بعد أسره في لبنان خلال الحرب... الملكة إليزابيث استضافته!
روى رجل بريطاني احتُجز رهينة في لبنان لما يقرب من خمس سنوات كيف دعته الملكة إليزابيث للإقامة مع أسرته في قلعتها في بالمورال باسكتلندا بعد إطلاق سراحه، في تحوّل جذري من تقييده إلى الحائط إلى تناوله الطعام مع العائلة المالكة.
كان تيري وايت مبعوثاً لرئيس أساقفة كانتربري إلى بيروت في كانون الثاني من عام 1987، في أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، في محاولة للتفاوض على إطلاق سراح رهائن بريطانيين احتجزتهم جماعة الجهاد الإسلامي، لكنّه تعرض شخصياً للاحتجاز رهينة.
مكث وايت في حبس انفرادي مشدد في ظروف بالغة الصعوبة طوال فترة أسره تقريباً والتي انتهت في تشرين الثاني 1991.
وروى وايت، البالغ من العمر الآن 83 عاماً، أنّه بعد إعادته إلى بريطانيا، تلقى دعوة لم يتوقعها من الملكة ليبتعد مع زوجته وأطفالهما الأربعة عن الاهتمام الإعلامي المكثف والإقامة في قلعتها الاسكتلندية في بالمورال.
نُقلت الأسرة جوّاً إلى قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي في اسكتلندا قبل نقلها إلى طائرة هليكوبتر هبطت في أرض عشبية أمام قلعة بالمورال، بحسب ما قال ويت لإذاعة "تايمز" خلال مقابلة تناولت وفاة الملكة في الثامن من أيلول، وفق ما جاء في "رويترز".
وقال: "يمكنك أن تتخيل الانتقال من قضاء خمس سنوات في النوم على الأرض أو التقييد بالسلاسل إلى الحائط، وفجأة تكون هناك في بالمورال".
مكثت الأسرة لمدة أسبوعين في كوخ داخل أراضي القلعة كانت تستخدمه من قبل الأميرة ديانا عندما كانت زوجة للابن الأكبر للملكة الأمير تشارلز.
وقال وايت إنّ الثلاجة داخل الكوخ كانت ممتلئة بالطعام وأُتيحت سيارة لاند روفر لاستخدام أفراد الأسرة خلال فترة إقامتهم. وفي عطلة نهاية الأسبوع، تلقوا دعوة لتناول العشاء في القلعة مع الملكة وزوجها الأمير فيليب وأفراد آخرين من العائلة المالكة.
وتابع: "كان وليام وهاري صبيَّان، وكانا حاضرين"، في إشارة إلى ابني تشارلز وديانا. وأضاف: "كانت ديانا هناك. وفي الواقع، لقد تبادلتُ أطراف الحديث كثيراً مع الأمير فيليب".
وأضاف وايت أنّ الأمر استغرق نحو عام ليشعر أنّه عاد ليعيش حياة طبيعية، لكن تلك الإقامة في بالمورال أحدثت فرقاً كبيراً.
وقال: "كنت ممتناً جدّاً لرعاية الملكة وعطفها".
وأضاف: "ينظر إليها المرء بوصفها الملكة... لدى قيامها بأدوار رسمية، لكن بطريقة ما استطاعت أن تمزج دورها بقدر من التفهم العميق والاهتمام بالناس... كان لديها معرفة كبيرة بمختلف المواقف. وكان بوسعك التحدث إليها عن أي موقف، فتجدها تدلي بدلوها فيما تعرف".