Sep 27, 2022 5:09 PM
خاص

بيان دار الفتوى وطني يرضي اللبنانيين...هل تحولت محجا للطامحين إلى الرئاسة؟

المركزية  - كثيرة هي المفاعيل والرسائل وحتى رمزية اللقاء الذي دعا إليه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. فبالنسبة إلى منظومة الممانعة وأقلامها، كلمة المفتي "لم تقدم ولم تؤخّر ولم تحمل حتى  أي جديد في مضمونها وأبعادها. والأمر نفسه ينطبق على لقاء النواب السنة في دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة. جل ما اقتنصوه من هذا اللقاء أن دار الفتوى تحول إلى مرجعية والمفتي بديلا عن المرجعية السنية السياسية الغائبة مع "أفول" نجم الرئيس سعد الحريري بقرار شخصي واعتزاله العمل السياسي لينصرف إلى عالم الأعمال في الخليج.

لكن  وبعيداً من المقاربة، يمكن القول إن الدور الذي يؤديه المفتي دريان وطني بامتياز ويشبه إلى حد بعيد الدور الذي لعبه البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير عندما أسس لقيام لقاء قرنة شهوان عندما استضاف المطران يوسف بشارة، في مطرانية قرنة شهوان، في أواخر التسعينيات، مع مجموعة متنوّعة من مختلف المناطق والمذاهب والتجارب والحساسيات السياسية، حول موضوع "هويّة لبنان".

يومها كانت جملة البطريرك صفير الشهيرة، "ليس لبنان للموارنة، وإنما الموارنة للبنان"، فكانت ترجمةً لقناعاته بأن نعيش معًا، متنوّعين من حيث انتماءاتنا الروحية وموحّدين ومتساوين من حيث وطنيتنا.  وبعد عدّة أشهر من الاجتماعات والمناقشات، صدرت وثيقة موقّعة من المشاركين، اعتبرها الصحافي الراحل غسّان تويني بأنها تصلح لأن تكون "مانيفست للبنان".

يومها يذكر الجميع كيف كان البطريرك صفير يواكب هذه الحركة، مطّلعًا على أدقّ تفاصيلها، ومشجّعًا على توسيع مساحات التلاقي بين أبناء الوطن ألواحد، ومتحينًا الفرصة لإطلاق انتفاضة الاستقلال لإستعادة سيادة لبنان وقراره الحرّ. 

نكاد نقول ما أشبه الأمس باليوم، على رغم كل الظروف المتداخلة. وما هي أبعاده على المدى المتوسط لا سيما لجهة الإستحقاق الرئاسي وكيف ينظر اللبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا إلى الإجتماع الذي شارك فيه 24 نائبا سنيا من أصل 27. فلقاء دار الفتوى "وكلام المفتي الشيخ دريان سيد الكلام" يقول النائب السابق فارس سعيد وقد تجلى ذلك في كلامه عن التمسك بالمبادئ العامة التي تحقق المساواة في المواطنة حقوقاً وواجبات وإدانة كل التجاوزات التي أدت في السابق ولا تزال إلى طعن أسس الوفاق الوطني والعيش المشترك". 

وإذ يشيد سعيد بـ"سيد الكلام" يؤكد بالتوازي أن المفتي دريان وضع نفسه في خانة وطنية وعربية ودولية وأعطى لرئاسة الجمهورية موقعها الحقيقي ووزناتها الوطنية لا سيما عندما أشار إلى الموقع الحقيقي لرئاسة الجمهورية وبأنه "ينظر إليه كون رئيسه المسيحي هو الوحيد في العالم العربي. وهذا كلام ممتاز وأكثر من مرضى به.

التشاور حول الدور الوطني الذي يفترض أن يقوم به ممثلو الشعب، إنقاذا للشرعية الدستورية مما تعرضت وتتعرض له من تجاوزات وتصحيحا لمسار العلاقات مع الإخوة العرب التي تعرضت له هذه العلاقات من أذى وتشويه وإساءات متعمدة انعكست سلبا على الأسس التي تقوم عليها الأخوة العربية وعلى مصالح لبنان المعنوية والمادية المباشرة. وقد ترجم ذلك في تشديد بيان المفتي على وثيقة الوفاق الوطني وعلاقات لبنان بمحيطه العربي والدولي . وبعدما أطلق المكون السني شعار لبنان أولاً غداة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تراهم اليوم يؤكدون حرصهم على العيش المشترك وفقاً لما ورد في نص وثيقة الطائف والشرعيات اللبنانية والعربية والدولية".

الدور الوطني الجامع الذي تم الإعلان عنه "يثبت أن دار الفتوى تحولت إلى محجّ لجميع المرشحين وما زيارة رئيس تيار الوطني الحر إليه ظهر اليوم إلا الدليل على ذلك، يقول سعيد مضيفا "فهذا الأخير وبعدما ترأس مؤتمرا حول المشرقية  واعتبر أن الطائف انتقص من حقوق المسيحيين درجة وأضافها على حقوق المسلمين، تراه اليوم يدخل دار الفتوى ويلتقي بالمفتي الشيخ دريان ويثني على ضرورة التمسك بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني. كل ذلك  "بحثاً عن دعم له للوصول إلى قصر بعبدا علما أنه بنى شرعيته في التيار الوطني الحر على رفض الطائف ".

الأكيد أن الإجماع على دعوة دار الفتوى نجح  "ليتحول إلى مقر للحج لكل الطامحين إلى الرئاسة وهذا طبيعي ولا يجب أن يستفز البعض بحسب سعيد" فدور المرجعيات الروحية يبدأ على الساحة السياسية عندما تنكفئ المرجعيات السياسية .وكما لعب البطريرك صفير دورا وطنيا بامتياز خلال انعقاد جلسات قرنة شهوان هكذا يؤدي المفتي الشيخ دريان دوره الوطني بامتياز ".

يبقى السؤال: ماذا بعد لقاء دار الفتوى؟وهل يلتزم النواب الذين حضروا بمقررات البيان وتمنيات المفتي؟" أنا لا أدخل في اصطفافات النواب السنة وهم وحدهم مخولون اختيار الطريق الوطني والسيادي. لكن الأكيد أن مرجعية دار الفتوى لها أثر كبير وفاعل والأهم أن "الدار" لم تتكلم بلغة سني أو إسلامي إنما بلغة المواطن اللبناني .وهذا ما يرضينا كلبنانيين سياديين" يختم سعيد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o