Sep 30, 2022 12:57 PM
متفرقات

تعاون بين "قرطباوي" وشبكة المستشفيات التابعة لـ "القديس يوسف"

المركزية - أقيم احتفال في "مستشفى المونسنيور قرطباوي" في أدما في مناسبة إطلاق التعاون بينه وبين شبكة المستشفيات التابعة لجامعة القدّيس يوسف - أوتيل ديو، في حضور جوزف الحلو ممثلا وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض، النائبة ندى البستاني، النائب السابق نعمة الله أبي نصر، مطران جونية للموارنة أنطوان نبيل عنداري، مطران اللاتين سيزار اسايان، ممثل السفير البابوي جيوفاني بيكياري، رئيس الجامعة الأب سليم دكاش، نقيب الاطباء يوسف بخاش، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى، المدير العام لشبكة المستشفيات التابعة لجامعة القديس يوسف نسيب نصر وفاعليات. 

وبعد النشيد الوطني، قال نصر "في الشهر الماضي، أعلنّا خلال مؤتمر صحافي مذكرة التفاهم بين رهبانية القلبين الأقدسين وجامعة القدّيس يوسف لإدارة "مستشفيي السان شارل" في الفياضية و"قرطباوي" في أدما، ونجتمع معاً هذا المساء لنطلق العمل والتحضيرات من "مستشفى المونسنيور قرطباوي". تلتزم جامعة القدّيس يوسف من خلال هذه المذكرة، وبمساعدة مستشفاها الجامعي، "مستشفى أوتيل ديو دو فرانس"، مستعينةً بكامل طاقاته وقدراته ومعرفته وخبراته التي تراكمت على مدى 100 عام بإدارة مستشفى المونسنيور قرطباوي الذي يعزّ عليها كثيرًا ويمثّل صرحًا استشفائيًّا مهمًّا في كسروان الحبيبة". 

وتابع "لا شكّ أنّ هذه الخطوة الأولى، إطلاق هذا المشروع، ليست بالأمر السهل في إطار الظروف المعقّدة التي تمرّ فيها البلاد، ولكنّ الإرادة موجودة. فمنذ أشهر قليلة، بدأنا بإعادة هيكلة الموارد البشرية، وقمنا بدفعة أولى من التوظيفات، يبقى الهدف منها أن تشكّل القاطرة التي ستدفع بهذا المستشفى إلى الأمام، والمهمّ والأهمّ أننا حافظنا وسنحافظ على كل الطاقم الطبّي، التمريضي والإداري في هذا المستشفى الذين مرّوا بظروف صعبة خلال الاعوام الماضية"، لافتا الى اننا "بدأنا ايضاً بعدد من الأعمال الطارئة الهادفة إلى تجديد البنى التحتية، وتحديث المستلزمات الطبية الحيوية لإدارة مستشفى بأعلى درجات الجودة التي اعتاد عليها الجميع في أوتيل ديو دو فرانس". 

واضاف "وضعنا خارطة الطريق لمشروع إعادة افتتاح قسم الطوارئ خلال ثلاثة أشهر، وسنقوم بكلّ ما يلزم لاستكمال الخطّة الطبيّة التي وضعها المستشفى والتي كانت انطلاقتها مع الخدمات الطبيّة في "مستشفى أوتيل ديو دو فرانس". وبطبيعة الحال، نتابع تنظيم العمليات الجراحية، بخاصة جراحة تقويم العظام (chirurgie  orthopédique)والجراحات التجميليّة (chirurgie plastique)، على أن تليها أقسام أخرى كقسم طبّ العيون ophtalmologie، وقسم الأمراض الجلدية(dermatologie) ، إلى جانب تحديث قسم الأشعّة والتصوير بالرنين المغناطيسيّ(l’imagerie et la radiologie) ، وإعادة تفعيل المختبر(Laboratoire)". 

واشار نصر إلى انه "لا يخفى على أحد أنّ "مستشفى المونسنيور قرطباوي" يشتهر بمركزه المختصّ بالعلاج الفيزيائي (physiothérapie) ، والعلاج الفيزيائي المائيّ (l’hydrothérapie) وبمنتجعه الطبّي، وهو ميزة أساسية لعملية النهوض الجارية حاليًا ليعود هذا المركز إلى نشاطه ابتداءً من بداية السنة". 

وختم "نأمل اليوم في ان يستعيد المستشفى كامل قدراته التي عهدناها سابقًا، وذلك بغضون أشهر قليلة مقبلة لن تتعدى السنة، على أن يبقى الهدف الأوّل والأساس خدمة المريض". 

 

دكاش: ثم، تحدث دكاش، لافتاً إلى "أننا نجتمع اليوم في ظلّ جامعة القدّيس يوسف في بيروت وتوافرت الظروف بأن تصبح أمينة على رسالة مجمّع المونسنيور أنطوان قرطباوي ومستشفاه، وتنشئ بالتالي شبكة إستشفائيّة أسمتها شبكة "مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الجامعيّ" الرائد صحيًّا واجتماعيًّا في الاهتمام بالمرضى، حيث إنّه اليوم يضمّ خيرة الأطبّاء والمعاونين لهم والممرّضات والممرّضين، حيث زادت الاختصاصات المتنوّعة فيه إلى أكثر من 40 اختصاصا، ليزوره سنويًّا أكثر من 30 ألفًا من اللبنانيين كلّ سنة بإنسانيّة ومهنيّة". 

وتابع "كلّنا أمل اليوم وغدًا، بأن تنتقل هذه الصفات إلى مستشفى المونسنيور قرطباوي، ها هنا في أدما، وإلى "مستشفى السان شارل" في الفيّاضيّة، في ضواحي بيروت. وأودّ الإشارة إلى أنّ طلب التوازن بين الداخل والخارج في مستشفياتنا، لا يعفينا من أن نكون إنسانيين في مهمّاتنا فلقد تأسّس في "مستشفى أوتيل ديو" ما نسمّيه الصندوق الاجتماعيّ للحالات الاجتماعيّة الذي ساعد السنة 2021-2022 أكثر من أربعمئة مريض، بشكلٍ كامل أو جزئيّ، وتجاوزت عطاءات الصندوق أكثر من مليون دولار، بقيمته العالميّة للسنة الواحدة. وهذا يجعلنا نفكّر، ومنذ الآن، أن نقيم هذا النموذج الذي به يساعد أهل العوز في مجال تعزيز صحّتهم الجسديّة، حيث يجعلنا، وإن جزئيًّا وبشكل رمزيّ، نتجاوز المرحلة الصعبة التي نعيشها والتي كثر فيها الناس الذين لا غطاء لهم ولا حماية إجتماعيّة". 

واعتبر أن "لا ندشّن صرحًا صحيًّا ولا ندشّن مستشفى جديدًا بل نعلن أنّنا نكمّل المسيرة، مسيرة مستشفى المونسنيور أنطوان قرطباوي، ومن الحسن أن نستعيد بعضًا من سيرة حياته حيث رأى أبونا أنطوان، خلال الحرب العالميّة الثانية عشرات الأطفال والشبّان عاطلين عن العمل، تائهين في مجتمعهم، فأسّس جمعيّة المهنيين الشبّان اللبنانيين التي احتضنتها منذ السنة 1945 رهبنة القلبين الأقدسين، ثمّ في السنة 1953 قرّر الاستجابة لطلب تأسيس مستشفى لتأهيل المعوقين جسديًّا وذلك في منطقة الحازميّة إلاّ أنّ نجاح المستشفى دفعه إلى بناء مؤسّسة في منطقة عاليه ضهر الوحش فوضع مسؤوليّة إدارتها بين أيدي الرهبنة بعد أن أرسل مجموعة منهنّ للتمرّس على المعالجة الفيزيائيّة في فرنسا، وكان ذلك بداية تأسيس معهد العلاج الفيزيائيّ في "جامعة القدّيس يوسف" والذي لا يزال يؤدّي إعداد المعالجين الفيزيائيين على المستوى الجامعيّ بتفوّقٍ متين". 

وقال "أتت حرب العام 1976 ووجدت مباني المستشفى في عاليه ذات يوم عرضة للنهب والتخريب، فانتقل الجميع وحتّى المرضى إلى دير الراهبات في حاريصا، ثمّ إلى دير الشرفه للسريان الكاثوليك لإعداد الكهنة السريان الكاثوليك. إلاّ أنّ المونسنيور قرطباوي لم يكن ليهدأ باله فاندفع ها هنا، إلى شراء هذه الأرض المعطاء وعلى هذه التلّة المشرفة على مدينة جونية، تخيّل هذا المجمّع المكوّن اليوم من المستشفى المتخصّص في جراحة وطبّ العظم والعلاج الفيزيائيّ مع قرارنا في تفعيل تخصّصات أخرى يُعلَن عنها تباعًا مثل طبّ العيون والأذن والجراحة البلاستيكيّة التجميليّة وغيرها. وهكذا فإنّ ذكرى المونسنيور قرطباوي الذي أغمض عينيه على هذه الدنيا في التاسع من أيلول في السنة 1979، تابعتها بفرح وإتقان راهبات القلبين الأقدسين حتّى اليوم حيث تمّ وضع أساسات هذا المجمّع في السنة 1976 ثمّ انطلق مع إعادة السلم الأهليّ في بداية التسعينات إلى العمل عبر المعهد الفنّي والتقني وكذلك عبر المستشفى"، لافتا الى ان "هذه الذكرى هي شعلة مستمرّة وقضيّة إنسانيّة كرّمتها الحكومة اللبنانيّة بأن أعطت أعمال المونسنيور قرطباوي صفة المنفعة العامّة، ونحن نحملها اليوم في إطار جامعة القدّيس يوسف في بيروت التي تدعونا إلى حمل هذا المشعل وتقوية ناره لأداء رسالته بالشكل الأفضل". 

واعلن دكاش "انّنا نضع نصب أعيننا مجد الوطن اللبنانيّ ومجد أبنائه وخيرهم، عبر تربية أجيالنا الجديدة على التضحية والإيمان، وعلى القِيَم الإنسانيّة والروحيّة وكذلك على الخلق والإبداع.  وأقول إنّنا منفتحون على الجميع، وخصوصًا على الإرادات الطيّبة التي تودّ أن تساعدنا أو أن تشاركنا في حمل هذا العبء، ولا يتصوّر أحد أنّ في عمليّة التطوير واستعادة المبادرة  نزهة سهلة أو سياحة من السياحات المربحة. فلنشبك الأيادي من أجل خير الجميع وخصوصًا مستقبل الأجيال المقبلة التي نودّ أن نسلّمها ما يثبّتها ويجذّرها في هذا المحيط، فلا تترك هذا اللبنان الفريد من نوعه إلى بناء أوطان أخرى في هذا الكون الفسيح، في حين أنّ هذا الوطن يصبح ضعيفًا بفعل الهجرات الممتابعة". 

ووجّه تحيّة لجميع الحاضرين "أنتم الذين أتيتم للمشاركة معنا في حفل إطلاق هذه الشبكة الطبيّة الاستشفائيّة الجامعيّة من هنا، من أرض البطولات والمقاومات أرض كسروان الفتوح المعطاء، فهذه المؤسّسة هي لكم، هي أنتم، نبنيها معًا ونستفيد من خدماتها الرياديّة. تحيّة للمونسيور قرطباوي في مثواه، فهو صاحب الفكرة واليد البيضاء والعين الساهرة، تحيّة من القلب، لمجموعة راهبات القلبين الأقدسين اللواتي خدمن بكل محبة والشكر لكل الذين سهروا وساهموا في إنجاح هذا الحدث". 

الحلو: اما الحلو، فنقل تحياته إلى "الوزير الابيض الذي سرني بأن أمثله في هذا الاحتفال مع الوجوه الطيبة من ادارة اوتيل ديو وأطباء وممرضات وممرضين فهذا المستشفى مركز العمل الثاني بالنسبة لي من خلال المحبة التي المسها من العاملين. عودتنا الجامعة اليسوعية بأن تكون السباقة دائما، في موضوع سلامة الغذاء فسارعت الى تقديم مختبراتها من اجل ان نقوم بالتحاليل والفحوص لسلامة الغذاء، وكانت ايضا السباقة في فترة انتشار كوفيد 19 واليوم تمد أوتيل ديو يد المساعدة لـ "مستشفى السان شارل" ولـ "مستشفى القرطباوي"، وكوزارة الصحة نشجع هذه الخطوة ونشجع المستشفيات الجامعية الكبيرة التي تمتلك القدرة وامكانية الدعم لمساعدة المستشفيات الصغيرة التي تواجه تعثرا، خصوصا أن مستشفيات كثيرة في وضع حرج". 

وأردف "بالنسبة لنا عملية الدمج بين المستشفيات نشجعها حتى نستطيع تجاوز هذه الظروف، وخصوصا ان دولا كبيرة عجزت عن مواجهة كوفيد 19 بينما عندنا في لبنان لاحظنا تعاونا كبيرا من قبل الجميع. نتطلع الى مستشفى قرطباوي هذا الصرح لأن يكون ناشطا في قدرته على علاج المرضى، آملا دعمها في الموازنة في الموازنة الجديدة حيث سيتم دعم المراكز الطبية من الفئة الاولى والثانية بـ3 أو 4 مرات اضافية حتى ولو أنها غير كافية ولكن بحصة تسند خابية. على أمل أن تكون الايام المقبلة افضل". 

اسايان: من جهته، هنّأ اسايان على "هذا العمل المشترك حيث تبذلون مجهودا كبيرا، حتى نستطيع أن نقول انه بالتعاون مع بعضنا البعض يمكننا أن نقوم بهذا البلد من الواقع الذي يعانيه، فيد واحدة لا تصفق بمفردها"، لافتا الى ان "البابا فرنسيس يدعونا الى كنيسة سينودوسية معناه يدعو الشعب بأجمعه للسير الى الامام معا". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o