Sep 13, 2022 5:14 PM
تحليل سياسي

اضافة الوزراء الستة تشعل السجال بين الرئاستين الاولى والثالثة
القوات والكتائب يقاطعان جلسة الموازنة والبحث جارعن قاض رديف
نواب التغيير يجولون على الكتل...وحزب الله في الديمان

المركزية- بشبه اجماع سياسي على ان فخامة الفراغ وحده سيخلف الرئيس ميشال عون في 1 تشرين الثاني المقبل، وبقناعة رئاسية ان لا اتفاق على مرشح رئاسي، نبت من ارض الخلافات اللبنانية الخصبة مجددا سجال قديم مستجد حول تشكيل الحكومة، اتخذ هذه المرة طابع التخاطب الرئاسي المباشر بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي بعدما كان حتى الامس القريب مقتصرا على مكتبيهما الاعلاميين والتيار الوطني الحر، بطبيعة الحال. فمواقف الرئيس عون الصباحية رد عليها الرئيس ميقاتي ظهرا داعيا الى عدم وضع شروط، وما لبث ان كرر الرئيس عون موقفه وتمسكه "بتدعيم الحكومة القائمة بستة وزراء دولة جدد من السياسيين، الامر الذي طرحه رئيس مجلس الوزراء المكلف في البداية، ثم تبدل الموقف". فهل سيرد الرئيس المكلف على التهمة الرئاسية ام يتجاوزها ما دام يعتبر ان شروط عون لن تُلبى وهو المدرك ان الحديث عن خطوات تهويلية لن يجد له سوق صرف ما دام الجميع بمن فيهم اقرب الحلفاء يرفضون الخيارات الانقلابية؟

جلسات الموازنة: عشية جلسات درس الموازنة العامة التي تنطلق غدا في ساحة النجمة وتستمر حتى الجمعة، والتي لن تشارك فيها كتلتا الكتائب والجمهورية القوية لمصادفتها مع ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، تزداد الاوضاع المعيشية صعوبة حيث سجل اليوم ارتفاع اضافي في أسعار المحروقات غداة رفع الدعم نهائيا عنها، وذلك قبيل اقتراب لبنان من الدخول مجددا في العتمة الشاملة الخميس المقبل.

لعدم وضع الشروط: في الغضون مساعي تشكيل حكومة لا تزال صعبة وقد تجدد الخلاف بين الرئاستين الاولى والثالثة حولها اليوم. فبعد مطالبة رئيس الجمهورية من جديد اليوم في حديث صحافي باضافة 6 وزراء الى حكومة معا للانقاذ، أكد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي استمراره في كل الجهود الرامية الى تشكيل الحكومة الجديدة والمطلوب في المقابل مواكبة من جميع المعنيين لهذه الجهود، وعدم الاستمرار في وضع الشروط والعراقيل، في محاولة واضحة لتحقيق مكاسب سياسية ليس أوانها ولا يمكن القبول بها. وقال "فلنتعاون جميعا لحل الملف الحكومي بما يساعد في ارساء المزيد من الاستقرار السياسي وتجنب سجالات عقيمة لا فائدة منها، خصوصا وان الدستور واضح في كل الملفات، ولا مكان للاجتهاد في معرض النص.

عون مصر: من جانبه كرر رئيس الجمهورية امام وفد الهيئات الاقتصادية اللبنانية برئاسة الوزير السابق محمد شقير الذي سلمه خطة التعافي المالي والاقتصادي التي وضعتها الهيئات والتي تتضمن "سبل إعادة أموال المودعين على مراحل، وذلك لاعادة البلاد الى طريق النهوض من جديد"، كرر التأكيد على "ضرورة بذل كل جهد  لتشكيل حكومة جديدة او تدعيم الحكومة القائمة بستة وزراء دولة جدد من السياسيين، الامر الذي طرحه رئيس مجلس الوزراء المكلف في البداية، ثم تبدل الموقف"، مؤكدا "ضرورة ان يكون النظام منتجا ولا يسمح بالاهمال وعدم الكفاية لمعالجة الخلل القائم على المستويات كافة. وابدى"تأييده "الجهود والحلول المنطقية لمعالجة الازمة الاقتصادية الراهنة"، معربا عن امله في "ان ينقل انجاز ترسيم الحدود البحرية الجنوبية واستخراج الغاز من المياه الإقليمية البلاد  الى مرحلة من الامل الواعد بالمستقبل".

تحريك الملف: وسط هذه الاجواء، مسألة تعيين قاض رديف في تحقيقات المرفأ تتفاعل. اليوم، قال وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال هنري الخوري من قصر بعبدا: ابذل كل الجهود لتحريك ملف التحقيقات في انفجار المرفأ واخرها الاقتراحات التي رفعتها الى مجلس القضاء الاعلى.

انتداب قاض: الى ذلك، صدر عن المكتب الاعلامي للوزير هنري الخوري بيان اعلن فيه انه"بعد استلام وزير العدل هنري الخوري كتاب الموافقة من المجلس الأعلى للقضاء على انتداب قاض في ملف انفجار المرفأ لاستكمال المسار القضائي في الملف ريثما يتمكن القاضي طارق البيطار من استعادة استلام الملف المذكور، باشر الوزير  أمس الاتصالات والتواصل مع عدد كبير من القضاة للتشاور في مسألة تعيينهم او تسميتهم في المركز المذكور. ورداً على استنتاجات البعض واجتهادات البعض الآخر، اوضح المكتب ١-ان التواصل مع القضاة الذي بدأه امس وزير العدل مع عدد كبير من القضاة بشأن  التسمية في مركز قاض منتدب في ملف المرفأ مستمر بعكس ما تم تداوله في بعض الوسائل الاعلامية .٢-يتأسف وزير العدل كيف يتنكر محام ووزير سابق قصداً أو عن غير دراية لقرارات واجتهادات بنت عليها قصور العدل احكاما ومواقف بقيت ثابتة حتى بعد مرور عشرات السنين على اتخاذها وان الموافقة الخطية التي صدرت من مجلس قضاء سابق ومؤيّدة من الوزير عينه، ليست وهماً بل حقيقة بالدليل الخطي القاطع.  ٣يتعجب وزير العدل كيف يمكن لأحد أعضاء مجلس القضاة السابقين الخلط بين حالة الغياب بسبب السفر وحالة الفراغ ".

التغييريون يجولون: اما على الضفة الرئاسية، فواصل النواب التغييريون لقاءاتهم اليوم. في السياق، استقبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وفدًا منهم وتم الاتفاق على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وجعل الاستحقاق لبنانياً لا غير وعدم حصول الفراغ في موقع الرئاسة. وخلال الاجتماع غادرت النائب سينتيا زرازير اللقاء ، وقالت: “لا أقبل الاستخفاف بعقلي وكمّ النفاق خلال الاجتماع فغادرت”.

كما التقى نواب التغيير في سن الفيل نواب كتلة تجدد ، وقال النائب مارك ضو بعد اللقاء: نحن قادمون على استحقاق رئاسي يجب أن يتم بموعده والنقاش مع كتلة تجدد أتى في هذا السياق وسوف نتابع هذا النقاش لزيادة منسوب لبننة هذا الاستحقاق من أجل حماية هذا البلد ودستوره. وقال النائب فؤاد مخزومي  من جانبه: لمسنا المقاربة بالشكل والمضمون مع نواب قوى التغيير وهدفنا الوصول الى انتخاب رئيس سيادي قادر على فرض حلول مناسبة لهذه الأزمة. والتقى وفد من التغييريين  ايضا نواب كتلة "التنمية والتحرير" ميشال موسى، علي حسن خليل، أيوب حميّد وقاسم هاشم، في عين التينة، للبحث في ملف الانتخابات الرئاسية والتطورات السياسية. وقال خليل بعد اللقاء: رحّبنا بإيجابية عالية بعرض برنامجهم حول الانتخابات الرئاسية وكالعادة نحن حريصون على ان نسمع بكل من التركيز والانتباه وجهة نظرهم حول الاستحقاق. اما النائبة بولا يعقوبيان فقالت: اللقاء مثمر جيّد يبنى عليه ونتمنى أن يترجم الكلام بانتخاب رئيس.

الترسيم: ترسيميا، بحث الرئيس عون مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب تطورات مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب حيث جرى بحث في المستجدات . وغادر بوحبيب دون الادلاء بتصريح .

حمية في الديمان: على صعيد آخر، سجلت اليوم زيارة قام بها وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة الى الديمان حيث استقبله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وأكد حمية "أنني لست موفداً رسمياً من حزب الله ولا أحمل أي رسالة رسمية، ولكن زيارتي من حيث الشكل رسالة بحد ذاتها".

أمن طرابلس: امنيا، أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام المولوي، بعد اجتماع مجلس الامن المركزي، "ان أمن المواطنين مسؤوليتنا وسنطبق الخطة الأمنية في الشمال بالتعاون مع الأجهزة في المنطقة وبإشرافي. والأمن لا يكون بالتراضي والاتفاق بل بالفرض، والقانون يجيز لنا ذلك. فالنيابة العامة التمييزية ستسهل عملنا وستضفي الصفة الشرعية على عملنا ولن نعود إلى الوراء في طرابلس". وقال: "نتابع ما يحصل في طرابلس بكل جدية لنحقق في خلفية الجريمة وارتدادتها، وهدف اجتماعنا اليوم وضع خطة أمنية مستدامة لطرابلس، والآن باتت الخطة مكتوبة ولا يمكننا الإفصاح عنها لسلامة تنفيذها وسنزيد الإجراءات العسكرية والأمنية في طرابلس". واعلن "ان الأجهزة تلاحق كل منطقة ضعيفة أمنيا في طرابلس، ونتمنى أن تساعدنا الأجهزة الأمنية الأخرى في الملاحقات، فلا يمكننا ترك عصابات السرقة والأشرار وسنحد من تفلت السلاح والخطة الأمنية ستطبق".

ابراهيم: الى ذلك، رأى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن "ان لا مشروع انقاذيا في لبنان سيكتب له الحياة والنجاح اذا لم يرتكز على اولوية الاستثمار على طاقات ابناء البقاع وبريتال وقدراتهم في هذا الانهاض والدور، وان نجعل من البقاع رئة لبنان الاقتصادية. ولا اغالي في القول ان لا قيامة للبنان من دون التخلي عن بعض السياسات التي اتبعت تجاه هذه المنطقة، وبدء مسار جديد عنوانه ان البقاع الذي سُمِّيَ في القرون السابقة اهراءات روما، يجب ان نجعله رئة لبنان الاقتصادية من خلال تركيز الاولويات، وجعل هذه المنطقة تُمسِك عن جدارة بأولوية الزارعة مقرونة بأولوية التصنيع الزراعي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o