Aug 31, 2022 4:59 PM
خاص

القيادات المسيحية عشية المهلة الدستورية...وينن؟

المركزية – عشية دخول لبنان المهلة الدستورية للإستحقاق الرئاسي، وعلى مسافة 60 يوما من مرحلة العد العكسي لخروج رئيس الجمهورية ميشال عون من القصر الجمهوري، يبدو المشهد أكثر من ضبابي على مستوى الترشيحات لهذا الإستحقاق التاريخي والوطني والأهم اكتمال صورة الإنكفاء للقيادات المسيحية التي دأبت عبر العهود الماضية على وضع حجر الأساس في عملية تسمية الرئيس العتيد . فـ"وينن"؟

" هم حاضرون وليسوا بغائبين أو منكفئين" خلاصة يمكن قراءتها من كلام الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي ل"المركزية" لدى سؤاله عن انكفاء القيادات المسيحية الذين كانوا يلعبون الدور الرئيسي في ترشيح ووضع مواصفات الرئيس فيقول" يبدو للمراقبين أن القيادات المسيحية تنكفئ عن خوض معركة الرئاسة بشكل واضح وحاسم سواء في البرامج أو الأسماء .وهذا الإنكفاء يعود أولا إلى ما خلفته السنوات الست الأخيرة من ندوب عميقة في الجسم المسيحي السياسي والإجتماعي، وفي تشظي القرار المسيحي الذي كان يتبلور سابقاً في أسماء وقيادات تعرف كيف تتجاوز خلافاتها وتترفع عن مصالحها الضيّقة وتتعامل مع الإستحقاق الرئاسي برؤية سياسية ووطنية واسعة".

في المشهد السياسي الآني لا يبدو أن الخارج يتفاعل بالحماسة المطلوبة أقله في الإهتمام وليس في التدخل مباشرة حتى أن واشنطن لم تبدِ رأيها بعد بالإستحقاق ولا في مواصفات الرئيس باستثناء أنها تفضله شخصية سيادية فأين القيادات المسيحية من هذا المشهد؟ " صحيح أن هناك تنوعاً سياسياً في البيئية المسيحية ،وهو تنوع في الوصف العام إيجابي ويشكل نموذجاً يمكن للمكونات اللبنانية الأخرى أن تحتذيه" بحسب الزغبي الذي يتابع" إلا أن العطب الأساسي في هذا التنوع مرده إلى وجود شريحة كبيرة من الرأي العام المسيحي تقترب في الشكل من الرأي العام المسيحي ولكنها في الواقع والأساس تغترب عنه، وتعتمد خطاباً نكدياً وترفع أهدافاً خاصة تؤدي عملياً إلى حالة تشرذم وتضرب التنوع الخلاق . من هنا  فإن هذا التنوع المسيحي مضروب في داخله بالحالة العونية المجافية لتراكم الحضارة التي طالما شكل المسيحيون نصابها المتين وعمادها الرفيع".

ما يطمئن "أن هذا العطب ليس دائماً وقاتلاً لأن هناك حيويات قوية وفاعلة في البيئة المسيحية، وهي تسعى إلى استرجاع هذا الألق السياسي الذي كان لها في العقود الماضية. ومن ابرزها بكركي والأحزاب المسيحية السيادية التي يتقدمها حزب القوات اللبنانية إضافة إلى فاعليات سياسية وفكرية وقادة رأي استطاعوا جميعهم أن يحافظوا على المستوى المعهود للمسيحيين عند أي منعطف وطني". ويؤكد الزغبي أن "هذه الحيويات ستشق طريقها في الأيام القليلة المقبلة وتستعيد ريادة السعي نحو تحقيق استحقاق رئاسي نظيف يليق بالمستوى الراقي الذي كان عليه المسيحيون سابقا".

عظيم لكن وينن؟ نسأل، ويجيب الزغبي" المحطة الأولى لمسار هذه العودة السياسية تتمثل بالخطاب المركزي الشديد الأهمية لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في القداس السنوي لشهداء المقاومة اللبنانية في الخامسة من عصر الأحد المقبل  4 أيلول. من هنا لا يمكن أن يكون لهذا الإنكفاء ديمومة في الأسابيع المقبلة، وسنشهد بحسب كلامه على تحرك سياسي متقدّم وفاعل ليس فقط بين القوى المسيحية التي لم يصبها العطب الذي فرضه العهد العوني وممارسته الفردية والضيقة الأفق. وهذه القوى لا تزال متعافية وسليمة وتستطيع أن تجمع جهودها في ما بينها داخل البيئة المسيحية ذات الأكثرية المحسومة في الإنتخابات النيابية الأخيرة كما ستتمدد هذه الحيوية على القوى النيابية والمكونات الأخرى وتحديدا لدى السنة".

قد يزعج هذا الكلام البعض ويراه أبعد من حدود الواقع وغير قابل للترجمة لا سيما ما يتعلق منه بتغييب المكوّن الشيعي . وعليه يشير الزغبي إلى "أن الكتلة الشيعية المتراصة تشكل متراساً يستحيل اختراقه ،إلا أن المسألة ستتحول إلى عملية تطويقه وعزله النسبي عن التأثير السابق الذي كان له في البيئات الأخرى ،فضلاً عن التململ الحاصل داخل بيئة حزب الله تحديداً.

أسماءً كثيرة تُطرح في الكواليس، سيادية توافقية معارضة مشاكسة ممانعة...فهل تقع القرعة على الشيعة والدروز في اختيار ورقة الرئيس العتيد؟ " يجب التمييز بين وجهتين:الدروز بقيادة وليد جنبلاط حيث أن خطواته أكثر استقلالية عن الحالة الشيعية ولا يمكن انتظار تكامل تام في الخيار السياسي بين جنبلاط والثنائي الشيعي لأنه يحتفظ بمساحة مناورة، ستتظهر أكثر في الأيام المقبلة. أما الحالة الشيعية التي اعتادت على الأقل قبل 6 سنوات على فرض رئيس جمهورية من محورها لم تعد تملك في الواقع هذا الترف السياسي بدليل هذا الإرتباك الذي يعبر عنه صمت حزب الله حول الإستحقاق الرئاسي خصوصا لجهة الأسماء وبتّ إسم مرشحه المفضل كما فعل مع العماد ميشال عون"

يضيف الزغبي "من هنا لم يعد لدى الحزب اليد العليا والقرار الأول في انتخاب رئيس جديد، وهذا ما دفع حزب الله على لسان أمينه العام حسن نصرالله في حديثه الأخير إلى مناورة مد اليد والقبول باستراتيجية دفاعية والتلميح إلى التخلي عن تلك الثلاثية التي يصفها بالذهبية. وإن عبرت هذه الإنعطافة عن شيء فعن حالة ارتداد وإدراك لصعوبة التفرد بالقرار الرئاسي هذه المرة وليس عن حالة قوة.

حقيقة دامغة يمكن استخلاصها وهي أن "حزب الله بات جزءاً من كلّ، وليس كلّاً على الأجزاء الأخرى. والأسابيع المقبلة ستشهد على تفاعل واسع بحيث سيجد الحزب نفسه ملزماً بطرح تسويات وبازارات تحت مناورات الليونة والإنفتاح .إلا أنها لن تستطيع الحد من "المومنتوم" للحراك المسيحي والوطني الواسع المنتظر" يختم الزغبي. هل ثمة معنى بعد للسؤال...وينن القيادات المسيحية؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o