Aug 11, 2022 5:57 AM
صحف

مخاوف من تسخين إسرائيلي يسبق الاتفاق على الترسيم البحري!

بقي المسار الخارجي للتفاوض ضاغطاً على ساحة الانتظارات اللبنانية، إن لجهة مسار التفاوض بشأن ملف ايران النووي بعد اعلان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل عن وضع نص نهائي للاتفاق في فيينا بانتظار رد كل من واشنطن وطهران عليه، او لجهة الترقب المحيط بالمحادثات التي من المفترض ان يكون الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل مع الجانب الاسرائيلي، والحدود التي يمكن ان تذهب اليها تل ابيب على هذا الصعيد، بعد الموقف المعلن من حزب الله على لسان امينه العام السيد حسن نصر الله في عاشوراء، والدعوة الى الاستعداد للمواجهة اذا لم تكن الاجابات الاسرائيلية تنسجم مع الطلبات اللبنانية في ما خص الحفر والاستكشاف والاتفاق على استخراج متزامن للغاز من الاحواض التي لا خلاف عليها او تلك التي هي في معرض الخلافات، مثل كاريش وغيره.

وعلى هذا المسار، كشف مصدر وزاري واسع الاطلاع لـ«اللواء» ان لبنان ابلغ الوسيط الاميركي انتظاره للرد، كاشفاً انه على الرغم من الكلام المعاد عن حصول تقدم في زيارة آموس هوكشتاين الاخيرة، الا ان النيات الاسرائيلية ما تزال غير سليمة.

ولم يستبعد المصدر الوصول الى مواجهة بين حزب الله واسرائيل في حال لم يتم التوصل الى اتفاق، مشيراً الى وجود معلومات عن امكانية ذهاب اسرائيل الى خوض عملية عسكرية محدودة ومن ثم الذهاب الى تسوية حتى لا يقال انها تنازلت في الترسيم، مشدداً على ان المقاومة سيكون ردها قاسياً وستفاجئ اسرائيل بحجم الصواريخ التي ستنهال على اجزاء واسعة من اراضيها، وبالتالي لن تتركها تحقق هدفها.

من جهتها، أشارت "الانباء الالكترونية" الى ان الترقّب سيّد الموقف في ملف ترسيم الحدود البحرية. ولفتت المصادر السياسية إلى أنّ الرؤساء الثلاثة ينتظرون الرد الإسرائيلي على الموقف اللبناني بما خصّ ترسيم الحدود، ومعرفة ما إذا كانت الأمور ذاهبة في المنحى الإيجابي أم لا، ليُبنى على الشيء مقتضاه.

ولعلّ الانتظار سيبقى سيّد الموقف في الأسابيع المقبلة، وعلى مستوى كل الملفات، ومعظمها بات بحكم العالق ريثما ينتهي العهد القائم.

وجديد هذا الملف، بحسب ما قال معنيون به لـ"الجمهورية"، انّ عودة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت مؤكدة اعلامياً، انما واقعياً لا يمكن تأكيدها او استبعاد حصولها. فحتى الآن لم نتلقّ اي اشارة ترجّح أياً من الاحتمالين.

ولفتت المصادر الى ان لا جديد يُذكر على صعيد المواقف، فحتى الآن لا توجد اي اشارات لتحريك هذا الملف الى الامام، او يؤكد ما اذا كانت الامور ذاهبة نحو العودة الى طاولة الحوار غير المباشر في الناقورة بإدارة الامم المتحدة وتحت علمها وبمشاركة الوسيط الاميركي. فبعد زيارة هوكشتاين الى اسرائيل سمعنا الشيء وعكسه، فمن جهة تعالت بعض الاصوات السياسية وتحدثت عن ايجابيات وقرب توقيع الاتفاق بين لبنان واسرائيل، ومن جهة ثانية تعالت اصوات اخرى تقول عكس ذلك وتُرجّح بقاء الامر مراوحاً في التعقيدات. وتبعاً لذلك، طرحَ لبنان موقفه بالتمسّك الكامل بالحقوق والحدود والبحرية، ولو كانت الايجابية موجودة لدى الجانب الاسرائيلي لكان هوكشتيان في بيروت اليوم قبل الغد.

وردا على سؤال عما اذا كان هوكشتاين سيعود الى بيروت خلال اسبوعين؟ قالت المصادر: هذا ما سمعناه كلاميا، انما واقعيا لا شيء مؤكدا حتى الآن.

على ان الانظار مشدودة وسط هذا الجو المشحون بعلامات الاستفهام الى ما ستقدم عليه اسرائيل بداية شهر ايلول المقبل، وهو الموعد التي سبق وحدّدته لبدء استخراج الغاز من حقل "كاريش"، وضمن المنطقة التي يعتبرها لبنان منطقة متنازعاً عليها.

وقَلّلت بعض المستويات السياسية من احتمالات التصعيد، خصوصا ان اسرائيل تبدو متجهة لتأجيل موعد استخرادج الغاز من كاريش ربما الى ما بعد شهر ايلول، في اشارة الى ما أعلنته وزيرة الطاقة الاسرائيلية كارين الهرار عن انّ استخراج الغاز سيبدأ عندما تكون الشركة على أتمّ الاستعداد، متجاوزة بذلك موعد ايلول ولم تقاربه كوعد حاسم. الّا ان مصادر مواكبة ابلغت الى "الجمهورية" قولها انه لا يمكن الركون لأي موقف اسرائيلي، وبالتالي فإن عدم بلوغ تفاهم على الترسيم من الآن وحتى ايلول المقبل قد يجعل المنطقة وكأنها تقترب من قنبلة موقوتة حيث لا يمكن من الآن تقدير ما قد يحصل، خصوصا مع التهديدات المتبادلة سواء من الاسرائيليين الذين لَوّحوا بردّ قاس على اي تعرّض لاعمال استخراج الغاز من حقل كاريش، او من قبل "حزب الله" الذي هدّد بمنع الباخرة التي استقدمتها اسرائيل من القيام بأي عمل في هذا الاطار، طالما ان لا اتفاق على الترسيم يؤكد الحق الكامل للبنان بمياهه وحدوده وثرواته.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o