Sep 24, 2022 8:30 AM
صحف

ريفي والبزري عن أهداف لقاء دار الفتوى: سيادي ميثاقي وطني جامع للمّ الشمل السنّي والوطني

اجتماع دار الفتوى اجتماع وطني وهو الأوّل من نوعه منذ أكثر من أربعة عقود، حيث يعقد اللقاء السني في دار الفتوى برعاية مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة عبد اللطيف دريان اليوم. وهذا الدّور ليس بجديد على دار الفتوى التي أدّت دوراً وطنيّاً جامعاً في زمن الحرب اللبنانيّة البغيضة.

مَن سيشارِك؟

بعضهم مَن اعتذر عن المشاركة تحت ذريعة الفرز المجتمعي مثلاً، وبحجّة رفض أن يكون المدخل إلى السياسة هو الفرز الطائفي للتركيبة المجتمعيّة اللبنانيّة. كنائب بيروت المنتخب ابراهيم منيمنة. فهذه محاولة هزيلة لتسخيف لقاء دار الفتوى، وحصر دورها بالقضايا الطائفيّة الضيّقة. فيما الكلّ يعلم الدّور السيادي والوجودي الذي قامت به هذه الدّار وما زالت على الصعيد الوطني. فالدار لم تستثنِ أحداً عند توزيع الدعوات للنواب السنّة. وقد لاقت هذه الدّعوة ترحيباً محليّاً وعربيّاً واسعاً.

ريفي: اللواء أشرف ريفي، نائب طرابلس، سيكون من أبرز المشاركين في هذا اللقاء. ويلفت ريفي في حديثه لـ»نداء الوطن» إلى أنّ «هذا اللقاء سيشكّل مناسبة وطنية لتوحيد الموقف من كلّ الاستحقاقات المقبلة». وبكلام ريفي هذا يؤكّد الأهميّة الوطنيّة والدّور الوطني لدار الفتوى، ويدحض مزاعم الذين تهرّبوا من المشاركة بهذا اللقاء نظراً لارتباطاتهم التي باتت معلومة لدى الجميع.

ويتابع ريفي قائلاً إنّ هذا اللقاء «سيساهم في زيادة أواصر التواصل وتمتينها مع القوى السياديّة والإصلاحيّة بهدف إنقاذ لبنان ممّا هو فيه اليوم». وفي كلام ريفي هذا تأكيد على سياديّة دار الإفتاء وإصرارها على دورها الوطني الجامع للبنانيّين كلّهم. فبالنسبة إلى ريفي «هذه المبادرة التي تقوم بها دار الفتوى وسماحة المفتي تأتي في التوقيت المناسب لأنّ هناك حاجة للمّ الشمل وفق القواعد والمعايير الوطنية التي نؤمن بها جميعاً». ولا يخفى على أحد أنّ المعايير التي عناها ريفي في حديثه لـ»نداء الوطن» أوّلها المعايير السياديّة الوطنيّة التي لا تقبل الشراكة مع الدّولة في الموضوع السيادي.

النتائج المرجوّة والتوصيات

أمّا بالنسبة إلى النتائج التي قد ترشح عن هذا اللقاء فيتوقّع ريفي «أن يخرج بنتائج واضحة على المستوى الوطني، وما بعد هذا اللقاء سوف تتعزّز فرص التعاون والتنسيق بين مختلف القوى الوطنية والسياديّة لأنّ أمامنا الكثير من التحدّيات. فالوقت الآن هو للمّ الشمل وجمع الصفوف لأنّ الوطن ينادينا جميعاً».

وما هذه الصرخة الوطنيّة التي يطلقها ريفي اليوم عبر مشاركته في اللقاء إلا استجابة لأصوات النّاخبين الذين منحوه ثقتهم في الانتخابات النيابية والبلدية في مدينة طرابلس. من هنا يرى ريفي «أنّ تأثير أهل السّنّة في لبنان غير مرتبط بأيّ ظروف وعوامل آنيّة. فهذا التأثير امتدّ منذ الاستقلال وهو يزداد حضوراً لأنّ السنّة في لبنان هم أحد آباء فكرة الاستقلال وهويّة لبنان العربيّة». وهذا ما ترجمه ريفي عمليّاً بفوزه في طرابلس، وتحوّله إلى صوت سنيّ سياديّ صارخ بوجه الطواغيت كلّهم.

ويختم ريفي حديثه مستنتجاً أنّه «عندما يجتمعون (السنّة) تحت عباءة دار الفتوى فإنّهم يقولون كلمتهم بصوتٍ عالٍ من أجل سيادة لبنان واستقلاله وهويته العربيّة، ومن أجل التمسّك بالدستور وباتفاق الطائف وبالعلاقات العربيّة وبكون لبنان غير منفصل عن هذا العالم». ويؤكّد في نهاية حديثه أنّ «هذا اللقاء سيكون له التأثير الكبير والنتائج الوطنيّة المرجوّة».

البزري: أمّا نائب مدينة صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري فيرى «أن اللقاء يأتي في مرحلة دقيقة من مراحل الأزمة اللبنانية التي تعصف بالبلاد والتي أثّرت في مختلف أوجه الحياة. فهي عطّلت الدورتين السياسية والاقتصادية وأثّرت سلباً في معيشة المواطنين، ووضعت مختلف مؤسسات الدولة في مرحلة باتت شبه منهارة ومعدومة القدرة على القيام بواجباتها».

فبالنسبة إلى البزري «هذه الدعوة التي وُجّهت إلى النواب للإجتماع في دار الفتوى تأتي من ناحية التوقيت في مرحلة دقيقة وحساسة، كما تأتي أيضاً بعد انتخابات نيابية شهدتها البلاد منذ عدة أشهر، وأسفرت عن تغيير أساسي وواضح في العديد من معايير ومقاييس القوى التي اعتادها اللبنانيّون في البرلمانات السابقة». فعلى ما يبدو بحسب حديث الدّكتور عبد الرحمن البزري أنّ القوى التغييريّة باتت أكثر سياديّة في طروحاتها لأنّها تتقارب مع طروحات دار الفتوى التي تتقدّم المشهد السياسي هذا الأسبوع بطروحاتها السياديّة. مع الإشارة إلى أنّ البزري قد لفت في حديثه لـ»نداء الوطن» إلى أنّ «مجموعة كبيرة من النواب، حوالي 24 نائباً، ستشارك في هذا اللقاء».

ويشير البزري في حديثه لـ»نداء الوطن» إلى أنّ «الوجوه العديدة الجديدة التغييريّة الإصلاحيّة قد وصلت إلى البرلمان اللبناني بناء على أطروحة سياسية تغييرية مرتبطة بالانتفاضة الثورويّة لـ 17 تشرين، وتعبيراً عن رغبة العديد من الناخبين اللبنانيّين في ضرورة التغيير وبناء الدولة على أسس صريحة وواضحة؛ تلك الدولة القادرة على القيام بواجباتها وحماية مواطنيها، وضمان سلمهم الأهلي والصحّي والاجتماعي ومستقبل أبنائهم لا سيّما المستقبل التربوي».

أكد النائب المستقل عبدالرحمن البزري أن اللقاء الموسع للنواب السنة في دار الفتوى برئاسة المفتي عبداللطيف دريان السبت يكتسب أهمية خاصة لأنه يأتي في ظل أزمة سياسية عميقة في البلاد عكست نفسها على كل أوجه الحياة، وبالتالي فإن أي اجتماع للنواب هو للتلاقي والتشاور والخروج بتوصيات هو مرحب به وأنا من المشاركين فيه.

وأشار البزري، في تصريح لـ «الأنباء» الكويتية، إلى أن اللقاء في دار الفتوى هو للدعوة للوحدة الوطنية ولبناء الدولة العادلة والقادرة، وللدعوة لمواجهة مشاكل الناس وحلها، وللتمسك بالمواعيد الدستورية وتفعيل العمل الحكومي ولعودة لبنان إلى الحضن العربي، لافتا إلى أن اللقاء مليء بالإيجابيات لمن يريد أن يلحظ هذه الإيجابيات.

وردا على سؤال ما اذا كان اللقاء يهدف إلى توحيد الساحة السنية لتقول كلمتها في الانتخابات الرئاسية، أكد البزري أن الساحة السنية كانت دائما ساحة ضامنة وجامعة وتريد بناء الدولة وتعزيزها، وساحة تنظر إلى محيطها العربي، ومتمسكة باتفاق الطائف وتنفيذه بشكل جيد، ذلك أن أهمية هذا الاتفاق أنه يلحظ دورا لكل اللبنانيين، والقدرة على تعديل مفاهيمه بما يتناسب مع تطور المرحلة.

وعن حراك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الداعم، أكد أن السفارة السعودية تمثل دولة عزيزة وأخوية وكبرى في المنطقة. ونتطلع إلى علاقات إيجابية بين لبنان والعرب وتحديدا بين دول الخليج وخصوصا المملكة العربية السعودية التي كان لها تاريخيا الدور الكبير، مؤكدا ان اهتمام السفارة السعودية بالملف اللبناني سواء اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا، من مؤشرات عودة الروح العربية إلى لبنان، كما كانت الكويت الشقيقة كانت هي السباقة إلى المبادرة لإصلاح العلاقات. ونحن نرحب بأي دور يقوم به الأشقاء العرب.

وعن إعلان عدد من النواب السنة عدم مشاركتهم في لقاء دار الفتوى، أشار البزري إلى اننا نحترم هذه القناعة ونقدرها وهذا لا يمنعنا من التعاون معهم، ونقدر الظروف وهم أصدقاء وحلفاء ولهم أسبابهم، وهذه أهمية الديموقراطية أن تتقاطع مع أحد وأن تتحالف مع أحد، لكن ليس بالضرورة أن تكون القراءات متجانسة ومتطابقة، لكن اللقاء ستكون له نتائج ايجابية علينا وعليهم.

وعلى صعيد الملف الحكومي، رأى البزري أن الكلام عن تعويم الحكومة هو كلام مبطن يحاول إعطاء صبغة إيجابية لموضوع سلبي آخر، وهي أجواء ملغومة ومحاولة تأجيل أو تعليق انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكدا أنه لو سلمنا جدلا أن هناك إيجابية حقيقية يفترض الذهاب إلى انتخاب رئيس جديد للبنان، لاسيما أن مجلس النواب تحول إلى هيئة ناخبة منذ بداية الشهر الجاري ولا يتطلب الأمر سوى دعوة للاجتماع وننتخب رئيسا وهذه هي أصول اللعبة الديموقراطية.

وأشار إلى أن استخدام سلاح المقاطعة في عملية انتخاب الرئيس وتطيير النصاب هي أسلحة استخدمت في الماضي من ضمن اللعبة الدستورية، لكنها تتنافى مع الروح الديموقراطية البرلمانية، آملا ألا يحاول أحد فرض رأيه على الآخرين.

وأشار البزري إلى الطبقة السياسية التي تعودت في الماضي أن تتقاسم الحصص والمكاسب والمغانم، وتعتبر أن واقع لبنان مرتبط بها، وليس بمصالح الناس، ولا يمكنها أن تتوصل إلى تفاهم فيما بينها أو تنتظر تعليمات من حسابات لا علاقة لها بالداخل اللبناني، وهذا الذي يعيق انتخاب رئيس جمهورية، لذلك يحاولون التعويض عنه بتفعيل عمل الحكومة التي أثبتت حتى الآن فشلها الكبير سواء بالموازنة او بخطة الإصلاح أو بكيفية إدارة أمور الدولة وخدماتها.

ورأى البزري إذا كانت هناك إيجابية تسمح بالتفاهم فلماذا لا يتم الذهاب إلى انتخاب رئيس للبلاد، وعندئذ يدعو إلى مشاورات ونكون أمام حكومة جديدة، لأن تفعيل أي حكومة ستذهب إلى مجلس النواب لنيل الثقة قد تكون غير مضمونة، وحتى لو أخذت الثقة فإنها تصبح مستقيلة حكما وتتحول إلى حكومة تصريف أعمال بصيغة ثانية مختلفة، بغض النظر عما سيسمونه عند ذلك بالفذلكات الدستورية.

ورأى أن مسؤوليات رئيس الجمهورية تكتمل في31 أكتوبر ومن بعد هذا التاريخ الدستور يقول ان هناك حكومة بغض النظر عن شكلها وعددها ووضعها سواء مستقيلة أو تصرف أعمال وفاعلة وناشطة وهي تملأ هذا الفراغ لحين انتخاب رئيس، فالدستور لا يلحظ الفراغ.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o