماع تقني فرئاسي: تصدر اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الاهتمام الرسمي. اليوم، عُقد اجتماعان في بعبدا لمناقشته. فقد ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاجتماع التقني الإستشاري في القصر الجمهوري، قرابة الواحد ظهرا، للبحث في العرض الخطي للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وافيد انه تمت خلال هذا الاجتماع، الاستعانة بخرائط وبإحداثيات عرضت على شاشة.
ايجابية لبنانية : اما عند الثالثة، فرأس اجتماعا رئاسيا للغاية عينها، ضمه الى رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وتركز البحث على العرض الاميركي وقد انضم الفريق التقني والاستشاري الى الاجتماع الذي قال بري ردا على سؤال على اثره: "قمحة ونص".".من جهته، أكّد ميقاتي "ان الأمور مُتجهة على الطريق الصحيح بشأن اتفاق ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل"، مشدداً على أن "موقف الجميع في لبنان موحّد بشأن هذا الاتفاق وذلك من أجل مصلحة البلد". وقال: لقد كانت لي وللرئيس بري بعض الملاحظات، واللجنة التقنية أخذت بها كاملة، وسيكون لنا رد سيُرسل إلى الوسيط الأميركي ضمن هذا السياق كاملاً، وأودّ التأكيد أن كافة المسلمات والامور الأساسية تامة ضمن الاتفاق، والأمور متجهة على الطريق الصحيح، وأؤكد أيضاً أن موقفنا موحد لمصلحة لبنان".
بوصعب: بدوره، قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب: نفتخر أنّ الموقف اللبناني موحّد وهذا عامل قوّة لصالح لبنان طوال فترة التفاوض والفريق التقني وحّد كل الملاحظات لرفع تقرير في وقت قريب كردّ على عرض الوسيط الأميركي الأخير. اضاف: نتأمّل غداً على أبعد حدّ أن يكون الرّد اللبناني في يد هوكشتاين والعمل بيننا يجري ليلاً نهاراً وبسرعة. وتابع: اليوم لا نعطي جواباً رسميًّا لهوكشتاين بل ملاحظات والشياطين التي تكمن في تفاصيل باتت صغيرة جدًّا. وموقف لبنان النهائي يُعطى عندما يصل العرض الأخير ولبنان حصل على كامل حقوقه في حقل قانا والملاحظات التي أجريناها قانونية ومنطقية ومن منطلق صاحب حق. واردف: إذا أُخذ بالملاحظات كما اتفقنا عليها نتكلّم عن أيّام للتوقيع وليس أسابيع والمناطق المتنازع عليها سيبقى متنازع عليها حتى يبتّ بها ونحن لا نعترف بالعدوّ الإسرائيلي وبالتالي لا نوقّع على معاهدة أو اتفاق معه والوسيط الأميركي كان حريصاً من هذه الناحية وهناك ترتيبات للتوقيع. وقال بو صعب: العدو الإسرائيلي يعرف مكمن قوّة لبنان وهناك توازن في التعاطي بين العدو ولبنان نابع من معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" بالإضافة إلى وحدة الموقف اللبناني.
تخبط اسرائيلي: لكن في الجانب الاسرائيلي، فإن التخبط يبدو سيد الموقف، وقد أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم، باستقالة رئيس وفد التفاوض الإسرائيلي عدي أديري من منصبه لمعارضته اتفاق الترسيم. الا ان وزارة الطاقة الاسرائيلية، أعلنت أن "عودي أديري، الذي شغل خلال العامين الماضيين منصب رئيس فريق المفاوضات بين إسرائيل ولبنان، طلب من وزيرة الطاقة كارين الحرار إنهاء منصبه استعدادًا لبدء وظيفة جديدة. وعرض أودي مساعدته في باقي العملية إذا لزم الأمر".وشكرت الوزارة في بيان نقلته صحيفة "معاريف"، "أديري على نشاطه المتفاني لدفع المفاوضات قدما، ونتمنى الكثير من النجاح في المستقبل"، وأوضحت أنه "حل المدير العام لوزارة الطاقة ليئور شيلات، محل أديري كرئيس للفريق المفاوض".بدورها، نقلت الصحيفة عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء يائير لابيد، أن "أديري استقال من منصبه على خلفية حقيقة أن الشخص الذي أجرى الاتصالات بالفعل هو رئيس مجلس الأمة إيال هولتا"، كما ذكرت المصادر أن "أديري تعامل فقط مع مصادر حول لابيد".وأردفت "معاريف": "مع ذلك، يدعي من حول أديري أنه استقال بسبب معارضته للاتفاق الناشئ".
ضمان الحقوق: وسط هذه الاجواء، وفيما افيد ان السفيرة الفرنسية ابلغت الرئيس عون اليوم في بعبدا ان "شركة توتال" مستعدة للتعاون مع لبنان في التنقيب، فور التوصل الى اتفاق، أوضح الرئيس عون لغريو ولمديرة افريقيا والشرق الأوسط في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية آنا غيغين اللتين زارتا القصر اليوم انه "بالنسبة الى موضوع المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، فان لبنان سيحدد موقفه من مضمون العرض الخطي الذي قدمه هوكشتاين والذي تضمن نصوصا قيد الدرس اليوم بالتشاور مع رئيسي مجلس النواب والحكومة وفي ضوء ملاحظات اللجنة الفنية المشكلة لهذه الغاية"، لافتا الى انه حرص طوال الاشهر الماضية على "ضمان حقوق لبنان في مياهه وتوفير الظروف الملائمة لبدء عمليات التنقيب في الحقول النفطية والغازية المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة التي يفترض ان تبدأ بها شركة "توتال" الفرنسية"، مؤكدا انه "لن تكون هناك اي شراكة مع الجانب الإسرائيلي". واعرب الرئيس عون عن امله في "ان يشكل بدء التنقيب عن النفط في الحقول المائية الجنوبية بداية إيجابية تساعد الاقتصاد اللبناني على النهوض من جديد بعد التراجع الذي حصل خلال الاعوام الماضية"، مشددا على ان "التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان مستمر وهو جزء من مسيرة مكافحة الفساد التي انطلقت مع بداية العهد منذ ست سنوات وتعثرت مرات عدة بفعل الضغوط التي مارسها المتورطون في عمليات الفساد من مختلف المستويات".
للاصلاح والانتخاب: وكانت غيغين اعتبرت ان "التوصل الى اتفاق في مسألة الترسيم البحري الجنوبي رسالة ثقة الى المجتمع الدولي بلبنان ستكون لها مفاعيلها الإيجابية على اقتصاده الوطني". واكدت للرئيس عون "حرص فرنسا على الاستمرار في مساعدة لبنان في مختلف المجالات وان الاهتمام بالشؤون اللبنانية هي من أولويات الحكومة الفرنسية"، مشددة على أهمية اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري منعا لاي فراغ على المستوى الرئاسي، وعلى انجاز الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي". هذا وزارت الضيفة الفرنسية السراي ايضا، وقالت بعد لقائها ميقاتي "كان لقاؤنا ممتازا حول الاولويات المهمة للبنان ومنها امكان التوقيع على اتفاق لترسيم الحدود البحرية. إن فرنسا مهتمة بوجود هكذا اتفاق، وقد بعثنا العديد من الرسائل وبذلنا الكثير من الجهود لمساعدة لبنان في هذا الاتجاه. اما الأمر الثاني فهو ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية، اضافة الى ضرورة إتمام الاصلاحات وتنفيذها من اجل عقد اتفاق مع صندوق النقد الدولي وهو أمر ضروري ليسلك لبنان الطريق نحو النمو الاقتصادي".
التأليف: واذا كان الاستحقاق الرئاسي بعيد المنال ولا مؤشرات الى امكانية حصوله في المدى المنظور، يبدو ان مساعي "التشكيل" انتعشت وان الاتصالات جارية للتأليف. في السياق، أشار عون الى ان "الاتصالات جارية لتشكيل حكومة جديدة بعد تذليل العقبات التي حالت حتى الان دون ولادتها". الى ذلك، أمل ان "تتم الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية المحددة بحيث يتسنى لي تسليم الرئيس الجديد في بداية ولايته في الأول من تشرين الثاني المقبل"، معتبرا ان "انتخاب الرئيس الجديد من مسؤولية النواب الذين عليهم ان يحددوا خياراتهم على هذا الصعيد". واكد الرئيس عون انه حريص على "انجاز الإصلاحات التي وعد لبنان صندوق النقد الدولي بتحقيقها لا سيما إعادة النظر في هيكلة المصارف اللبنانية و"الكابيتال كونترول" وتعديل قانون السرية المصرفية وذلك بعدما اقر مجلس النواب قانون الموازنة للعام 2022".
موازنة 2023: ليس بعيدا من الشأن الاقتصادي – المالي، رأس ميقاتي اجتماعا في السرايا الحكومية اليوم ضم نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعادة الشامي، وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف الخليل، المدير العام لوزارة المال جورج معرّاوي، مستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس والمستشار الاقتصادي سمير ضاهر. تم في خلال الاجتماع استكمال البحث في اعداد موازنة العام 2023.
اقتحام مصرف: في انتظار الاصلاحات المنشودة، افيد ان اربعة أشخاص اقتحموا اليوم بنك "لبنان والمهجر "فرع حارة حريك قبالة حرقوص وحصلوا على وديعتهم (11 الف دولار) وغادروا قبل وصول الجيش. كما افيد عن اشكال بسيط وقع في احد المصارف في صيدا.