Jul 07, 2022 6:26 AM
صحف

لبنان دخل مخاض الـ"BLACK OUT": بروفا أولى لـ"السواد الأعظم"

أشارت "نداء الوطن" الى ان لبنان دخل أمس عملياً مخاض الـ"BLACK OUT" في ما وصفته مصادر معنية بأنه بروفا أولى لـ"السواد الأعظم" الذي سيشهده اللبنانيون في المرحلة المقبلة في ظل الانقطاع الشامل بالتيار الكهربائي، إذ توقف معمل الزهراني لإنتاج الطاقة بشكل تام تحت وطأة إعلان الشركة المشغلة لهذا المعمل ومعمل دير عمار عن التوقف عن القيام بأعمالها بسبب عدم تقاضي مستحقاتها بالدولار الأميركي، الأمر الذي فرض توقف معمل الزهراني، المنُتج الوحيد للطاقة راهناً في البلد، وانقطاع عام وشامل للكهرباء على كافة الأراضي اللبنانية، قبل أن تعود الشركة إلى وضعه في الخدمة إثر التأكد من تحويل مصرف لبنان الأموال المستحقة.

فالاعتماد المالي الذي تبلغ قيمته 60 مليون دولار وكانت الحكومة قد أقرته في 14 نيسان الفائت لمتعهدي مؤسسة الكهرباء، تم صرفه بالأمس من حقوق السحب الخاصة التي يعود التصرف بها لوزارة المالية ولا يتطلب عقد استقراض ولا مراسيم سلف... "فلماذا تركت الأمور للحظة الأخيرة؟" ما يؤشر بحسب المصادر المعنية إلى وجود "نية جدية بإدخال البلد في عتمة شاملة"، وبمعنى أوضح "ما بدهم يجيبوا الكهرباء"، وأضافت: "ما حصل كان متوقعاً بعد فترة من تأجيل القرارات التي لا تتعلق بمعملي الزهراني ودير عمار وحدهما، إنما أيضا بالشركة التي تشغل معملي الذوق والجية المتوقفين منذ 6 أشهر بسبب عدم توفر الفيول، وتسديد نفقات الصيانة وقطع الغيار"، معتبرةً أنه "بات من الواضح أنه لا يوجد أي توجه رسمي باتخاذ قرارات جدّية ومسؤولة تضع حداً للانهيار في قطاع الكهرباء". وختمت: "اليوم دفعنا مبلغ 60 مليون دولار لحل المشكلة، لكن ماذا ينتظرنا بعد شهر أو اثنين؟" فالحل ليس مرتبطاً فقط بدفع المبلغ المؤجل، إنما هناك مشكلة الفيول بعد انتهاء العقد العراقي، وموضوع الغاز المصري، ونفاد العملة الصعبة وانهيار الوضع المالي، وعليه سنعود لنقع في الأزمة نفسها وبشكل أعنف بعد مدة ليست بعيدة".

بدورها، أشارت "الانباء الالكترونية" الى ان البلاد كادت أن تدخل في العتمة الشاملة ووقف التيار الكهربائي عن المرافق العامة لا سيما المرفأ والمطار، قبل ان يتم حل المشكلة جزئياً في ساعات المساء من خلال دفع مستحقات الشركة المشغّلة للمعامل الحرارية من قبل مصرف لبنان. الأمر الذي أعاد ملف الكهرباء مجدداً كمدخل أساسي لأي إصلاح حقيقي في البلد.

عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي محمد بصبوص اعتبر "أننا كلبنانيين أصبحنا في قلب العتمة منذ مدة طويلة"، مشيراً في حديث مع "الانباء" الالكترونية الى أن "القيّمين على وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان أخذوا من فترة يمننون اللبنانيين بساعة تغذية تعطى لهم في اليوم، فتلك هي العتمة بحد ذاتها"،

وأضاف بصبوص: "لقد انكشفت الأمور فهناك مناطق بكاملها لا تحصل على دقيقة كهرباء منذ أشهر، ومن المؤسف أن تبقى وزراة الطاقة ووزيرها المبجّل يأخذون اللبنانيين رهينة". واعتبر انه "طالما هناك تيار وطني حر يحتجز هذه الوزارة لغايات معروفة من قبل الشعب اللبناني فحسناً فعل الرئيس ميقاتي بطلبه تغيير وزير الطاقة ورفع يد التيار الوطني الحر عنها، فيما هم بالمقابل يصرّون على التمسك بها بشعارات ممجوجة اعتمدت منذ العام 2008 حتى اليوم بنماذج قد تكون مختلفة بالشكل لكن بمضمون واحد، ما أدى الى تكبيد الخزينة 45 مليار دولار بمقابل صفر كهرباء. وبالرغم من هذه المأساة يطالعنا وزير الطاقة ببعض النظريات والتبشير خاصة بموضوع استجرار الكهرباء من الاردن والغاز من مصر وهو يعرف أن البنك الدولي اشترط المساعدة مقابل إصلاح هذا القطاع وهو يرفض دفع أي مبلغ لهذا القطاع لصعوبة الاسترداد بعد حين،  والغريب أنهم عادوا وأدخلوا البنك الدولي ضمن فريق "ما خلّونا"، وكيف تمت تعرية الصفقة بموضوع الطاقة الشمسية من خلال المحاصصة وكأن الامور بألف خير"، مذكّرا بالعام 2011 "عندما استقدموا بواخر انتاج الطاقة وما زالوا مستمرين بنفس الصفقات ولم نلمس أي تحسن بهذا القطاع"، مشبّها ما يجري بالمثل القائل "مرتا مرتا تطالبين بأمور كثيرة والمطلوب واحد": وهو الاصلاح، لكنهم منذ العام 2008 ذهبوا باتجاه تدمير هذا القطاع بشكل ممنهج". 

وبالتالي فإن البلد هو أسير عتمة دائمة، في الكهرباء كما في السياسة والاقتصاد، والمطلوب هو اتباع بصيص الضوء الوحيد في هذا النفق والمتمثل بإعادة انتظام المؤسسات الدستورية ورفع السطوة عن الدولة والقضاء والحكم والبدء بالاصلاحات قبل فوات الأوان، والا فالمصير محتوم، ففي جهنم لا ضوء أبداً.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o