Jun 17, 2018 8:05 AM
صحف

"المواجهة الجنبلاطية" تجمد ملف النازحين

إنها أول مواجهة سياسية مباشرة لعهد الرئيس ميشال عون الذي قارب عمره السنتين، مع اشد السياسيين اللبنانيين قدرة على اتخاذ المبادرات الهجومية على الرؤساء «الأقوياء» خصوصا، في التواقيت المفصلية الحاسمة.

السهم الناري الذي أطلقه وليد جنبلاط على عهد الرئيس ميشال عون، عبر التغريدة التويترية التي نعتت عهده «بالفاشل من أول لحظة» اشعلت حرائق كلامية واسعة بين وزراء ونواب وناشطي التيار الوطني الحر، وبين نظرائهم في الحزب التقدمي الاشتراكي، إلى درجة الإيحاء بأن القول والرد عليه، تجاوز حدود النزاع حول تشكيل الحكومة وما يرافقه من إصرار رئاسي على توزير نائب درزي من حصة جنبلاط الوزارية من دون مسوغ سياسي، قياسا على المعادلات التوزيرية المتفاهم عليها.

السجال الناري الذي تبادله الطرفان، كشف عن احتقان مكتوم ومتبادل بينهما وربما بين امتدادات كل منهما الخارجية، فجنبلاط الرافض لأي تنسيق او انفتاح لبناني رسمي على النظام السوري، من باب ضرورة إعادة النازحين السوريين، رأى في الحملة التي يقودها العهد من خلال وزير الخارجية جبران باسيل على المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بسبب برنامجها المبطئ لعودة اللاجئين السوريين مدخلا تمهيديا للتنسيق السياسي العلني مع النظام المسؤول عن تهجير اولئك اللاجئين المنتشرين في اصقاع الارض.

وذلك ضمن اطار الاستراتيجية الايرانية في المنطقة وجاء اتهام جنبلاط للعهد بالفشل، ليعكس وجهات نظر قوى لبنانية اخرى لا يسمح لها موقعها، او تركيبتها السياسية بالتعبير عن رأيها، بصراحة وليد جنبلاط وهجوميته.

النائب السابق انطوان سعد وصف فريق التيار الوطني الحر، بـ «أوركسترا الأحقاد المنظمة» التي استحضرت ارواح الشر للرد على تغريدة وليد جنبلاط.

وقال في تصريح له أمس: ليس غريبا على تيار نبش القبور وبخ السموم ان يتحرك بتعليمة من وزير الصفقات والسمسرات وأمير بواخر الكهرباء والرشاوى والتزوير.

في المقابل، النائب الياس بوصعب قال ردا على تغريدة جنبلاط: من يبوح بكلام عنصري تجاه أبناء وطنه يفقد مصداقيته عندما يدعي الدفاع عن حقوق النازحين.

والنائب الاشتراكي وائل بوفاعور رد على ردود العونيين بقوله: قدرتكم يا جوقة «القاق» أن تبقى رؤوسكم تحت الرمل، وقدر وليد جنبلاط أن يبقى على علو الصقور.

بدوره، النائب الاشتراكي أكرم شهيب قال: انتخبنا العماد عون، وإذا بنا في عهد جبران باسيل، الذي يركب اللوائح والتحالفات ويعقد الصفقات ويعين السفراء والقناصل ويمنح الجنسية، وإذا انتقدنا قامت الدنيا ولم تقعد.

ولاحظ النائب العوني سليم عون، أن أحدا من شركاء العهد لم يرد على جنبلاط بالتأكيد على نجاح العهد، لا فشله، قاصدا الرئيس سعد الحريري دون تسميته.

جنبلاط أقفل هذه الجبهة أمس بقوله لمهاجميه الذين وصفهم بـ«محبي الضجيج»: «ما بالكم تكأكأتم على ذي علّة، افرنقعوا عني...».

إعلان جنبلاط بفشل العهد، وبغض النظر عن الاستنفار والتشنج السياسي الذي أحدثه، فقد أفضى عمليا الى مسألتين:

الأولى تجميد الجدل حول موضوع عودة النازحين السوريين، أقله الى حين وصول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الى بيروت.

في 21 يونيو الجاري، حيث سيكون موضوع النازحين على رأس قائمة جدول أعمالها بما يؤكد على البعد الدولي لمسألة النازحين السوريين.

الثانية: إبقاء ملف تشكيل الحكومة في حالة استراحة، علما أن هذا الموضوع كان الأكثر تضررا من السجال الذي حصل بين جنبلاط ورجال العهد، والذي أخطر ما فيه أنه أسقط فترة السماح التي تعطى لكل عهد رئاسي ومدتها سنتان، قبل أن يكمل سنته الثانية ما يحمل دلالات على جديد ما في المشهد الإقليمي المقبل.

في غضون ذلك، طالب سينودس الكنيسة المارونية المنعقد في بكركي بتصحيح مرسوم التجنيس الأخير الذي صدم اللبنانيين، منح الجنسية اللبنانية لمجموعة من الأجانب من أصل غير لبناني، فيما المراجعة دائمة لتطبيق ما أبطل مجلس شورى الدولة، من مرسوم التجنيس الموقع عام 1994 الذي أوقع خللا كبيرا في البلد، فيما تتكدس في وزارتي الداخلية والخارجية الآلاف من الملفات الخاصة بمغتربين لبنانيين يطالبون باستعادة جنسيتهم.

الانباء الكويتية

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o