Aug 29, 2022 3:49 PM
خاص

الصدر يعتزل العمل السياسي... قرار نهائي أم جس نبض؟

المركزية –  لم يكن أحد يتوقع ان تكون الخطوة المفاجئة التي سيعلن عنها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، هي اعتزاله العمل السياسي نهائيا في العراق، وإقفال كافة المؤسسات إلا المرقد والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر، مشيرا إلى أن الكل في حل منه. 

وبعد دقائق من إعلانه الاعتزال، توجه المئات من أنصاره إلى المنطقة الخضراء في بغداد، واقتحموا القصر الجمهوري. وأظهرت مشاهد لحظة دخول أنصار الصدر إلى القصر الجمهوري، مرددين هتافات داعمة له، وناقمة على السلطة السياسية. 

في غمرة كل ذلك، يترقب العراقيون خلال الساعات الـ24 المقبلة تطورات سياسية وقضائية بالغة الأهمية لحلحلة الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد والانسداد السياسي الذي رافق إعلان نتائج الإنتخابات البرلمانية المبكرة قبل عشرة أشهر. 

كما تزامن إعلان مقتدى الصدر مع قرار المحكمة الاتحادية النظر بدعوى حل البرلمان، يوم غد الثلاثاء، من دون مرافعة. 

واقترح مقتدى الصدر، السبت الماضي أن تتخلى "جميع الأحزاب" الموجودة على الساحة السياسية منذ سقوط صدام حسين بما في ذلك حزبه، عن المناصب الحكومية التي تشغلها للسماح بحل الأزمة السياسية في العراق، معتبراً أن "هناك ما هو أهم من حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. الأهم هو عدم إشراك جميع الأحزاب والشخصيات التي اشتركت بالعملية السياسية منذ الاحتلال الأميركي عام 2003 وإلى يومنا هذا بما فيهم التيار الصدري". فما هي تداعيات خطوة الصدر على الساحة العراقية؟ 

مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث العميد الركن الدكتور هشام جابر يقول لـ"المركزية": للخطوة انعكاساتها حكما، لكن لا يمكن الحكم منذ اللحظة ما إذا كانت ايجابية أم سلبية، حتى التأكد من جدية الكلام، لأن الصدر أكثر من مرة سبق  ان أعلن وهدّد انه سيعتزل"، لافتاً إلى أن الصدر يملك قوة كبيرة ميدانياً وهو رقم مهم جدا وصعب في المعادلة العراقية. إنما على هذا الكلام ان يتبعه فعلا اعتزال من السياسة، وانا أشك في الأمر. هذا لا يعني أنني أشكك بصدق كلامه إنما بأن تصبح هذه الخطوة جدية، لأن الرجل لم يبلغ من العمر عتياً، وما زال في بداية حياته السياسية ولديه انصار في العراق بأعداد كبيرة، ويملك الاكثرية البرلمانية، فكيف سيعتزل العمل السياسي وما هي الاسباب؟". 

ويعتبر جابر ان الصراع مع مقتدى الصدر ليس صراعا مع الآخر السني او الكردي وإنما مع المكون الشيعي. وقد أعلن الزعيم الشيعي في تصريح أمس بأن "كل الذين أتى بهم الاحتلال الاميركي يجب ان يغادروا الحياة السياسية في العراق". فمن قصد بذلك؟ بالطبع قصد نوري المالكي وجماعته. اذاً هو صراع شيعي شيعي اكثر مما هو صراع شيعي سني او شيعي كردي. كما ان السنّة يتفرجون على هذا الصراع ". 

منذ ايام أعلن الصدر عن قيامه بخطوة مفاجئة لا تخطر على بال، فهل الاعتزال كذلك، يجيب جابر: "قد يكون أطلق هذا الكلام ليرى ردة الفعل او كصدمة، لأن الانسان الذكي يطلق مبادرة او خطة معينة وينتظر ردة الفعل، وبناء عليه يتصرف او يتخذ قرارا مناقضا تماما لها، وهذا ما يقوم عليه العمل السياسي. الصدر رجل ذكي جدا واكبر دليل أنه استطاع الوصول الى ما وصل اليه في وقت قصير". 

 اذا اعتزل العمل السياسي فعليا، هل ينفرط عقد التيار الصدري وينتهي كل شيء، يقول جابر: "يمكن ان يعتزل العمل السياسي ويبقى كمرشد ويبقى حزبه قائما وأركان الحزب او التيار الصدري، ويبقى هو مشرفا عليه، إنما دون ان يظهر بشكل شخصي في الحكم او البرلمان. ويكون عمله كمرشد دون التدخل في التفاصيل الحزبية والنيابية. بالطبع يبقى أمام الستارة وليس خلفها، إنما حزبه وحركته ومدرسته هي التي تمارس العمل، لا يمكن ان ينتهي حزبه ويتفرق انصاره ويذهبون الى التيارات الشيعية الاخرى. باقون". 

في حال اعتبار القرار نهائيا، ما هي التداعيات السلبية على الساحة العراقية، يجيب: "يخلط الاوراق العراقية، لكن التداعيات تختلف باختلاف معنى اعتزاله وقراره. فقراره التخلي عن كل شيء وعن تياره وكل ما بناه، يختلف عما اذا بقي جانبا وأدار تياره من "بعيد"، خاصة وان التيار يملك كفاءات وكوادر كبيرة. من المبكر التحدث عن التداعيات. الصدمة، اذا كانت الخطوة جدية، وستؤدي الى حال من الارباك الى حد ما، لكن لا تلبث ان تتضح خلال أشهر معدودة". 

ويختم: "من الممكن ان يكون الاقفال ليس نهائيا انما بصورة مؤقتة كي تتوضح الخريطة السياسية في العراق، عندها سيعود ليبرز من جديد، لأن لا يمكن لرجل ربان مركب عليه ملايين ان يتركه في عرض البحر ويقول "بخاطركن انا ماشي" ويقفل المؤسسات و"دبروا حالكن" هذا لن يحصل".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o