Sep 19, 2022 4:23 PM
خاص

لقاء نصرالله-الحوثيين: تبن أبوي لميليشيات إيران في المنطقة

ليّا مفرّج

المركزية- نهاية الاسبوع الماضي، استقبل الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله وفداً حوثياً في الضاحية الجنوبية ضمّ الناطق الرسمي ‏لحركة "أنصار الله" في اليمن وبعض القيادات الحوثية.  استعرض الجانبان الأوضاع السياسية في المنطقة، إضافةً إلى تطورات أزمة اليمن، في خطوة فسّرها البعض على أنها قفزة فوق دور الدولة اللبنانية، أسقطت مرة جديدةً مبدأ النأي بالنفس وحياد لبنان في النزاعات الإقليمية، وسلّطت الضوء على دور الجماعة الشيعية اللبنانية في الصراع اليمني. توازياً، اشيعت أخبار حول إمكانية استقبال "حزب الله" ايضاً لمسؤولين من الحشد الشعبي الإيراني. فما خلفية اللقاءات هذه؟ وأي رسالة يريد الحزب أن يوصل من خلفها؟ 

العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يقول عبر "المركزية" أن "نصرالله لديه نوع من التبني الأبوي لكل الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة سواء من الحوثيين أو مختلف فصائل الحشد الشعبي، وهو يعلن عن ذلك ولا يتعامل مع الموضوع بسرّية. لذلك، لا يمكن القول إنه يستقبل وفداً من هنا أو من هناك بصورة خفيّة، لا بل يفتخر بهذه العلاقات التي باتت معروفة من الجميع ويبذل جهوداً عسكرية بهدف تطوير قدرات هذه الفصائل ومدّها بالخبرات التي اكتسبها من الحرب مع إسرائيل أو في سوريا. لذا، كلّ ما يمكن أن يمت بصلة لأي فصيل تابع لإيران في دولة عربية سيكون "حزب الله" جاهزاً لتمرير بعض الخبرات والنصائح إليه وكلّ الفصائل تعود من حانبها إلى الحزب لأنه النموذج الناجح بالنسبة إليها وهو على استعداد تام ودائم لمساعدتها. وإذا كانت باقي الفصائل مدعومة من طهران فـ"حزب الله" هو رأس الحربة الأساسية في الحرس الثوري، لذا دوره هام ومؤثّر جدّاً في كل  الفصائل الإيرانية العاملة على تكريس هيمنة طهران على الدول العربية". بناءً عليه، يستبعد ان "يخجل الحزب من اي لقاء أو علاقة مرتبطة باي فصيل يمكن تصنيفه في محور الممانعة".  

ويشير الى أن "منذ سنوات والحزب يستقبل فصائل تابعة لإيران وحتّى شخصيات رسمية إيرانية، مثلاً كان زار رئيس جمهورية إيران السابق احمدي نجاد واجتمع أمام أعين الدولة اللبنانية بنصرالله وحضر عددا من الاحتفالات في الضاحية الجنوبية من بينها خطاب لنصرالله"، معتبراً أنه "لا يمكن تفريق دور "حزب الله" عن الدور الرسمي الإيراني وهو فصيل طليعي في الحرس الثوري وليس فصيلاً لبنانياً كما يدّعي البعض. بالتالي، هو له دور في بيروت، غير أن الهدف خلفه خدمة إيران ونموذجها، وهذا الواقع متعارف عليه منذ زمن بعيد".  

أما على خطّ القراءة في تصريح أمين عام "حزب الله" الأخير في ختام مسيرة أربعين الامام الحسين في بعلبك، لا سيما حول ملف ترسيم الحدود البحرية، فيلفت عبد القادر إلى أنه "يريد أن يقول أوّلاً للداخل اللبناني وثانياً لإسرائيل: لا يمكن التوصل إلى اي تسوية في غياب الحزب. صحيح أنه لا يفاوض إسرائيل بصورة مباشرة أو غير مباشرة للترسيم، لكنه حاضر في هذه المفاوضات حيث يأخذ المسؤولون اللبنانيون موقفه في الحسبان أثناء تبادل الآراء مع الوسيط الأميركي للترسيم أموس هوكشتاين. يريد نصر الله بين الحين والآخر إظهار الموقف هذا والتحدّث من مركز القوّة لإفهام تل أبيب بأنه لم ولن يتخلّى عن الحقوق اللبنانية التي يصنفها كذلك من منظوره. كما أنه يوجّه رسائل للداخل بأن: الحزب هنا وهو الذي يقرّر، الدولة اللبنانية أصبحت الدويلة والحزب من خلال موقع القوّة يمثّل الإرادة اللبنانية كاملةً". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o