مؤتمر لكاريتاس في اللويزة في الذكرى الـ٢٥ لزيارة يوحنا بولس الثاني لبنان

المركزية - نظمت رابطة "كاريتاس لبنان"  مؤتمرا بعنوان "بيتنا المشترك، لبنان الرجاء"، لمناسبة مرور 25 سنة على زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني لبنان، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وبالتعاون مع الرهبانية المارونية المريمية واللجنة الاسقفية للحوار المسيحي - الاسلامي في لبنان، في دير سيدة اللويزة - مسرح البطريرك الراعي.

حضر المؤتمر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان ممثلا بالمدير العام لصندوق الزكاة الشيخ الدكتور زهير كبي، الشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي ابي المنى ممثلا بالشيخ سامي عبد الخالق، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان العلامة الشيخ علي الخطيب ممثلا بعميد كلية الدراسات الاسلامية في الجامعة الاسلامية البروفسور فرح موسى، القائم برئاسة المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد عصفور ممثلاً بالشيخ يحيا يماما، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للسريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان ممثلا بالمطران مار ماتياس ، النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية ورئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي في لبنان شارل مراد ، بطريرك  الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي ممثلاً بالارشمندريت غريغوار ساسين، بطريرك ألسريان الاورثوذكس والرئيس الاعلى للكنيسة السريانية في العالم مار افرام الثاني ممثلا بالنائب البطريركي المطران ميخائيل شمعون، كاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان للأرمن الأرثوذكس ممثلا بمساعد الكاثوليكوس الأب سركيس إبراهيم،  راعي الكنيسة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي ممثلا بنائبه المونسنيور روفائيل طرابلسي، النائب الرسولي رئيس الكنيسة اللاتينية في لبنان المطران سيزار أسايان، رئيس المجلس الأعلى للكنيسة الانجيلية في لبنان القس جوزيف قصار ممثلا بالقس جوزيف مراد، رئيس الكنيسة الاشورية في لبنان المتروبوليت مار ميليس زيّا ممثلا بالأب جورج يوحنا، رئيس كنيسة الاقباط الاورثوذكسية في لبنان القس الانطوني اندراوس ، الأمين العام  للهيئة الوطنية العليا للسجون ممثلا بالقس فريد لحود، مرشد عام السجون في لبنان المنبسقة عن الأب الدكتور جان مورة ممثلا بأمين سر لجنة الاعلام والصحافة الصحافي جوني الصديق ، المرشدية العامة للسجون في الكنيسة الانجيلية في لبنان ممثلا بالاستاذ جورج غزال، اضافة الى الآباء المدبرين في الرهبانية المارونية ورئيس دير سيدة اللويزة الأب وليد موسى وجمهور الدير، المنسق العام لكاريتاس الشرق الأوسط وشمال افريقيا كرم ابي يزبك، مدراء رابطة كاريتاس، رئيس اقليم رابطة كاريتاس في كسروان، منسق واعضاء لجنة الشبيبة في المجلس الرسولي العلماني للكنيسسة الكاثوليكية في لبنان.

افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني مع جوقة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة، ثم رحّب الرئيس العام للرهبانية  الأب العام بيار نجم، بالمؤتمرين باسم المطران مراد ورئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبود، وقال:"نجتمع اليوم من كل العائلات الروحية التي تشكل نسيج وطننا، لنعلي معاً صرخة نحو العليّ، أن يبقى في قلب شبيبتنا الرجاء، ونكرّر ما قاله يوحنّا بولس الثاني في رسالته العامّة، رجاء جديد للبنان:يبقى الرجاء حيّاً فيهم، على الرغم من كلّ شيء".

عبود: ثم تحدث الاب عبود عن "البيت المشترك حيث نعيش، في الارض التي تؤمن أنها تجمع المسيحيين والمسلمين معا بعيدا من التطرف والعنف الذي يسيء الى العيش المشترك، والعملِ على ما يجمعُ اللبنانيين في شعب واحد وأُخوة مشتركة، ليكونوا شركاء في بناء البلد ودفعه الى المزيد من التعاون والتفاهم لخدمة لبنان".

وقال:"لا يكفي ان نتَكلمَ عن العيش المشترك، عن العيش الواحد، عن العيش معاً، عن المحبة لبعضنا يجب ان نُعَّلِمُ، هذا ما نُريدهُ اليومَ. وإذا كنا نجتمِعُ اليومَ ليس للمِثاليات وإنما للعيش في العمق، فكل منا يقف وقفة ضمير. ماذا تفعل حتى تخلق هذا الجو من الحب. اين هي مدارسنا؟ اينَ هي مَعاهِدُنا، واينَ هي بيوتُنا من حالِ المحبةِ فيها".

محفوظ: ودعا المنسق العام لشبيبة كاريتاس لبنان بيتر محفوظ  الجميعَ الى "الإتحادِ والسّيرِ معًا من أجلِ إنماءِ وازدهارِ بيتِنا المشترك لبنان، والشبيبة هي  أفضلِ الطرقِ للقيامِ بهذا العملِ الذين هم قادةُ المستقبل. فالشبيبةُ نبضُ الوطنِ، وكما قالَ البابا فرنسيس: هُمُ الحاضرُ والمستقبَلُ، فهمْ يملكونَ طرقًا خلاقةً وحماسًا قويًّا للتّغيير".

المطران مراد: اما المطران مراد فتحدث عن الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان،  الذي شاء البابا القديس يوحنا بولس الثاني ان يرسي من خلاله اسساً واضحةً لهذا الوطنِ الذي أحبَّ وحملَ في قلبِه وتفكيرِه وصلاتِه، وقال:"لم يكنِ الإرشادُ الرسوليُّ بحدِّ ذاتِهِ انجيلاً، وليس مُنزلاً بالطبعِ، لكنّه رسَمَ في حينِهِ خارِطةَ طريقٍ لتثبيتِ هويّةِ لبنانَ وتفعيلِها من خلالِ دعوةِ المسيحيّينَ إلى التجدد في الإيمان بمسيرة صلاة وتوبة وارتداد من جهة، ودعوة المسيحيين والمسلمين والدروز إلى التعاون والتفاهُمِ والاعتراف الحقيقي بالحريات الجوهرية من جهة أخرى. إنه بمثابة دستورِ حياةٍ للبنانَ في كل أطيافِهِ ومكوّناتِه."

وفي ختام المؤتمر ، تلا الراهب المريمي الأب مارتن عيد نص البركة الرسولية للبطريرك الراعي و التي شملت الاب عبود.

بعد ذلك زارت الوفود الرسمية كنيسة الدير الاثرية حيث اطلعت على الارث الكنسي التاريخي للرهبنة، واستمعت الى شرح مفصل من الاب مارتن عيد حول تاريخ الدير والمخطوطات الموجودة فيه.

حلقات حوار: ثم شاركت الشبيبة في حلقات حوار حول مواضيع تحاكي تطلعات الشبيبة، ك"فن المناقشة" مع الاعلامي ماجد بو هدير، و"المسرح والتلفزيون في خدمة الهوية اللبنانية" مع البروفسور لينا جبران ، وموضوع  "الفن ساحة مشتركة"  مع الكاتب والمخرج والاستاذ الجامعي جيسكارلحود ، و"الكوميديا والانتقاد البناء" مع الاستاذ الجامعي نبيل عساف، و" كيف نبني بيتنا المشترك" مع الشدياق جاد مفرّج من "جمعية أديان".

توصيات: وبعد ورش العمل، صدرت عن المؤتمرين توصيات  طالبت ب"الحفاظ و حماية التنوع الديني الذي يتمتع به لبنان باختلاف طوائفه، اهمية التعايش حتى في الازمات والظروف غير المستقرة، من خلال التعاون بين  الاطراف والمواطنة اللبنانية كافة، التغلّب على الطائفية السياسية هو أمر مهم من أجل أن يرقى البلد إلى مستوى الطموح في أن يصبح دولة مدنية تقوم على سيادة القانون، اضافة الى تفكيك شبكة الولاءات الدينية المتطرفة والتركيز على المواقف الاجتماعية المشتركة لتعزيز آفاق المواطنة والعيش المشترك، اقامة مجتمع شمولي يمكن أن ينمو في ظلّه التنوع الديني الموجود والناشىء بكل حرية ومن دون أي تمييز لبناء بيتنا المشترك، الاحترام المتبادل يولد الثقة المستدامة عبر الحدود الدينية والطائفية والسعي لتوسيع نطاق التعاون بين الأديان،  الالتزام بالحوار بين الأديان وتعزيز روح العيش المشترك والتعاون وإظهار باشكال متعددة الاهتمامات المشتركة كالسياسة والفن، والخدمات الاجتماعية، والانتماء للوطن،  من اهم العوامل التي سمحت بالحفاظ على تماسك البلاد هي المواطنة اللبنانية المشتركة و ليس المعتقد ديني او الطائفي الواحد وهذا العامل يساعد بالحفاظ على البنية المدنية و تطويرها،  صون التنوّع الديني وتنميته في وجه التهديدات الخارجية وفي ظلّ التحديات الداخلية، والاستعداد لإجراء إصلاحات والجرأة في الوقوف بوجه الاعتداءات التي تطال العيش المشترك".

وفي الختام رفعت صلاة مشتركة جمعت المرجعيات المسيحية والاسلامية.