Sep 09, 2022 6:06 AM
صحف

هوكشتاين في بيروت... لقاءات بالمفرق مع الرؤساء بسبب الخلافات

 يصل اليوم الى بيروت اليوم الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين،  في زيارة لن تتعدى الساعتين، وسيلتقي الرئيس ميشال عون عند الثانية عشرة والنصف ظهراً. ومن المفروض ان يلتقي الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وربما شخصيات اخرى قد يكون بينها نائب رئيس المجلس الياس بو صعب.

وفي ظل احتدام حدّة الخلافات السياسية بين الرؤساء ، وشبه انقطاع التواصل المباشر بينهم تحت وطأة الهجمات والهجمات المضادة التي عصفت أخيراً بالعلاقات الرئاسية، أكدت مصادر لـ"نداء الوطن" أنّه "لن يُعقد اجتماع ثلاثي في قصر بعبدا يجمع عون وبري وميقاتي إلى هوكشتاين كما حصل في زيارته الأخيرة، ما سيضطره إلى العودة إلى نمط الاجتماع "بالمفرّق" معهم، بحيث سيزور قصر بعبدا ظهراً يليه عين التينة والسراي الكبير بعد الظهر لاستعراض نتيجة ما توصل إليه مع الإٍسرائيليين، فضلاً عن نتيجة الاجتماعات التي عقدها أمس الأول في باريس، لا سيما مع مدراء شركة "توتال" الفرنسية بشأن عملية استخراج النفط والغاز من البلوكات اللبنانية".

وبحسب المعلومات التي سبقت الزيارة ومهّدت لأجوائها، فإنّ المصادر كشفت أنّ "الوسيط الأميركي لا يحمل جواباً إسرائيلياً نهائياً على الطرح اللبناني الحدودي كما كان يطالب لبنان الرسمي ضمن سقف مهلة أيلول التي وضعها أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، بل سينقل طرحاً إسرائيلياً يقضي بتأجيل الجواب النهائي إلى ما بعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية ربطاً بالصراعات السياسية الداخلية في إسرائيل، خصوصاً في ظل حاجة الحكومة الحالية إلى قطع الطريق على استثمار المعارضة بزعامة بنيامين نتنياهو اتفاق الترسيم البحري مع لبنان ضد تحالف رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد".

ومقابل تأجيل مرحلة الأجوبة النهائية إلى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية، نقلت المصادر معطيات تفيد بأنّ هوكشتاين "قد يطرح على المسؤولين اللبنانيين إمكانية الحصول على ضمانات بتأمين مباشرة شركة "توتال" التنقيب في البلوك رقم 9 نظراً لكونه يتمتع بمخزون واعد من الغاز، وذلك بالتزامن مع بدء إسرائيل عملية استخراج الغاز من حقل كاريش الشهر المقبل، وإلا في حال عدم موافقة لبنان على هذا الطرح فسيصار إلى تجميد كل الأمور بانتظار اتفاق الترسيم النهائي بعد الاستحقاق التشريعي الإسرائيلي".

وكانت شركة Energean المكلفة عملية استخراج الغاز من حقل كاريش قد أعلنت خلال الساعات الأخيرة إرجاء استكمال العملية إلى شهر تشرين الأول المقبل، وأشارت في بيان إلى أنها تعتزم تسليم الكميات المستخرجة من كاريش في غضون أسابيع. ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أنهم تلقوا بلاغاً من الشركة مفاده بأنه "لا يمكن البدء باستخراج الغاز خلال شهر أيلول، كما كان مقرّراً، وإنّما في منتصف أو نهاية تشرين الأول المقبل".

وقبل ساعات قليلة على وصوله الى المنطقة اعلنت الشركة المشغّلة لسفينة "إينرجين باور" عن تأجيل استخراج الغاز من حقل كاريش المتنازع عليه بين إسرائيل ولبنان.

وتعليقاً على هذه الخطوة كشفت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انه الى جانب هذا الاعلان المبدئي والمنطقي الذي يترجم مخاوف الشركات الكبرى من العمل في مناطق مُتنازع عليها، فقد سادت البلبلة في بعض الاوساط السياسية في بيروت حول حركة هوكشتاين التي سبقت زيارته بيروت اليوم بعدما تم تثبيت الموعد وطلبت السفارة الاميركية مواعيد محددة له فحددت الساعة الثانية عشرة ظهراً في قصر بعبدا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ان يلتقي بعده الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وربما سيكون له لقاء مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.

وعشيّة الزيارة لم تشأ المصادر الدخول في اي سيناريو من السيناريوهات المتداولة حول ما يمكن ان يحمله في اعتبار انّ حضوره اليوم سيُنهي مسلسل الشائعات والروايات، ولا سيما منها تلك التي نسجت قبل اعلان الشركة المشغلة لسفينة "اينرجين باور" في كاريش، والتي حسمت السيناريو المتعلق بعدم وجود اي جواب اسرائيلي واضح على الطرح اللبناني الاخير طالما انّ العمل سيتوقف في الحقل، وهو ما يؤدي ايضا الى نزع فتيل اي عمل عسكري يمكن "حزب الله" ان يقوم به تجاه المنطقة، الأمر الذي سيترك الباب مفتوحا امام سيناريوهات اخرى تقول بتمديد البحث في عملية الترسيم في القريب العاجل على ان ينتظر الجميع الجديد الذي يمكن ان يحمله معه اليوم.

ووفق معلومات الصحافة الإسرائيلية، ان هوكشتاين التقى في اثينا شركة التنقيب عن النفط القبرصية ـ اليونانية "إنرجين باور" ومسؤولين اسرائيليين كبارا في أثينا. وتبع ذلك اعلان "انرجين" أمس تأجيل استخراج الغاز من حقل "كاريش" المتنازع عليه بين إسرائيل ولبنان. فماذا يعني تأجيل التنقيب في كاريش؟

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقلاً عن مسؤولين كبار في إسرائيل، ان الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود مع لبنان آموس هوكشتاين وصل إلى إسرائيل امس "في محاولة لدفع توقيع اتفاق في الأسابيع المقبلة". وأوضحت الصحيفة أنه "من المفترض أن يقدم هوكشتاين خلال الزيارة "اقتراح وساطة" بين الجانبين. وبحسب التقديرات فإن هذا حل وسط بين العرض اللبناني والعرض الإسرائيلي". وأشارت إلى أنه "على رغم من أن هذه زيارة مهمة، إلا أنه ليس من المؤكد أنه سيتم توقيع اتفاقية في الأيام المقبلة، ويمكن أن تستمر المفاوضات لبعض الوقت". وذكرت أن هوكشتاين كان قد زار فرنسا، "حيث التقى بالرئيس إيمانويل ماكرون وشركة الطاقة الفرنسية "توتال" التي من المفترض أن تقوم بالتنقيب في الحقل المتنازع عليه، والتي سيتم تقاسم أرباحها بين الجانبين".

في هذا السياق أشارت الباحثة الجيولوجية والخبيرة في موضوع الترسيم الدكتورة لوري هايتايان في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن "لا اتفاق نهائيا بعد في موضوع الترسيم"، ورأت أن ما يحمله هوكشتاين هو مجرد طروحات لمناقشتها مع المسؤولين اللبنانيين لأن الحل المنتظر لم ينضج بعد على عكس الأخبار المتداولة. لكنها لفتت رغم ذلك إلى أن ما تعرفه هو أن الكل مستعجل للتوقيع على الاتفاق، فلبنان واسرائيل يستعجلان الاستفادة من ثرواتهما، وأميركا بصفتها وسيطاً تستعجل الاتفاق باعتباره إنجازاً ضخماً بالنسبة لها. فإذا ما تم هذا الاتفاق فقد يساعد حتما على الاستقرار في المناطق الحدودية، فلا يعود أحد يهدد أحداً، والكل يستفيد على طريقته. 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o