Sep 22, 2022 6:18 AM
صحف

الحكومة على النار!

حكومياً، وعلى الرغم من تراجع الحديث عن هذا الملف، فالمعلومات المتوافرة تشير، بحسب "اللواء" الى ما يلي:
1- ان موعد اللقاء حول البحث في تأليف الحكومة ما يزال على اجندة الرئيس ميقاتي.
2- النقاش من جانب الرئيس المكلف سيكون مرناً.
3- فريق بعبدا، يتجه للمطالبة بتغييرات لا تقف عند حدود وزيرين، بل ربما تشمل وزراء آخرين، مسيحيين وغير مسيحيين..
4- بالنسبة لوزير المهجرين عصام شرف الدين فإن ثمة اتجاه للتمسك به، الامر الذي قد يؤدي الى عرقلة جدية مع اصرار الرئيس ميقاتي على استبعاده كلياً.
5- في حال، تم استبدال وزير الاقتصاد امين سلام، فإن تكتل نواب عكار، يتجه الى التمسك بتسمية البديل من السنة، ومن عكار تحديداً.

من جهة أخرى، كشف مصدر رسمي لبناني لـ«الأنباء» الكويتية، عن ان مسار تأليف الحكومة الجديدة قطع شوطا كبيرا، وان القرار بتأليفها قد اتخذ ولا رجوع عنه، وبعد عودة ميقاتي من نيويورك، سيعقد اللقاء السابع والحاسم بينه وبين الرئيس عون للاتفاق على الأسماء المقترح استبدالها».

ورجح المصدر ان «تولد الحكومة الجديدة وتصدر مراسيم تأليفها قبل نهاية الشهر الجاري، وسقف الاتفاق على تأليفها ربما يكون يوم الخميس من الاسبوع القادم على ابعد تقدير، وكل ما يشاع عن وجود عقبات تتصل بتغيير من 4 الى 6 وزراء مع اتجاه رئيس الجمهورية لاستبدال وزراء محسوبين من حصته أمر غير صحيح».

واشار المصدر الى ان «أكثر من جهة دخلت على خط تذليل العقبات، بحيث حصلت تنازلات متبادلة من قبل عون وميقاتي، سهلت العودة الى مسار التأليف، والجهة الأبرز التي ضغطت في هذا الاتجاه هي حزب الله الذي يخشى من تنازع دستوري على تسلم حكومة تصريف الاعمال صلاحيات رئيس الجمهورية، فتحرك باتجاه ميقاتي وباسيل، واثمر هذا التحرك تجاوز مسألة اضافة ستة وزراء سياسيين والابقاء على تشكيلة حكومية من 24 وزيرا».

أما "الجمهورية" فرأت ان وفق ما هو سائد في اجواء الملف الحكومي، فإنّ تشكيلة الحكومة الجديدة، او بالأحرى الحكومة القديمة الجديدة، باتت، وكما تجزم لـ«الجمهورية» مصادر سياسية معنية بملف التأليف، «على مسافة امتار قليلة جدا من لحظة إصدار مراسيمها».

وبحسب المصادر فإن الصيغة الحكومية التي تؤشّر الوقائع المحيطة بملف التأليف الى انها، إن كانت النوايا صافية ولم تبرز عراقيل مانعة ومعطِّلة لها، ستولَد في غضون ايام قليلة اقصاها الاسبوع المقبل. مشيرة الى انّ ما ينقص الصيغة الحكومية هو بعض «الروتوش» الذي ينتظر عودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من نيويورك لإنهائه مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

وحسمت المصادر ان لا تعديل في حجم الحكومة بحيث انها باقية 24 وزيرا، ولا بجوهرها كحكومة تكنوقراط، بلا وزراء سياسيين او حزبيين، انما التعديل المطروح قد يتناول اربعة وزراء، حيث ان المحسوم خروجهم من الحكومة هم: وزير الاقتصاد امين سلام، وزير المهجرين عصام شرف الدين، وزير المال يوسف الخليل، اما الوزير الرابع فمسيحي، كون التغيير المطروح من الاساس طالَ وزيرا سنيا ووزيرا درزيا ووزيرا شيعيا، فسيطال ايضا وزيرا مسيحيا.

على انّ السؤال الذي يطرح نفسه على البساط الحكومي هو ان الامور في ملف التأليف كانت قد وصلت الى طريق مسدود بالشروط والمعايير المتصادمة بين رئيس الجمهورية وفريقه السياسي والرئيس المكلف، ولكنها نَحَت فجأة في اتجاه توليد حكومة، فما الذي حصل، وما الذي تبدّل، ومَن تنازل لمن؟

مصادر سياسية موثوقة كشفت لـ«الجمهورية» ان جميع المعنيين بالملف الحكومي حُشروا في زاوية شروطهم التي شكلت المانع الاساس امام ولادة حكومة كان يفترض ان تولد غداة تكليف ميقاتي بأيام قليلة، وقد حصلت مداخلات عديدة من اطراف سياسية داخلية، اشتغلت حتى الامس القريب بين عون، ومعه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وبين ميقاتي، أفضَت الى تقريب وجهات االنظر والتنازل المتبادل عن الشروط العالية السقف، لمصلحة تشكيل حكومة. والسبب الاساس في ذلك ينحصر في الاجواء التي سادت في الفترة الاخيرة ولاحت فيها نُذر إشكالات كبرى بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، في حال لم يُنتخَب رئيس جديد للجمهورية، وفي ظل حكومة تصريف اعمال بدأت جهات سياسية، ومن ضمنها التيار الوطني الحر، في التشكيك بدستوريتها وتؤكد على عدم صلاحيتها في تولي صلاحيات رئيس الجمهورية.

ولفتت المصادر الى انّ الاصدقاء المشتركين قاموا بجهود حثيثة، وكذلك الفرنسيون الذين أرسلوا تمنيات متتالية حثّوا من خلالها على تشكيل حكومة، تجنيباً للبنان الوقوع في اي منزلقات سياسية تزيد من تعقيدات أزمته. امّا الدافع الاهم لهذا التنازل فهو الخوف من انزلاق البلد الى مشكل كبير، لا يضمن احد مسبقاً عدم وقوعه، ولا تقدير حجم تداعياته وارتداداته.

ورداً على سؤال عما اذا كانت المصادر متيقّنة من عدم حصول مداخلات في آخر لحظة تفشل كل جهود التأليف وتعيد الامور الى مربّع الصفر، على ما حصل في محطات سابقة، قالت المصادر: لسنا نضمن احداً، فالامور الآن تبدو وكأنّ الكل متوافقون على التأليف بعيداً عن الشروط التعجيزية من هنا وهناك، اي رئيس الجمهورية وفريقه السياسي والرئيس المكلف وسائر القوى المعنية بالمشاركة في الحكومة، وان استمر هذا التوافق فالحكومة ستولد حتماً في غضون ايام معدودة، الا اذا قرّر احدهم ان يغيّر رأيه في آخر لحظة (في اشارة الى جبران باسيل)، فهنا لا حولا ولا».

يُشار في هذا السياق الى ان الحزب الديموقراطي اللبناني اعلن في بيان أمس «انّ تمسّكنا بوزيرنا في الحكومة عصام شرف الدين ليس تمسكًا بمكاسب أو مناصب، ولو أردنا تحقيق مصلحة أو مكسب فعلي لخرجنا من الحكومة في ظل الوضع الراهن والأزمات المتتالية، وتعمّدنا الهروب من المسؤولية كما يعمل البعض من خلال إطلاقه تسميات وشعارات متعددة برفض المشاركة على الرغم من تمثّله الواضح والصريح في الحكومة». واعتبر الحزب أنّ «وحدة المعايير واحترامها والكيدية المعلنة والشخصنة في التعاطي المرفوضة رفضًا قاطعًا هي من أبرز الأسباب التي تجعلنا نتمسّك بالوزير شرف الدين الذي عمل خلال سنة على طرح حلول لأبرز الأزمات التي يعانيها البلد، وآخرها أزمة النازحين السوريين وضرورة تأمين العودة اللائقة والكريمة لهم إلى بلدهم».

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o