Sep 10, 2022 3:55 PM
تحليل سياسي

ضبابية في الترسيم وقتامة في التشكيل والرئاسة وقلقٌ على الأمن!
الكتائب كما القوات: لرئيس مواجهة .. ونواب التغيير يباشرون جولاتهم
لبنان بين كسب ود العرب وطلب نفط ايران.. و"التيار" ضد الاستنسابية في "المرفأ"

 

المركزية- غداة الحركة التي ولّدها الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل اموس هوكشتاين، فوق الساحة المحلية أمس، بيّنت القراءة المتأنية للمعطيات والمعلومات التي رشحت عنها، انها كانت "بلا بركة" اذ لم تحرز تقدما جديا جديدا في المفاوضات، حتى ان شقا من المطالب الاسرائيلية التي نقلها، لناحية ربط الترسيم البحري بتخلّي لبنان عن نقطة اضافية في الحدود البرية، دلّت على ان المحادثات قد تتعثر اذا لم تتراجع تل ابيب عن هذا الشرط الذي رفضه الجانب اللبناني. وفيما العقم يرافق ايضا الملف الحكومي حيث دخل، ومعه الاتصالات لمحاولة استيلاد حكومة، في شبه كوما، لا بوادر الى ان مصير الانتخابات الرئاسية سيكون افضل حالا، ولا الى ان سيكون للبنان رئيس جديد في 31 تشرين. ووسط هذه الاجواء القاتمة، أتى الغليان الامني الذي عاشته طرابلس مساء امس على خلفية حادثة محل الهواتف الدامية، ليزيد الطين بلّة ويثير المخاوف من اعادة إحياء التوتر بين جبل محسن ومحيطها، لأغراض فتنوية تُستخدم في السياسة...

خلاصة الزيارة: في وقت شهدت الحركة الرسمية اليوم جمودا شبه تام، بقيت جولة هوكشتاين الخاطفة على المسؤولين وما حمله اليهم في الواجهة. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" فإن خلاصة الزيارة هي ان الاتصالات ستستمر وأن واشنطن تصر على تحقيق خرق وعلى التوصل الى اتفاق، الا ان الاخير لا يزال بحاجة الى مزيد من الطبخ والانضاج. ومع ان فرضية ابرامه واردة قبل الانتخابات الاسرائيلية وفي عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الا ان هذا الاحتمال ضئيل بما انه يحتاج مزيدا من التنازلات من قِبَل لبنان الذي يرفض تقديم اي هدايا لاسرائيل ويصر على نقطة الـB1 برا وعلى الخط 23 وحقل قانا كاملا من دون تقاسم اية ارباح مع اسرائيل، كما ويعترض على انطلاق التنقيب في كاريش قبل انطلاق التنقيب في الحقول اللبنانية.

هناك تقدّم: الا ان المناخات "الرئاسية" داخليا، رغم الضبابية هذه، حافظت على تفاؤلها ترسيميا. في السياق، اكد وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض اليوم في حديث اذاعي، ان "هناك تقدما ملحوظا بالنسبة الى الحل المطروح على الطاولة المتمثل بارادة لبنان بحفظ كل حقوقه باستخراج النفط من حقل قانا وحفظ كل المساحة البحرية التي نطالب فيها من دون التفريط باي نقطة من الموارد او المساحة". وقال "أعتقد أن الموضوع بالنسبة الى تفاصيله الفنية والمفاوضات صار قريبا من نهايته، ويبقى توقيت الوصول للحل النهائي الذي يخضع لبعض الظروف السياسية من قبل الطرفين".

لا للمماطلة: في المقابل، رئيسُ مجلس النواب نبيه بري بدا اكثر حذرا ازاء المفاوضات بعد ما سمعه من هوكشتاين امس. وقد اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم زيارة ان "لا يجوز الاستمرار في سياسة المماطلة والمراوغة لان حاجة لبنان للوصول الى ثروته واستخراجها اكثر من ضرورة وطنية واقتصادية".

البروفايل يتّضح: على صعيد آخر، الملف الرئاسي حاضر في صلب اهتمامات القوى السياسية. وقد بدأ "بروفايل" الرئيس المنتظر يتّضح تدريجيا في كواليس القوى المعارِضة لثنائي العهد – حزب الله، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، سيما على ضفة القوات اللبنانية – الكتائب – كتلة تجدد، واللافت في السياق ان النواب التغييريين الـ13 سيباشرون في الايام المقبلة جولتهم على القوى السياسية للتباحث في المبادرة الرئاسية التي اطلقوها السبت الماضي.. في هذا الاطار، كُشف عن لقاء سيجمع الأسبوع المقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بنواب التغيير الـ13، وعن آخَر سيجمعهم برئيس الكتائب النائب سامي الجميل ايضا.

لرئيس مواجهة: على الضفة الرئاسية دائما، اتفاق بين معراب والصيفي على الحاجة الى رئيس "مواجهة". فقد اعلن عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ في حديث اذاعي  "اننا لا نريد النهج الذي سيطر على لبنان منذ 6 سنوات ان يتجدد. لا نريد رئيسا ينتمي الى 8 آذار .لا نريد رئيسا يلبس قناع الطوباوية ويلعب دور ربط النزاع، نريد رئيس مواجهة. نحن اليوم لا نستطيع السير بفكرة ترك موضوع السلاح جانبا، ووضع رؤوسنا كالنعامة في الوحل ونبحث في المواضيع الاقتصادية والمواضيع الأخرى فالحدود فلتانة، وهناك تهريب وانعدام ثقة مع البلدان العربية"...

جعجع: وكان جعجع اكد في حديث صحافي ان  أكّد أنّ "القوات" لا يريد فراغاً رئاسياً، بل أنّ رئيس التّيّار الوطنيّ الحرّ جبران باسيل لا يريد السّير بأي رئيس سواه، و"حزب الله" لا يريد خسارة باسيل، لكنه لا يريده رئيساً، لذلك فإنّ الحزب عالق في الأحجية، لأنّه لا يريد التّخلّي عن باسيل كي لا يخسر الغطاء الذي يؤمّنه التّيّار الوطني الحرّ له. واعتبر جعجع أنّ "حزب الله مكبّل في الموضوع الرّئاسيّ لأنّ لدى فريق الممانعة مشكلة أساسيّة وهي ترشيح جبران باسيل". وأضاف: "أمّا بالنّسبة الى الفريق الآخر أي فريقنا، الذي يشمل القوّات اللّبنانيّة ومجموعة النّوّاب السّنّة والنّوّاب التغييريّين والمستقلّين والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب، فقد حصلت خلال الأيام العشرة الأخيرة اتّصالات واجتماعات متواصلة على قدم وساق بشأن الاستحقاق الرئاسيّ،ومن المفترض أن نتوصّل خلال الأسابيع المقبلة إلى مرشّح بعد عرض أكثر من إسم، ونحن في مسار إيجابيّ والمؤشرات جيّدة"، ورأى أنّ "فريق الممانعة يسير بالفراغ أما نحن ففي الاتجاه المعاكس ولا عمليّة إنقاذ من دون رئيس جديد للجمهوريّة". وكشف جعجع أنّ "في السّلّة العامّة هناك إسمَين إلى 3 أسماء، ورئيس حركة الاستقلال النّائب ميشال معوّض شخصيّة مؤهلة لرئاسة الجمهورية لكنّنا حاليّاً لا نقترح أسماء، مضيفاً "لمست نيّة لدى فرقاء المعارضة للوصول إلى مرشّح موحّد، والآن العمل يتركّز على هذا الموضوع".

المملكة وايران؟!:  من جهة ثانية، المجتمع الدولي عموما والخليجي خصوصا يتطلّع الى الاستحقاق ليكون مدخلا لاعادة وضع لبنان على سكة النهوض ولاعادة ربطه بمحيطه العربي، وفق ما رشح عن اجتماع سعودي – فرنسي عقد في باريس منذ ايام. وفي حين تمنى وزير الشباب والرياضة جورج كلاس من السعودية ان "تكون للبنان محطات تلاق مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وأن يتخطى لبنان أزماته وينهض من جديد ليكون واحة سلام ووطنا لتكامل الثقافات والحضارات"، يستعد وفد لبناني لزيارة ايران طلبا للفيول. في هذا الاطار، إستقبل وزير الطاقة والمياه وليد فياض سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجتبى أماني في وزارة الطاقة والمياه في حضور مسؤولين من السفارة الإيرانية بالإضافة إلى الوفد اللبناني المكلف بزيارة إيران قريبًا. وجرى البحث في الهبة الإيرانية المتعلقة بتزويد لبنان بالمشتقات النفطية لزوم تشغيل معامل إنتاج الكهرباء في لبنان وأهداف زيارة الوفد والتفاصيل المرتبطة بها.
اهمية استراتيجية للهبة: وأشار فياض بعد اللقاء إلى أن هذه الهبة تكتسب أهمية إستراتيجية لأنها ستوفر نقطة إنطلاق لتنفيذ خطة الكهرباء التي وضعتها الوزارة وحصلت على موافقة مجلس الوزراء وتلتها خطة الطوارئ وهي تنطوي على زيادة ساعات التغذية تمهيدًا لرفع التعرفة وتأمين التوازن المالي لمؤسسة كهرباء لبنان لكي تغطي إحتياجاتها مستقبلًا بنفسها، وفي الوقت نفسه تؤمن كهرباء للمواطنين أوفر من المولدات الخاصة ما يضع قطاع الطاقة على سكة التعافي والنهوض وبشكل مستدام.

بداية للتعاون: بدوره، أشار السفير الإيراني إلى أن دولته مستعدة لمساعدة لبنان ليس فقط على صعيد تأمين المحروقات لكن أيضًا في كل ما يتعلق بقطاع الطاقة عمومًا وخاصة بناء محطات الإنتاج على المدى المتوسط وفق عقود الـ"بي أو تي" وصيانة الشبكات. كما تحدث عن وجود إرادة سياسية لدى الحكومة اللبنانية وهو على تواصل مستمر مع المسؤولين اللبنانيين بهدف الوصول إلى الخواتيم المرجوة. وأكد أن هذه الهبة ستأخذ طريقها لخدمة كل الشعب اللبناني، متمنيًا أن تشكل بداية التعاون في كافة المجالات.

بسمنة وبزيت: من جهة ثانية، بقي تعيين القاضي الرديف في جريمة انفجار المرفأ يتفاعل. وبينما عملية البحث عن القاضي العتيد الذي سيقبل بهذه المهمة لا تبدو سهلة، برز اعلان عضو تكتل لبنان القوي النائب جيمي جبور في حديث تلفزيوني "لا نقبل أن يكون هناك "متهمين بسمنة ومتهمين بزيت"، مضيفا " غير صحيح أن كل هدفنا إطلاق بدري ضاهر وهدفنا العدالة عبر استكمال التحقيقات، "وما شفت كتير أهالي بالتحركات" ما يعني عدم وجود ضرورة لأن يكون موقف الأهالي ما يتم نقله".

هدوء حذر: اما امنيا، فساد هدوء حذر طرابلس اليوم وسط انتشار كثيف للجيش والاجهزة الامنية. في هذا الاطار، افيد ان مديرية المخابرات أوقفت أحد الأشخاص الذين شاركوا في الهجوم على محل الهواتف امس، والذي لم تتكشف ملابساته وخلفياته واهدافه في شكل نهائي بعد. وشيعت منطقة جبل محسن اليوم إبنها محمود خضر، صاحب محل الهواتف والذي قتل مع الموظفَين لديه عمر واحمد حصني.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o