مباحثات التشكيل الى ما بعد الاضحى والحكومة اُمنِية في العيد
ميقاتي يأمل استكمال البحث وفق اسس الاحترام والتعاون
ازمة الطحين تتفاعل والتهريب على غاربه...الوزير: عصابات داخل الادارات
المركزية- لم ينفع بيان مجلس الامن الموبّخ للمنظومة الحاكمة، كما كل البيانات الصادرة قبله عن الدول المهتمة بلبنان حثا على الاصلاح واجتثاث الفساد، في حمل السلطة السياسية على اعادة النظر بمناكفاتها وانانياتها، لا بل هي تمضي وكأن شيئا لم يكن والبلاد في احسن حال. فلا رئيس الجمهورية ميشال عون يعتبر نفسه مسؤولا ولا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في وارد تحمل وزر كهذا، ولكل مبرراته وبيانات رفع مسؤوليته عما اقترف "الاخرون". لكنّ مسؤوليتهما مباشرة في ملف تشكيل الحكومة المرحّل في الحد الادنى إلى منتصف الأسبوع المقبل بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى، مع سفر الرئيس المكلف الى الخارج، وبذلك تحوّل تأليفُ الحكومة، والانقاذُ المرجو، مجرد أمنية تمنّاها اهلُ الحكم للبنانيين، في مواقفهم المهنئة بالعيد، لا اكثر.
معاني التضحية: فقد غرّد رئيس الجمهورية ميشال عون عبر "تويتر" كاتبا "في عيد الأضحى المبارك نستخلص العبر من معاني التضحية وسموها، فحبذا لو يضحي البعض بمصالحهم وانانياتهم من اجل مصلحة وطنهم وهناء شعبه. كل عيد ولبنان واللبنانيين بخير".
الوقت داهم: في المقابل، أًصدر الرئيس المكلف الذي غادر الى السعودية من دون عقد اي لقاء مع الرئيس عون كان يفترض ان يجمعهما في بحر الاسبوع المنصرم، بيانا حمل تشديدا على ضرورة التأليف ودفاعا عن حكومة تصريف الاعمال في آن، وجاء فيه "عيد الاضحى يطلّ على لبنان واللبنانيين في مرحلة هي الاصعب، مما يقتضي منا جميعا مواجهتها بتضامن وطني وجهد دؤوب لوقف الانهيار والحفاظ قدر الامكان على تماسك المؤسسات والادارات وانتاجيتها، بالتوازي مع الجهد المكثف حكوميا لوضع البلد على سكة التعافي الاقتصادي والمالي والاجتماعي". أضاف "إن الوقت الداهم والاستحقاقات المقبلة يتطلبان منا الاسراع في الخطوات الاستباقية ومن أبرزها تشكيل حكومة جديدة، تواكب الاشهر الاخيرة من عهد فخامة الرئيس ميشال عون وانتخاب رئيس جديد للبنان. ومن هذا المنطلق أعددت تشكيلة حكومية جديدة وقدّمتها الى فخامة الرئيس ميشال عون، الاسبوع الفائت، وتشاورت معه في مضمونها حيث قدّم فخامته بعض الملاحظات، على أمل أن نستكمل البحث في الملف ، وفق أسس التعاون والاحترام التي سادت بيننا طوال الفترة الماضية(...) وتابع "تتعرض حكومتنا لحملة جائرة ومنظمة بهدف وقف الخطوات الاساسية التي نقوم بها لحماية حقوق المودعين والحفاظ على القطاع المصرفي الذي يشكل ركيزة أساسية من دعائم الاقتصاد اللبناني. إن كل هذه الحملات لن تغير في الواقع المعروف شيئا ، فليست حكومتنا هي التي تسببت بحجز اموال المودعين وأوصلت القطاع المصرفي الى ما وصل اليه، بل على العكس من ذلك فهي تعطي الاولوية لحماية حقوق المودعين والتوصل الى حل واضح وعلمي لاعادتها الى اصحابها بعيدا عن المزايدات الشعبية المقيتة. كما أن الحملة الجائرة التي يتعرض لها نائب رئيس الحكومة الدكتور سعادة الشامي، والتشويه المتعمد لعمله وللخطوات التي تقترحها الحكومة، لن تردعه عن المضي في العمل المهني والدؤوب الذي يقوم به على صعيد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للتوافق على ما هو الافضل لحفظ حقوق المودعين وعدم ضرب القطاع المصرفي في الوقت ذاته".
لا خبز؟: وسط هذه الاجواء الضاغطة، يحلّ العيد وأزمة الرغيف على حالها. في هذا الاطار، اعتبر ممثـل أفـران البقـاع وعضو نقابة افران بيروت وجبل لبنان عباس حيدر في حديث اذاعي أن "الكلام انتهى بعدما عقدنا العديد من الاجتماعات والوقفات الاحتجاجية وبشكل دائم"، مشيراً الى أن مهمّة الأفران هي صناعة الخبز وليس توفير الطحين. وقال: نريد ايصال رغيف الخبز الى المواطن بأسرع وقت ، ونطالب وزارة الاقتصاد ان تكون هناك خلية أزمة لتأمين القمح لكل المطاحن وخاصة في منطقة البقاع. طالبنا منذ البداية بأن تكون هناك رقابة مشددة على المطاحن والافران ومحاسبة المخالفين، والموضوع بحاجة الى متابعة، ونحن لسنا هواة اضراب بل نضع يدنا بيد وزارة الاقتصاد والوزير لتحسين هذا الوضع المرير". وأردف: تبلغنا من مطاحن الجنوب الكبرى التي توزّع اكبر كمية من الطحين الى المناطق أن اليوم هو آخر يوم تسليم. وختم "في 15 من الشهر الجاري، تصل باخرة تبلغ حمولتها 25 الف طن من الطحين وهي بحاجة الى 5 ايام لاجراء التحاليل لحمولتها"، مؤكّداً أن ليس هناك انقطاع للخبز في لبنان انما هو تقنين فقط.
تهريب الطحين؟: في المقابل، قال وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال امين سلام ان لديه ارقاما ووقائع ومستندات و "غير هيك ما عندي". واكّد خلال مؤتمر صحفي "اننا لسنا من مناصري دعم السلع ولكن لبنان ليس الدولة الوحيدة التي تدعم السلع". ودعا سلام الى عدم "رمي الإتهامات دون حقائق، والمطلوب اليوم دولة وإدارات تعمل وفق الأصول". وتابع "فليتفضّل من يصوّب أصابع الاتهام، وليناقش مواضيع التهريب على الحدود سيما وان الطوابير أمام الأفران تتألّف من عدد كبير من السوريين". واشار الوزير الى ان "اليوم لا نستطيع مواجهة السارق والمهرّب وحدنا، والتقارير تقول ان التهريب وصل الى 40%".ولفت الى ان "رفع الدعم يجب ان يكون مرشّدا، ومَن بيته من قشّ ووضعه هشّ، لا يراشق الناس بكتل نارية وهناك فائض بـ10 الاف طن من الطحين سُرقت ونحن أتينا لننظف ما قمتم به في الادارات السابقة". واكّد سلام ان يوجد 20 ألف طن من الطحين الآن في المطاحن. واضاف هناك من أدخل عصابات الى داخل الوزارات. وتابع ان مسألة ربطة الخبز "خط أحمر بالنسبة لي ولا أحد يُقرر متى وكيف سيتم رفع الدعم ومن يبيع ربطة الخبز بـ20 و30 الف ليرة هو حرامي وبيعرف حالو حرامي".
للمرة الاولى: على صعيد انفجار المرفأ، حضر المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار الى مكتبه في قصر العدل في بيروت، وتبلغ مضمون عدد من دعاوى الرد ونقل الملف من عهدته المقدمة من مدعى عليهم وموقوفين في القضية. يذكر أنها المرة الأولى التي يحضر فيها البيطار الى مكتبه منذ 23 كانون الأول 2021 اثر تبلغه دعوى رده المقدمة من النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل.
يخافون من اميركا!: في المواقف، وفي انتظار مستجدات المفاوضات الحدودية الترسيمية بين لبنان وتل ابيب بوساطة اميركية، شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة على ان "اليوم اذا اراد اللبنانيون الخروج من نفق الازمات عليهم ان يتحرروا من القبضة الاميركية وان لا ينجروا وراء الوعود الاميركية الكاذبة، فاميركا لا تريد لبنان بلدا قويا ، ولا تريده ان يستند الى عناصر قوته ليحمي ثرواته وغازه ونفطه، اميركا تريد لبنان ضعيفا هزيلا على كل المستويات، لتمكين اسرائيل من تحقيق اطماعها في ثرواته وغازه ونفطه، بينما "حزب الله" يريد للبنان ان يبقى قويا وصلبا في مواجهة التهديدات والاطماع الصهيونية". واعتبر "ان المقاومة هي عنصر قوة حقيقي للبنان يمكنه ان يستند اليها لانتزاع حقوقه واستخراج ثرواته النفطية، واي تشكيك في فعل المقاومة هو اضعاف لموقف لبنان وتفريط بعناصر قوته". واشار الى ان " العيد الحقيقي للبنانيين هو عندما يتجاوزون الازمات التي يتسبب بها الحصار الاميركي المفروض عليهم، لان ما يعاني منه اللبنانيون من مشكلات لا سيما على صعيد الكهرباء سببه اميركا التي تعرقل استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن، وتعطل الحلول، وتضع "الفيتوات" على العروض المقدمة للبنان من بعض الدول الصديقة كالصين وروسيا وايران وغيرها لانتاج الكهرباء"، معتبرا "ان هذه العروض كان من الممكن لو امتلك المسؤولون اللبنانيون الجرأة والشجاعة وقبلوا بها، ان تعالج هذه المشكلة وان ينعم اللبنانيون بالنور بدل العتمة، لكن المشكلة ان المسؤولين في لبنان يخافون من اميركا وينصتون للسفيرة الاميركية ولا يملكون شجاعة الاعتراض والاقدام والموقف الحر، ومن كان كذلك لا يمكنه ان يبني وطنا وهو اعجز من أن يعالج ازمات البلد ويحل مشكلة الكهرباء والماء والنفايات وغيرها".