Sep 30, 2022 2:08 PM
خاص

بين قتل مهسا أميني وقصف أربيل علاقة واكثر... بداية النهاية؟

المركزية – لم يكن موت مهسا أميني التي فارقت الحياة بعد تعرضها للتعنيف من قبل السلطات الايرانية بسبب عدم التزامها معايير الحجاب، إلا عود الكبريت الذي ألهب جمر الرماد النائم في أعماق نفوس أكثرية الايرانيين، فاستعرت النار وألهبت الشوارع احتجاجات وتظاهرات اشتعل فتيلها في معظم المناطق الايرانية. 

ولم يكن قصّ النساء لشعورهن وحرق حجابهن على مرأى من الجميع، إلا تعبيراً عن السخط والغضب على نظام أطبق على أنفاسهن حتى كاد يخنقهن، فجاء موت مهسا ليوقظ مشاعر الحرية الدفينة ويخرجها الى العلن. 

فما كان من النظام الايراني إلا ان وجّه أصابع الاتهام الى المجموعات المعارضة واتهمها بإذكاء نار الفتنة في البلاد، خاصة تلك التي تتواجد في نقاط محددة على الحدود الايرانية مع اذربيجان، بالاضافه الى اقليم كردستان العراق. من هنا بدأ الحرس الثوري باستهداف كل مراكز هذه المجموعات على الحدود باستخدام طائرات مسيرة ومفخخة وصواريخ باليستية أصابت أكثر من45 موقعاُ في منطقة أربيل وأدت الى سقوط ضحايا من المدنيين، مما أثار موجة من الاستنكار عربياً ودولياً. فما ابعاد استهداف ايران لأربيل؟ 

مصادر مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان هناك قلقا ايرانيا شديدا من شمالي العراق حيث يتواجد الاكراد ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، أولاً لأن الموقف الكردي لا يتقاطع غالبا مع الرؤية الايرانية للعراق، لا بل هو يعارض مواقف ايران في العراق بشدة. وثانياً لأن النظام الايراني يتخبط بأزمة داخلية بسبب التظاهرات والاحتجاجات الصاخبة في معظم المناطق وفي العاصمة طهران، وهناك اعتقالات وقتلى بالمئات.  

وتشير الى ان كل هذا حصل احتجاجا على اغتيال التظام الايراني لمهسا اميني، ويحمّلون النظام الايراني مسؤولية ما جرى. في المقابل، يحمّل النظام الايراني الاكراد والمعارضين الايرانيين المتواجدين في كردستان شمال العراق مسؤولية التظاهرات والاضرابات المستمرة خاصة في الشمال الغربي لايران، حيث يعيش معظم اكراد ايران، وعددهم نحو 10 ملايين نسمة. 

وتشير المصادر الى ان الايرانيين يعتبرون ان كردستان العراق التي يقصفونها، تؤوي احزابا وتنظيمات كردية ايرانية تتخذ من اقليم كردستان مقرا لمنظماتها، ومن بينها منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة التي أسسها أبو الحسن بني صدر اول رئيس لجمهورية ايران، وذلك بعد خلافه مع الخميني، وغيرها من المنظمات الايرانية والكردية المعارضة للنظام الايراني. وبما ان النظام الايراني يعتبر ان هذه المجموعات تتخذ من كردستان العراق وجبال قنديل مقار لها، لهذا السبب يقصفها بشكل دائم، وراهناً بشكل أساسي لأنه يحمّلها مسؤولية التظاهرات الضخمة التي تتوالى في ايران يوميا. فهل يكون موت مهسا أميني بداية النهاية للنظام القمعي الايراني؟ 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o