Aug 18, 2022 6:24 AM
صحف

مبادرة جنبلاط تنتظر الأجوبة..

بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد أن يقدم حزب الله الأجوبة على الأسئلة الأساسية التي طرحها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، فإن رئيس التقدمي جدد تحديد رأيه حول مواصفات رئيس الجمهورية المقبل، مطالبًا بإيجاد رئيس قادر على إدارة الأزمة، لديه أيضًا خلفية إقتصادية ومالية، مشدداً على أنه يريد "رئيسا بسمات وخلفية سياسية بدون أن تكون بالضرورة من أي حزب، وليس رئيسًا توافقيًّا"، كما ركّز على ضرورة حل مشكلة الكهرباء، وتقليص البطالة، وإعادة هيكلة البنوك، وتبنّي الإصلاحات التي طالب بها صندوق النقد الدولي لوقف الانهيار. 

جنبلاط كشف في مقابلة مع صحيفة L'Orient-Le Jour، أنه استنتج من مطالبة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بحكومة كاملة الصلاحيات أن انتخابات رئاسة الجمهورية "قد تستغرق وقتاً".

ولعل إشارة السيد حسن نصرالله إلتقطها كذلك الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الذي زار قصر بعبدا أمس والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون بعد انقطاع التواصل بينهما قرابة الشهرين. وفيما لم تتضح تفاصيل البحث في التشكيلة الحكومية اكتفى ميقاتي بالقول "في 29 حزيران الماضي قدمت إلى فخامة الرئيس تشكيلة للحكومة، وتم خلال لقاء اليوم البحث في هذه التشكيلة، وللحديث صلة. وسنتواصل لأنني أستطيع أن أقول إن وجهات النظر متقاربة".

وفي سياق المواقف، وفي ما يخص المبادرة الحوارية التي أطلقها جنبلاط خالف النائب غسان سكاف رأي الذين يتحدثون عن استدارة جنبلاطية إذ يراها عكس ذلك تماما. وقال صحيح أن جنبلاط بادر باتجاه حزب الله لكن رد الحزب كان سريعا جداً، وهو يعرف حجمه ولديه مواقفه في المعادلة الإقليمية، لكنه أذكى من أن يتحمل مسؤولية العهد المقبل.

من جهة أخرى، أشارت "اساس ميديا" الى ان الإندفاعة السياسية لجنبلاط نحو حزب الله لم تأتِ من فراغ. محفزاتها عند زعيم المختارة عديدة وتتصل بسلسلة تعقيدات تُحكم الطوق على لبنان. اللقاء الذي حصل في كليمنصو ليس يتيماً، بل سيليه ما يُشبهه متى أنجزت قيادة الحزب أجوبة ما طُرح عليها من أسئلة، وكذلك ما إذا كانت توافقه الرأي على ما بحثه مع المعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين خليل ورئيس لجنة الإرتباط وفيق صفا بحضور الوزير السابق غازي العريضي والنائب وائل أبو فاعور.

الكلام عن تموضع جديد لجنبلاط فيه كثير من التحامل مع كثير من إغفال للمشهد السياسي الذي تتكثف عناصره محلياً وإقليماً ودولياً. اللقاء لم يترك شيئاً من هذه العناصر من دون أن بتناوله بحثاً، أو أسئلةً. وقد امتد من الواقع المحلي وانقساماته على أبواب الإستحقاق الرئاسي وصولاً إلى فيينا وما بينهما من ترقب لمواجهة قد تقع على خلفية الترسيم البحري مع إسرائيل، ناهيك عن الحوار الإيراني مع السعودية وكذلك مع مصر والاردن . إذا ، فقد جاء الإجتماع إستدراكاً على التطورات المُرجح حصولها في المستقبل القريب جداً. ولئن كانت هذه التطورات تتفاوت لجهة الأولوية، لكنها جميعها ذات تأثير مباشر على لبنان.

قلق" جنبلاط هو على لبنان الواقع على خط التوترات، وليس محصوراً بحسابات مناطقية وطائفية يتوسلها من يريد مُهاجمته. عند الزعيم الدرزي الكثير من الهواجس التي دفعته إلى التواصل مع حزب الله ثم الإجتماع. وجميعها شديدة الصلة بالداخل إستناداً إلى الإمتدادين الإقليمي والدولي.

بدورها، أشارت "الاخبار" الى ان على عكس المرات السابقة، استغرق اللقاء خمسين دقيقة طرح خلاله جنبلاط عدداً من الأسئلة والاستفسارات التي «تُصدِّع رأسه» كان قد سجّلها على ورقة بيضاء. بدأ اللقاء بالإشارة إلى كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن ضرورة تشكيل حكومة قوية وبصلاحيات مكتملة، مستفسراً عمّا إذا كانت لدى الحزب معلومات أو توقعات عن استحالة انتخاب رئيس للجمهورية في موعد الاستحقاق. فكانَ الجواب بأن «الحزب يسعى للإثنين ويريدهما. يريد انتخاب رئيس ويريد تشكيل حكومة». فتوسّع جنبلاط في النقاش مؤكداً أن «من مصلحة البلد البحث عن رئيس غير استفزازي لأن ظروفنا لا تسمَح بغير ذلك»، قائلاً: «سأبدأ بنفسي وبحلفائي. لن أسمّي رئيس مواجهة بل أعتبر أن الرئيس المقبل لا بد أن يحظى، بالحد الأدنى، بتوافق كل الأطراف». ولفت جنبلاط إلى أن «هناك مجانين في البلد لا يمانعون أخذه إلى الحرب الأهلية من جديد»، مشيراً أنه «لولا حكمة الحزب في حادثة الطيونة لكنا في مكان آخر».

لم يدخل زعيم المختارة في الأسماء، لكن كانَ واضحاً أنه يقصِد سمير جعجع وجبران باسيل، مكتفياً بوضع معايير وصفات عامة أيّدها وفد الحزب الذي أكد أن «اسم الرئيس يحتاج إلى تشاور».

وأبدى جنبلاط اهتماماً بتفاصيل ملف الترسيم البحري جنوباً، فكانَ يعود إليه كلما انتهى من السؤال عن نقطة ما. وبعدَ محاولة ربطه إرسال المسيرّات الثلاث فوقَ «كاريش» بالملف النووي، مستوضحاً من الوفد عن إمكانية وقوع حرب، قال بعد سماعه تأكيداً بأن «كل الخيارات مفتوحة لأننا لن نسمح بأن نموت في الطوابير ولن نسكت على حرمان لبنان من الاستفادة من ثروته الغازية»، بأن «لبنان صارَ أسوأ من غزة وسوء الأوضاع فيه لا يسمح بالحرب»، مُحملاً الوفد توصية إلى نصرالله مفادها أن «التفاوض أفضل من الحرب».

وفي معرض نقاش وضع البلد وتأكيده أن «فساد المسؤولين هو من أوصل الحال إلى ما هي عليه اليوم»، أجاب جنبلاط على كلام الخليل عن الحصار الأميركي بأنه «سأل السفيرة الأميركية دوروثي شيا عن منع بلادها نقل الكهرباء والغاز من مصر والأردن إلى لبنان، فنفت ذلك وأشارت إلى أنهم يشترطون رفع التعرفة وتشكيل الهيئة الناظمة»، فرد الخليل «هذا الأمر من شأن الحكومة ولو كانوا يريدون مساعدة لبنان لما منعوا تأمين الكهرباء».
بعدها عادَ جنبلاط إلى ملف الترسيم والغاز، سائلاً عن فكرة تشكيل شركة وطنية لإدارة هذا القطاع، «كما هي الحال في السعودية وإيران»، وهي فكرة أكد وفد الحزب بأنها «قابلة للنقاش»، مذكراً بطرح الصندوق السيادي الذي تحدث عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي حين حضر سؤال عن موقف الحزب من صندوق النقد الدولي، تطرق جنبلاط إلى مواضيع أخرى من بينها وضع الجامعات الخاصة والمدارس وإفراغ لبنان من طاقاته، مؤكداً ضرورة وضع خطة للحد من هذا النزف. كما تناول موضوع التهريب إلى الأردن عبرَ سوريا، وسأل إن كانَ بإمكان الحزب التدخل لدى النظام السوري لحل هذا الأمر، فأكد الوفد بأن «الحزب لا يسمح لنفسه بالتدخل مع الدولة السورية في هذه التفاصيل. عندما ذهبنا إلى سورية كانَ ذلك للمساعدة في منع الحرب على لبنان، وكل المعلومات الموجودة في حوزتنا حول موضوع التهريب نضعها في عهدة الأجهزة الأمنية».

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o