Jun 23, 2022 2:43 PM
خاص

محور "البدر السنيّ" يواجه "الهلال الشيعي"...الاتفاق ام الانفجار؟

المركزية- قبل 13 تموز المقبل، موعد زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى اسرائيل ومنها الى المملكة العربية السعودية في 15 و16 منه، حيث يشارك في القمة الخليجية بحضور عربي يستثني لبنان، فتحت الرياض خطوط اتصالاتها مع الدول العربية السنيّة الكبرى من مصر الى الاردن ، كما مع تركيا، التي زارها  كلها ولي العهد الامير محمد بن سلمان لتثبيت عرى التفاهم وتبديد شوائب اعترت العلاقات مع البعض منها، ولكن ايضا وعلى ما يبدو، للتأسيس لمحور جديد، تصح تسميته محور "البدر السني" لمواجهة الهلال الشيعي بقيادة ايران التي سعت الى توسيعه في اتجاه العراق وسوريا ولبنان، ما يعني عمليا سقوط تحالف الاقليات في المنطقة ، العلوية- المسيحية- اليهودية- الشيعية امام تحالف الاكثريات، بدليل انكسار طهران في بغداد فيما السعي الدؤؤوب على قدم وساق لكسرها في سوريا ولبنان.

والمحور السني الاكثري ليس يتيما، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" اذ تقف خلفه وتدعمه الولايات المتحدة الاميركية التي حسّنت علاقتها مع الخليجيين، وفي شكل خاص مع السعودية بدليل انها ابدت استعدادها لرفع منسوب ضخّ النفط بطلب اميركي في ضوء الازمة الاوكرانية والتهديد الروسي، وايضا من خلال زيارة بايدن الى المملكة، في مقابل رد روسي يتمثل بتقارب موسكو مع طهران التي يزورها وزير الخارجية سيرجي لافروفاليوم وقد عقد مؤتمرا صحافيا بعد اجتماع مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان واعلن "إن روسيا وإيران تتعاونان في إطار الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط والغاز"، مؤكدا "إن موسكو تدعم بشكل كامل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى." فيما ألقى وزير الخارجية الإيراني باللوم على واشنطن في تعطل المحادثات التي بدأت قبل أكثر من عام في فيينا، ودعا إلى رفع جميع العقوبات الأمريكية من أجل إحياء الاتفاق النووي".

والى المساندة الاميركية للخليجيين والمحور السنيّ، تتطلع اسرائيل بدورها إلى "تشكيل قوة إقليمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة إيران" وقد اعلن ذلك وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، منذ مدة في خطاب قائلا "ثمة ضرورة لبناء قوة مشتركة إقليمية بقيادة أمريكية وتشمل الدول العربية المتحالفة مع واشنطن لمواجهة العدوان الإيراني ونحن نعمل على ذلك"، وأضاف أن "مثل هذا التعاون من شأنه أن يعزز قوة جميع الأطراف المعنية"، مشيرا إلى "دول الخليج العربية التي اقتربت أكثر من إسرائيل في إطار حملة دبلوماسية برعاية الولايات المتحدة عام 2020، وكذلك مصر والأردن".

وتعتبر المصادر ان حظوظ المواجهة الاميركية-الاسرائيلية –العربية تكاد توازي حظوظ بلوغ اتفاق مع ايران التي ستجد نفسها محشورة والخناق يشتد عليها تدريجيا من الداخل والخارج، بالاحتجاجات الشعبية نتيجة الضغط المعيشي والعقوبات المفروضة عليها بفعل الاخلال بالتزاماتها النووية، وقد أعلن اليوم عن اقالة رئيس الاستخبارات في الحرس الثوري الايراني حسين طائب، وتعيين بديل هو محمد كاظمي، في خطوة تؤشر الى اخفاق في ادارة الاوضاع الامنية في البلاد.

وتوازيا، تبقى المفاوضات السعودية – الايرانية في بغداد قائمة، ولو انها لم تنتقل الى المستوى الوزاري، وفق ما كان متوقعا واعلن عنه، وهي احرزت تقدما ملحوظا في جولاتها الاخيرة ما يرفع ايضا من منسوب التفاؤل بإمكان بلوغ نقطة اتفاق  بين الدولتين ستنعكس اولى نتائجه في اليمن الذي يشهد هدوءا حذرا بفعل استمرار المفاوضات هذه.

فلمن تكون الغلبة ومن يسبق اولا الاتفاق السلمي ام الانفجار بين المحورين السني والشيعي؟ الشهر المقبل كفيل بتوضيح الصورة نسبياً، وبعد الزيارة الاميركية ستنكشف الكثير من المعطيات التي ما زالت غامضة حول مصير المنطقة، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o