Sep 04, 2022 3:13 PM
متفرقات

لقاء في ذكرى اختطاف الإمام الصدر ورفيقيه في النبطية

 نظم "مركز حوار الأديان في لبنان"، إحياء للذكرى 44 لاختطاف السيد موسى الصدر ورفيقيه، لقاء بعنوان "الإمام الصدر باعث نهضة عابرة للطوائف"، في قاعة مركز كامل يوسف جابر في مدينة النبطية، في حضور النائب هاني قبيسي، المسؤول الاعلامي المركزي في "حزب الله" محمد عفيف، المستشار الثقافي الايراني كميل باقر، رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، رئيس المركز المريمي في لبنان العضو المؤسس في الهيئة الحبرية العالمية الاسلامية المسيحية في الفاتيكان الاب وسام ابو ناصر، رئيس مركز الحوار علي السيد قاسم، المستشار الاعلامي في مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ عامر زين الدين، عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" شاهناز ملاح، المسؤول التربوي في حركة "أمل" في الجنوب عباس مغربل، رئيس جمعية "وعد عكار" الاجتماعية احمد عكاري، مدير "مركز كامل يوسف جابر الثقافي" المحامي جهاد جابر وفاعليات.
 
بعد آيات بينات من القران الكريم للمقرىء محمد محيدلي وترانيم من الانجيل المقدس للاب الياس ابراهيم والنشيد الوطني افتتاحا، ألقى قاسم كلمة قال فيها: "في كلام لامام الوطن القائد السيد موسى الصدر قاله في كنيسة الكبوشية: "أن الاديان عندنا كانت واحدة، لان المبدأ الذي هو الله واحد والهدف الذي هو الانسان واحد. وعندما نسينا الهدف وابتعدنا عن خدمة الانسان، نبذنا الله وابتعد عنا فاصبحنا فرقا وطرائق قددا، والقى بأسنا بيننا فاختلفنا ووزعنا الكون الواحد، وخدمنا المصالح الخاصة، وعبدنا آلهة من دون الله، وسحقنا الانسان فتمزق".
 
وقال: "بالنسبة لعنوان لقائنا، هناك أربع ثوابت في وثيقة الامام الصدر الحوارية شكلت جوهر الرسالة الجامعة بين الإسلام والمسيحية وهي: أولا الايمان المشترك المسيحي الاسلامي بالله الواحد ولو تعددت التعبيرات عن الله، فالله واحد لا يحده تعبير واحد. ثانيا الدين واحد ولو تعددت الديانات فنجده يتحدث عن ديانتين عالميتين تحملان رسالتين ويصل الى القول بدين الله الحق. ثالثا ان الديانتين المسيحية والاسلامية جعلتا لخدمة الانسان وصون كرامته وحقه في الحياة الفضلى والسلام والمحبة والوئام، وجعلتا أيضا لاعمار الارض والنهوض بها. رابعا تدعو كل من الديانتين الى قيم روحية ومبادىء خلقية مشتركة، وتدعوان الى التقارب بين المسلمين والمسيحيين والافادة المتبادلة من العبر على مبدأ القيم. من هنا عندما نشير إلى التعددية الثقافية والفكرية التي استطاع الامام الصدر أن يبعث من خلالها نهضةً عابرة للطوائف يأتي ذلك من خلال التركيز على الحوار بين أتباع الأديان وهو المصطلح الذي  يشير إلى التفاعل التعاوني البنَّاء والإيجابي بين الأفراد من مختلف المعتقدات والتقاليد الدينية وغيرها من التوجهات الروحية والأفكار الإنسانية على مستوى الفرد وكذلك المؤسسات والهيئات الدينية".
 
أضاف: "في ضوء التعددية الثقافية وفي ظل الانقسامات الحادة في عالمنا العربي والإسلامي انطلقنا في  مركز حوار الأديان والثقافات في لبنان من خلال عدة عناوين: أولا إنشاء مركز متخصص في الحوار بين الأديان والثقافات حيث مهمته ما يلي: اختيار مجموعة من الباحثين لكتابة المقالات  والأبحاث العلمية التي تعالج هذه القضايا الفكرية وتثبت القيم المشتركة بين الاسلام والمسيحية وتعمل على الرد عن الشبهات المعاصرة. عقد المؤتمرات والندوات الفكرية المتخصصة في حوار الأديان والمذاهب المتعددة في لبنان وخارجه. تعزيز اللقاءات الإسلامية - الإسلامية والإسلامية -المسيحية على مبدأ "الطوائف نعمة والطائفية نقمة" والتي تؤسس لمنهج التواصل الممنهج وفقا للأطر التي تزيل نقمة المذهبية والطائفية وتعزز قيمة الطوائف المتعددة، وذلك إنطلاقًا من تعبير قوله تعالى: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".
 
وتابع: "العمل على توحيد المكتبة الإسلامية المسيحية وإعتماد النصوص المحققة مع الإشارة إلى أننا نعيش في عالم رقمي حيث تَدفُق المعلومة الجاهلة أو الخبيثة غيرُ محدود ولا يسعنا التصدي بالحَجب أو بالمنع بل بتنمية الحس النقدي عند المتلقي كي يميز الخبيثَ من الطيب. طرح المواضيع الخلافية على طاولة النقاش الهادئ بين المتخصصين من رجال الفكر والدين وإعتماد توصيل الوجوه الفكرية والدينية الهادئة والمتزنة في طرح الإختلافات بين المذاهب مع إبداء الإحترام للجميع . إمكانية الإسقاط التاريخي على المواضيع الجامعة، عدم تحميل اي طائفة أو مذهب مسؤولية السابقين وقبول الإختلاف على أساس الغنى المعرفي، تقديم الخطاب الحداثوي الذي يبين الموقف الإسلامي  والمسيحي من المستجدات العلمية، تهذيب الخطاب الإسلامي والمسيحي من الشوائب الطائفية من خلال كشف ملابسات زيف بعض رجال الدين المأجورين ووعاظ السلاطين وتقديم خطاب إعلامي إسلامي مسيحي موجه ومنظم وموحد بما يواجه التحديات ويملأ الفراغ. أخيرا لن ننسى فلسطين القضية المركزية التي هي بحاجة ماسة لوحدة الأمة ولكن السؤال الذي يطرح كيف تتحقق الوحدة الإسلامية والمسيحية من أجل فلسطين في ظل الإنقسام العربي الذي نعيش؟".
 
وشدد على أن "الوحدة تتحقق من خلال تعميق الدراسات الجامعة في الحياة المجتمعية والسياسية وتثبيت معالم محور المقاومة. والعمل على حمايتها من خلال نبذ الفكر التكفيري ونشر التوعية على الإسلام الحقيقي وتقبل الاختلافات في العادات المجتمعية وتحول العلاقات السياسية من الهدف الاقصائي والهيمنة المذهبية الى استراتيجية التعاون مع صون القوى، وضرورة مد اليد صوب المسلمين وغير المسلمين من غير العرب لا سيما في أفريقيا واسيا ودول أوروبية، والعمل على شد أواصر تحالفات محور المقاومة مع الفرقاء المسلمين وغير المسلمين".
 
قبيسي
وألقى قبيسي كلمة قال فيها: "لقاء مبارك في مدينة المقاومة والتحرير في جنوب العزة والكرامة، نجتمع لنقاش امر في غاية الاهمية لقائد مؤسس باعث لثورة ومطلق لمقاومة اوصلتنا الى العزة والكرامة والانتصار، الامام القائد سماحة السيد موسى الصدر الذي بحث في مشاكلنا ونادى لمعالجتها اكانت على المستوى الداخلي او على المستوى الخارجي، في زمن تخلى فيه الكثيرون عن القضية الاقدس، قضية فلسطين وحدد الامام العدو الخارجي للبنان بإسرائيل ووصفها بأنها الشر المطلق الذي لا نهاية له".
 
أضاف: "الخطاب العام اليوم هو العدالة الالهية والايمان سائرون بها لان بعض المتقوقعين الذين لا يتحدثون الا بلغة طائفية لا نصل من خلالها الا للتفرقة والتشرذم. الابتعاد عن هذه اللغة ومساعدة الناس والنظر في شؤونهم وشجونهم يؤدي الى النصر والعزة والكرامة وهكذا انطلق الامام الصدر بكسر قيود التقوقع وحطم جدرانها محددا المخاطر التي تحيط بنا ليدلنا على طريق النصر والتحرير. نعم الطائفية كما قال الامام هي الخطر الاول على وحدتنا وقيامة بلدنا، واذا اردنا ان ننتصر في لبنان علينا ان نتوحد ونبني وطن العدالة والمساواة الذي لا يميز بين الاديان والطوائف والمذاهب فينتج قضية وطنية نؤمن بها جميعا، وكما قال الامام إن افضل وجوه الحرب مع اسرائيل هي الوحدة الوطنية الداخلية. للاسف في بلدنا قلة ممن يبحثون عن الوحدة بل اغلبهم يبحثون عن الفرقة والاختلاف والتقوقع والبعض ينادي بالتقسيم والشرذمة في بلد صغير تحيط به المؤامرات".
 
وختم: "ما احونا في بلدنا الى فكر الامام وانسانيته التي تعالج هموم الانسان بقضية واحدة هي العدالة التي تحقق الانتصار للرسالات السماوية وتهزم الصهيونية وتحمي الوطن والمواطن من كل المخاطر التي تواجهه".

باقر
وألقى باقر كلمة قال فيها: "كثيرا ما تحدث الخطباء ومحبو الإمام موسى الصدر طوال هذه السنوات عن عطوفته ورحمته ومحبته للإنسان، وقيمة الإنسان في فکره ورؤيته وسلوکه وتصرفاته. كان يقول: "اجتمعنا من أجل الإنسان". كان يعمل ويشتغل من أجل الإنسان وحرية الإنسان وكکرامة الإنسان.ولذلك، الکله يعرفه أنه رجل الحوار واللقاء والتعايش والدعوة إلى كکلمة سواء والتجنب عن الخلافات والنزاعات والتعصبات القومية والطائفية الجاهلية. وهذا هو الإنسان الإنسان، والإنسان الشريف، والإنسان المؤمن".
 
أضاف: "لكن كلما تطرقوا إلي البعد الثوري الحركکي في الإمام، وهو البعد الذي کان يدفعه دائما للدفاع عن الإنسان. الإمام موسى الصدر في الحقيقة كکان الإنسان الثائر من أجل الإنسان. وإلا فهناك كکثير من أدعياء حقوق الإنسان الذين لم ولن يحركکوا ساکكنا من أجل الدفاع عن الإنسان. الإنسان الثوري المجاهد هو المدافع الحقيقي عن الإنسان والإنسانية، وهو المناضل المخلص الصافي الذي مستعد لبذل حياته في سبيل الدفاع عن حرية الإنسان وکكرامة الإنسان. إنسانية الإنسان مرهونة لثوريته، فکلما يكکون الإنسان ثوريا سيكکون إنسانا أكثر ومحبا للإنسانية أكکثر ومستعدا للتضحية من أجل الإنسانية أكثر وأکكثر، والعكکس صحيح. کلما يكکون الإنسان عاشقا أكکثر يصبح ثوريا أکكثر. لأنه لا يتحمل الظلم ومعاناة الناس، ولا يرضي بأن يعيش الإنسان دون کكرامته وحريته، فيغضب وينهض ويهتف ويتحرك ويثور، ويصبر ويناضل ويقاوم ويجاهد ليعيش الإنسان کما أراد الله أن يعيش حرا سيدا مکكرما".
 
أضاف: "الإمام موسى الصدر الذي عرفته ليس إمام الحوار والتعايش والتهدئة فحسب، وإنما هو إمام الثورة والغضب أيضا. هو مصداق بارز للآية الکكريمة: "محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الکفار رحماء بينهم". لا يخدم الإمام من يحاول أن يخفي من صورته بعدها الثوري ويقدم صورة ناقصة منه. جاذبية صورة الإمام موسى الصدر وجماليتها تکكمن في أنها تشتمل علي کلا البعدين بشكکل متوازن ومدروس. كکل إنسان بفطرته وجبلته وطبيعته يحب هذه الصورة التي تشتمل على هذين الجانبين وهذين البعدين الأساسيين: الرحمة والشدة. العاطفة والغلظة. الليونة والقوة. الحوار والثورة".
 
وقال: "بالأساس، في عالم يسوده الظلم والفساد، فعلا لا يمكکن الدفاع عن الإنسان إلا باستخدام القوة. الاستکكبار العالمي والشيطان الأکكبر الذي يحرم الشعوب من حقوقها وينهب ثرواتها ويقتل أطفالها لا يفهم اليوم لغة إلا لغة القوة والمقاومة. والإمام موسى الصدر كکان مؤمنا بهذا المبدأ، ومن منطلق هذا الإيمان وهذه العقيدة قام بتأسيس حرکكة المحرومين وأفواج المقاومة اللبنانية لكکي يستعيد حقوق شعبه بقوة المقاومة. ولم يبق ولم يقتصر الإمام في ثوريته على نطاق لبنان فحسب، بل قام بإيجاد علاقة عميقة مع قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة الإمام روح الله الموسوي الخميني وكوادر الثورة في إيران".
 
وختم: "اليوم نحن المجتمعين هنا في ذکكرى تغييبه، نجدد العهد والوعد معه أننا سنبقى في هذا الدرب، وسنستمر في هذا الطريق، ولن نتخلى عن الثورة والمقاومة من أجل الإنسان".
 
حمود
وألقى رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود كلمة استهلها بالحديث عن "اعتصام العاملية الشهير الذي أقامه الإمام الصدر منتصف السبيعينات، وهو لو ان اللبنانيين انذاك مسلمين ومسيحيين فهموا فحوى هذا الاعتصام المستند على قوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر اخرى"، ان اخطأ مسلح في حي الغوارنة او في تل الزعتر حينها، فهذا لا يعني المدني في القاع او في عيناتا او في دير الاحمر. اعتصام بث فكرة عظيمة وانا برأيي المتواضع وهذا قمة ما فعله الامام الصدر لو ان اللبنانيين فهموه وحولوه الى عمل لانطفأت الحرب اللبنانية في مهدها انذاك، ولو ان قادة المقاومة الفلسطينية فهموا قول الامام الصدر مخاطبا السيد ياسر عرفات في الاونيسكو "ان شرف القدس يأبى ان لا يتحرر الا على ايدي المؤمنين ، لكان الامر مختلفا تماما ولظلت المقاومة الفلسطينية تحمل رايتها الى اليوم".
 
وقال: "لو وضعت أفكار الامام الصدر في مكان التنفيذ لتغيرت مسيرة لبنان دون اي مبالغة. هذا رجل بحجم لبنان بل بحجم الامة يحمل افكارا تتجاوز الحدود الجغرافية والانتماء الطائفي والمذهبي، وعبر عن ذلك فعلا لا قولا ويكفي ما سمعناه عنه في هذا المجال في كنيسة الكبوشية في بيروت".
 
وختم: "عزاؤنا ان المقاومة اليوم في لبنان وفلسطين تحمل روحك وافكارك وسموك وتعاليك عن الجراح والخصومات والفئويات والطائفيات والعصبيات على انواعها، والنصر بإذن الله على هذا الطريق، قريب".
 
ابو ناصر
وكانت كلمة لرئيس المركز المريمي قال فيها: "في خضم الاقتتال بين اللبنانيين العام 1975، حاور الاعلامي فؤاد الخرسا الامام موسى الصدر سائلا اياه عن مساعيه في سبيل تهدئة الأمور، وتحدث الامام عن لبنان أمانة الله والانسان والتاريخ، وعن لبنان التجربة الغنية لمستقبل الانسانية في التعايش الاسلامي المسيحي، وتوجه أخيرا الى الأخوة في الوطن الواحد ليكونوا أمناء عليه، واسمحوا لي أن ألقي الضوء على التوصيف الذي أعطاه الصدر للبنان، مخاطبا خاصته وأبناء دينه ومعتقده، فقد قال إن لبنان هو أمانة في أعناقكم، وكلنا يعلم أن الأمانة أداء الحقوق والمحافظة عليها، وهي أحد اخلاق الاسلام وأساس من اسسه، وهي الفريضة العظيمة التي رفضت الجبال والسماوات والأرض حملها وحملها الانسان".
 
أضاف: "بالنسبة إلى السماوية ومدى خطورة التفريط بها، الصدر ذهب الى أبعد من الأمانة كفريضة دينية للحفاظ على لبنان، فأضاف الأمانة للانسان وللتاريخ، وهنا مكمن قوة الرسالة التي أراد سماحته ايصالها الى الجميع، فالأمانة للبنان اللون والمكون الديني الواحد لا معنى لوجوده، فقد دعا وبوضوح أن تشمل الأمانة الانسان كل الانسان اللبناني على اختلاف مشاربه ومذاهبه وأديانه، وتشديده على الأمانة للتاريخ يضيء بشكل كامل على حرصه على التعايش الاسلامي المسيحي كما كان في الماضي، وكما يجب أن يستمر في المستقبل، فلبنان هو التجربة الغنية لمستقبل الانسانية في التعايش الاسلامي المسيحي كما قال سماحة الامام موسى الصدر".
 
وتابع: "ألزم المؤمنين بالحفاظ على لبنان وصيغته الفريدة في التاريخ والانسانية، فالمحافظة على لبنان هو فريضة وليس واجبا أخلاقيا ووطنيا فحسب، والسعي الى حفظ التعايش الاسلامي المسيحي هو واجب ديني ليس أقل، وهنا لا بد لي أن اقتطف من الكلمة التي وجهها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الى أبناء الكنيسة اللبنانية أثناء زيارته لبنان عام 1997 وخلال توقيعه (رجاء جديد للبنان) فقال: أسقطوا كل جدران الخوف والتفرقة في ما بينكم ومواطنيكم من غير المسيحيين، وعودوا لبناء وطن كان لأجدادكم حلما" ونموذجا"، وسيبقى للعالم أجمع كما اسميته وطن الرسالة".
 
وختم: "بالعودة الى ما تمناه سماحة الامام المغيب على اللبنانيين جميعا في بداية الحرب الأهلية المقيتة، أن هذا الوطن أمانة في أعناقكم أرضا وبشرا وتاريخا، وعلى مسافة زمنية من اثنين وعشرين عاما على امانة الوطن الرسالة، التي حملها قداسته لأبناء الكنيسة،اسمحوا لي أن أسأل حضراتكم: الوطن الرسالة؟ ألا يحق لنا أن نسمي وباعتزاز الامام موسى الصدر إمام الوطن والرسالة إمام لبنان؟"
 
زين الدين
وكانت كلمة المستشار الاعلامي في مشيخة العقل قال فيها: "نجتمع اليوم كإخوة كل يأتي من عقيدة وموقع، ايمانا بشخصية الامام السيد موسى الصدر، وإحياء لذكرى غياب امتد لاربعة واربعين عاما وكأن التاريخ توقف مذ ذاك الحين، واستذكارا لمواقف قادة كبار جعلوا القلم يذرف حبر الحقيقة مهما كانت مرة، ونذوق الأمرين: على الغياب من جهة، وعلى زمن العبث الاكبر بكل القيم والمبادئ والبنى والنظم والايديولجيات والقوانين والدساتير ومقومات وطن لطالما بذل في سبيله التضحيات ليكون نهائيا لكل ابنائه".
 
أضاف: "نأتي الى الجنوب الصامد من جبل مؤسس للكيان، هو النبض لوطن التنوع والأخوة والتسامح والعيش الواحد، نأتي من درب النضال المشترك مع قوافل المجاهدين، حيث التراب المجبول بعشق الشهادة، نأتي الى جبل عامل مصدر الاشعاع الى العالم، علم ثقافة وحضارة، نأتي الى ارض مقاومة بوجه عدو متربص، مقاومة شعب كما اراده لا قبائل ولا عشائر بل كوادر، وورودا وشموعا".
 
وتابع: "اتقدم من مركز حوار الاديان والثقافات في لبنان رئاسة واعضاء، بالشكر على اتاحة هذه الفرصة، لنستعيد معاني تلك الشخصية الفذة التي لم تكن باعثة للنهضة وعابرة للطوائف فحسب، انما قيادة دينية كانت من صناع السلام الحقيقيين ممن عملوا على تحطيم جدران التفرقة فسمت بهم الانسانية، وجعلوا من المسلمين والمسيحيين عائلة واحدة بمقتضى القول: "الحريات الدينية تاج الحريات".
 
وقال: "تماهى الامام المغيب قدرا واسعا مع التاريخ، لرسم ملامح المستقبل على أسس رسالية واضحة، فكان بحق رسول سلام وداعيا للمحبة والوحدة والدور الجامع، وما زيارته كنيسة الآباء الكبوشيين الا خير دليل على تخطيه شتى انواع الحواجز والمعوقات".
 
وختم: "فلنهدم جميعا حواجز التقسيم والتفرقة لنبني معا جسور المحبة ونمارس المواطنة الحقة، ولنصنع معا قانونا جديدا إسمه المودة، ودستورا لبناء الانسانية".
 
توصيات
بعد ذلك تلا زين الدين توصيات اللقاء وهي: تعزيز اللقاءات الإسلامية - الإسلامية والإسلامية -المسيحية، العمل على توحيد المكتبة الإسلامية - المسيحية واعتماد النصوص المحققة، طرح المواضيع الخلافية على طاولة النقاش الهادئ بين المتخصصين من رجال الفكر والدين، إمكانية الإسقاط التاريخي على المواضيع الجامعة، عدم تحميل اي طائفة أو مذهب مسؤولية السابقين وقبول الإختلاف على أساس الغنى المعرفي، تقديم الخطاب الحداثوي الذي يبين الموقف الإسلامي والمسيحي من المستجدات العلمية، تهذيب الخطاب الإسلامي والمسيحي من الشوائب الطائفية، اقتراح على مستوى التسمية بإطلاق عنوان يوحد الجهود الفكرية الحوارية ويكرس الايجابية وينظم المختلف وهو "الوحدة الإسلامية المسيحية المستدامة ما قبل وما بعد تحرير المسجد الأقصى".
 
ختاما قدم عكاري دروعا تقديرية للخطباء.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o