Jun 18, 2018 6:29 AM
صحف

جمر تحت رماد بعبدا والمختارة..وبري الاطفائي!

لم تمض عطلة العيد على خير سياسي، بل تحولت بشكل مفاجىء الى منصة حربية أشعلت «حرب التغريدات» بين «التيار الوطني الحر» والحزب التقدمي الاشتراكي، تبادل فيها الطرفان نيراناً سياسية قاسية وزخّات من الاتهامات والاوصاف العنيفة، رفعت العلاقة المتوترة أصلاً بينهما الى مستوى عال من التوتر، قبل ان تخفف من وطأتها وتحد من اتساعها وساطات «سُعاة الخير»، ولكن من دون ان يتمكن هؤلاء من إطفاء الجمر الذي ما يزال تحت رماد قصر بعبدا ودار المختارة، والذي يُنذر باشتعال متجدد في اي لحظة، نظراً الى عمق التباين بين الطرفين، واحتدام الاشتباك بينهما على خط التأليف وما يتصل بالتمثيل الدرزي في الحكومة.

وافادت المعلومات ان خراطيم إطفاء الازمة المتجددة بين بعبدا والمختارة، جرى مَدّها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر اتصالات في اتجاهات مختلفة سعياً لنزع فتيل التفجير السياسي، كذلك من قبل الرئيس المكلّف سعد الحريري الموجود خارج البلد، عبر اتصالات مماثلة، خصوصاً مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقيادة "التيار الوطني الحر" وجنبلاط. وكان للوزير غطاس خوري دور في هذا المجال. كذلك اتصل الحريري بالوزير علي حسن خليل ودعاه الى الانتظار ليكتمل عقد حضور المعنيين بمرسوم تعيين القناصل الفخريين لتسوية مسألة توقيعه على المرسوم، خصوصاً ان وزير الخارجية جبران باسيل كان خارج لبنان وسيعود مساء اليوم الى بيروت. وتوازت حركة الاتصالات هذه مع حركة اتصالات تبريدية غير معلنة بين "حزب الله" و"التيار" واطراف سياسية اخرى.

ونُقل عن مصادر إشتراكية قولها "ان الحزب التقدمي لم يكن البادىء في الاشتباك مع "التيار"، بل انه كان دائماً في موقع المتلقّي للسهام والافتراءات ومحاولات التحجيم من قبل بعض الرؤوس الحامية في تيار جبران باسيل. وفي اي حال، قرارنا ألا نسكت، وألا نسمح لأي محاولة من هذا النوع لأن تمرّ على حسابنا او تتجاوزنا وتقفز فوق حضورنا وحجمنا. قلنا ما لدينا ولا تراجع عنه، خصوصاً في ملف التأليف، حيث كشفوا عن حقيقة توجههم وتبيّن ان هناك من يريد إحراجنا لإخراجنا، ونؤكد مجدداً انهم لن يتمكنوا من ذلك، خصوصاً اولئك الذين يحاولون التفرّد بالبلد وقيادته نحو الوجهة التي يريدونها، ومحاولة تصغير احجام وإلغائها وتكبير احجام غير موجودة اصلاً، فقط لأن اصحاب هذه الاحجام الصغيرة صاروا من التابعين لهم".

كنعان: في المقابل، اكد امين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان "ان إطلاق النار على رئيس الجمهورية لم يتوقف لا بل تصاعَد، وان اخذ اشكالاً وعناوين مختلفة، لكن الهدف واحد وهو شلّ حركة الرئيس وإدخال العهد في مرحلة من المراوحة القاتلة تحدّ من قدرته على مواجهة الاستحقاقات الخارجية والداخلية، ومنها ملف عودة النازحين السوريين وتأليف الحكومة والشروع بالاصلاحات الضرورية دولياً بعد موتمري روما وباريس، وداخلياً بعد الانتخابات النيابية الاخيرة. وهذا بالطبع لا يخدم اي مصلحة لبنانية، بل يريح البعض في الداخل والخارج ويشتّت الانظار عن الاولويات الوطنية التي سعى لها لبنان وحقّق بعضها بعد الانتخابات الرئاسية".

وشدد كنعان على "ان الردّ الوحيد المجدي بوجه هذه المحاولات القديمة - الجديدة يبقى بتأمين اكبر مروحة ممكنة من الاجماع اللبناني على مطالبة المجتمع الدولي بعودة النازحين الى بلادهم، كذلك على الشروع فوراً بتأليف الحكومة من خلال اعتماد معايير ديموقراطية واحدة للجميع، ما يقطع الطريق امام المتضررين داخلياً وخارجياً من التسوية اللبنانية والحل اللبناني فينجح العهد كما هو حاصل حتى الآن، ويفشل المبشّرون بالفشل، وهذا ما سيحصل في الأيام القليلة المقبلة".

اللواء: وردت مصادر التقدمي عبر "اللواء" اسباب اندلاع السجال الى تراكم ملاحظات على اداءالتيار خلال فترة الحكومة السابقة وتعاطيه مع كل الملفات المطروحة، من الكهرباء الى النازحين الى الادارة ومرسوم التجنيس، اضافة الى الخطاب السياسي بحق الاخرين ما اثار استياء جنبلاط والحزب. 

واضافت المصادر "برغم ذلك، ان تعليمات جنبلاط للمحازبين هي دوماضبط الامور ومنع التصعيد وحفظ الاستقرار وبخاصة في الجبل بسبب حساسية وضعه، ولهذا السبب جرت اتصالات من قبل مسوولي التيار في قضاء بعبدا بمسؤولي الحزب ومفوض داخلية الحزب في المتن عصام المصري وجرت معالجة الوضع ووقف التصعيد من الطرفين مساء السبت. 

اما مصادر التيار فقالت "اننا لا نرى مبررا للهجوم على رئيس الجمهورية اذا كان هناك خلاف بيننا وبين الحزب التقدمي حول تشكيل الحكومة او ملف النازحين او اي ملف اخر، والمسالة ربما ابعد من الخلاف على توزير طلال ارسلان، وربما تتعلق بتموضع جديد لجنبلاط لحسابات تخصه داخليا وخارجيا". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o