Sep 03, 2022 12:50 PM
خاص

الحرب الأوكرانية: الروس ماضون لتحقيق الأهداف... مراهنات ومساع لنفي أخبار عزلتهم!

المركزية – نصف سنة مرّت على الحرب في أوكرانيا التي أصبحت مدفعية وصاروخية مع الاعتماد على الطائرات في أرض المعركة، من دون إعلان الخبراء الروس عن أي تقديرات لموعد انتهائها،  باعتبار أن اعتماد هذه النظرية يجنّب الجيش الروسي الشعور بالضغط والوقوع في حالة السباق مع الزمن، ما يؤثّر سلباً على نشاطه. أما الأوكران فيربطون نهاية المواجهات العسكرية باستمرار الدعم الغربي لهم  لشلّ حركة خصمهم وقدراته. 

وفي حين لا يزال مصير العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مجهولاً، يتّضح مع مرور الوقت أن المعطيات تتغيّر على الصعيد العالمي وحتى الإعلامي، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة عن كثب على موقف القيادة الروسية لـ "المركزية"، لافتةً إلى أن بداية الحرب أرفقت بضجة إعلامية مركّزة كانت تراهن على انهيار روسيا سريعاً، لا سيما على المستوى الاقتصادي والعسكري والاجتماعي. لكن، بعد ستة أشهر على العملية العسكرية ثبُت أن عاملي الوقت والاقتصاد يعملان لصالح الروس بينما لا يخدمان مصالح الدول الاخرى المعنية أوّلها أوكرانيا والدول الأوروبية بشكل أساسي. 

وتشير المصادر إلى بدء ظهور تحاليل إعلامية في وسائل الإعلام الغربية تثبت الواقع الجديد على الأرض وهو أن الأزمة انتقلت إلى الساحة الأوكرانية والأوروبية، بينما الروس مرتاحين وأثبتوا أن لا يمكن عزلهم عبر توطيد علاقاتهم مع الصين والهند، إلى جانب تنظيمهم زيارات للعالم العربي والخليج وإفريقيا وشرق آسيا. 

وتؤكّد المصادر التفاف المجتمع الروسي حول قيادته وأن ما من معطيات تدل على اعتراضه على العملية العسكرية. كذلك، من الناحية الاقتصادية يتعزز دور العملة الوطنية (الروبل)، وسلة السلع الغذائية والحياتية الأساسية من محروقات وكهرباء ودواء... مؤمنة بكاملها للشعب، النقص موجود فقط في المنتجات الرفاهية والكمالية إلا أن عددا قليلا جدّاً من الروس بحاجة إليه. وبناءً على هذه المعطيات أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليمات بتخفيض وتيرة العملية العسكرية بهدف تخفيف الخسائر البشرية، بالتالي يتم اعتماد استراتيجية التقدم ببطء مع تفادي أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوف الجيش الروسي، دائماً حسب المصادر نفسها التي تنقل عن الروس اعتزازهم بتحقيق أهداف العملية العسكرية تدريجياً عبر استمرار السيطرة على مناطق وأراض جديدة من دون استعجال في التقدم. وهم مصممون على استمرار العملية لحين الوصول إلى كل أهدافهم وهي إغلاق البحر الأسود على أوكرانيا والسيطرة على مناطق روسيا الجديدة التي تشمل محافظة خاركوف والدونباس كاملةً وأوديسا.  

وتكشف أن الروس في انتظار بدء فصل الشتاء لتصبح أرض المعركة مكشوفة ما يسهّل عليهم التقدّم. إلى ذلك، في بداية الشتاء ستتفاعل الأزمة الاقتصادية الأوروبية، لا سيما لجهة شح الغاز وصعوبة توليد الطاقة الكهربائية ومع تزايد هذه الأزمات المتوقعة يراهن الروس على تغيّرات في الساحة الأوروبية. هذا إضافةً إلى مراهنتهم على قمة أساسية في سمرقند حول معاهدة شنغهاي سيحضرها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرؤساء التركي والإيراني والأرجنتيني، بالإضافة إلى رؤساء البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا وروسيا، بالتالي ترى موسكو أن هذه القمة ستثبت أنها ليست في عزلة كما يصوّرها الغرب. 

وتختم المصادر متحدثةً عن الرأي الروسي حول زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للخليج الذي يعتبر أنها فاشلة والدليل أن "أوبك" لم تغيّر في كميات ضخّ النفط، بل تقرر زيادة 100 ألف برميل يومياً فقط وهذه كمية بسيطة جدّاً لا تؤثّر على السوق العالمي. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o