Aug 03, 2022 5:58 PM
خاص

4 آب 2022 نعوش ويافطات وقسم لأهالي الضحايا من أمام الأهراءات ...لن ننسى وسنحاسبكم!

المركزية – يوم نثرت كارلين زوجة الضحية في فوج الإطفاء الورد على نعش زوجها شربل كرم كانت تعلم ان ما يحتضنه قطعة من أشلاء الحبيب والأب لطفلتين. لكنها كانت تؤمن أن روح شربل ورفاقه في فوج الإطفاء كما أرواح كل ضحايا 4 آب انزرعت في كل شبر من هذه الأرض التي احبها حتى الموت احتراقا.

منذ أيام وقفت إبنة شربل كرم أمام والدتها كارلين وسألتها؟ من أشعل المرفأ وقتل ابي شربل؟ استغربت الأم سؤال طفلتها التي كان عمرها لا يتجاوز العام عندما قتل شربل خلال القيام بواجبه فأجابتها بسؤال:"لماذا تسألين عن هوية من أشعل النار؟ أجابت الطفلة"بدي روح لعندو وقللوا إنو ينتبه مرة تانيي وما يولع النار حتى ما يحترقو ناس متل مات بابا شربل". تراهم يسمعون هؤلاء المجرمين أصوات من أحرقوا قلوبهم بعد قتل فلذات أكبادهم؟ الشك كبير وكبير جدا. تقول والدة أحد ضحايا المرفأ.

عامان على الذكرى التي هزت الإنسانية وقوضت ركائز الحياة داخل 230 منزلا فقدوا أحد أحبتهم. 730 يوما على جريمة تفجير المرفأ والمجرمون يسرحون ويمرحون. أبشع من ذلك أن سياسيين متهمين يستقلون سيارات مع لوحات زرقاء بعد إعادة انتخابهم نوابا والأكثر إجراما أنهم باتوا أعضاء في لجنة العدل!...يحصل كل ذلك وأهالي الضحايا يحضرون للعودة إلى تلك اللحظة السادسة و٨ دقائق أمام العنبر 12 في مرفأ بيروت لإحياء الذكرى والتأكيد أنهم لم ولن يهدأوا ولن تستريح أرواح ضحاياهم قبل الكشف عن الحقيقة.

في لقاء أمس الثلثاء كان لقاء أهالي ضحايا المرفأ في مطبخ مريم في الكرنتينا. للمرة الأولى يتحول هذا اللقاء الروتيني إلى جلسة مصارحة مع الذات "في العادة نتبادل الإبتسامات ونتحدث في أمور تتعلق بمسائل قضائية وسواها .أمس وللمرة الأولى كان الصمت والدموع الوسيلة الوحيدة لتبادل الكلام. ربما لأن المناسبة كانت وضع اللمسات الأخيرة على تحضيرات برنامج الذكرى الثانية لتفجير المرفأ،  لكن تبين أن الصراع الذي نعيشه كأهالي الضحايا بين الغضب والحزن كبير جدا والمؤسف أن دولتنا التي قررت أن تقتل ضحايانا مرتين لا تزال تمعن في طمس الحقيقة وطمرها مع هدم الأهراءات ..لكنهم مخطئون. وليعلموا أن الحقيقة وحدها ستحررنا من هذا الغضب مهما حاولوا ومهما سعوا إلى جعلنا أسرى ما اقترفته أياديهم".

اللمسات الأخيرة لبرنامج الذكرى غداً الخميس يتحدث عنها إيلي غسان حصروتي الذي يعيش كما أهالي الضحايا تلك اللحظة التي وضعتهم على مقلب آخر من الحياة: " هناك نقطتان للتجمع: الأولى أمام ثكنة فوج الإطفاء في الكرنتينا، والثانية أمام مبنى جريدة "النهار". 

برنامج الذكرى يبدأ قرابة الخامسة و50 دقيقة مع انطلاق التجمع ضمن مسيرة من أمام مركز فوج الإطفاء وصولا إلى المرفأ وتحديدا أمام الأهراءات وستتلى أسماء كل ضحايا جريمة التفجير.

تمام الساعة السادسة و8 دقائق يقف الحضور دقيقة صمت ولعلها دهر مع استعادة تلك اللحظات. ويكشف إيلي أن الأهالي سيحملون نعوشا مع العلم اللبناني الضخم الذي صمم ونُفذ  للمناسبة  ليوقع عليه اللبنانيون وسيتم رفعه إلى أمين عام الأمم المتحدة لمطالبة الأسرة الدولية والأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها والكشف عن هوية المجرمين مع المطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية في ظل العرقلة التي يمارسها القضاء اللبناني لتعطيل مسار العدالة . كما سيحمل المشاركون في المسيرة نعوشا رمزية ويافطات كتبت عليها شعارات باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية والإسبانية والإيطالية وربما الأرمنية تعبيرا عن مشاركتهم هذه الشعوب مآسيهم وأحزانهم وقضاياهم الإنسانية. ويختتم اللقاء بقسم.

ولأن الصلاة على أرواح الضحايا من أولويات الذكرى نظمت مطرانية بيروت للموارنة قداسا يرأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت عند الساعة الحادية عشرة والنصف.

على مسافة ساعات من ذكرى تفجير المرفأ، يبدو أن العد العكسي لانهيار الأهراءات بدأ ويُرجح سقوطها بين لحظة وأخرى...فهل تتزامن هذه "الصدفة" مع انطلاق مسيرة أهالي ضحايا 4 آب غدا ويندثر برنامج المسيرة مع غبار الأهراءات؟ "عندما تنهار يكون لكل حادث حديث". يقول إيلي ويضيف"عدا ذلك لا شيء يثنينا عن إحياء الذكرى أمام المرفأ وسنستمر في التحرك أما إذا انهارت "قسرا" عندها سنتعاطى مع الحدث وفق المعطيات".

السادسة و8 دقائق من كل 4 آب ستعود الذكرى وسيحييها أهالي الضحايا كما لو كانت لحظة 4 آب 2020" لن نهدأ ولن نسكت حتى لحظة انكشاف الحقيقة وإلى كل من يراهن على ذاكرة النسيان نقول ...لن ننسى وسنحاسبهم مهما حاولوا هذا وعد قطعناه على أنفسنا كأهالي ضحايا تفجير المرفأ وغدا سيكون هناك قسم على هذا الوعد" يختم حصروتي.  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o