لمسات أخيرة على التحضيرات الامنية لـ15 ايار يُقابلها ترهيبٌ ومسيّرات!
تشنّج يرافق زيارة باسيل لعكار.. والنزوح في صدارة الاهتمام الرسمي
لفتة فرنسية رئاسية للبنان وجيشه.. جعجع لماكرون: ساعدونا..الهئيات ترفض خطة التعافي
المركزية- شللٌ تام أصاب الحركةَ السياسية الرسمية في "ويك أند" عيديّ الفطر والعمال. وحدها الماكينات الانتخابية بقيت شغالة وبقوة، استعدادا للانتخابات التي تُعقد اولى جولاتها الاغترابية الجمعة المقبل والثانية الاحد، على وقع لمساتٍ أخيرة تضعها أجهزة الدولة المعنية بمواكبة الاستحقاق في الداخل، على تحضيراتها لليوم الكبير. ورغم ان كل المؤشرات تدل على ان الانتخابات حاصلة في موعدها، الا ان القلق لا يزال موجودا من خضّةٍ ما، يُمكن ان تطيحه، ومن خربطات أمنية في المناطق، وقد شهدت الصرفند فبعلبك – الهرمل وصولا الى جبيل اليوم، نماذجَ عن الترهيب والتهديد اللذين تمارسهما قوى الامر الواقع ضد معارضيها، واللذين إن لم يُطيّرا الانتخابات الا انهما يعوقان التصويتَ الحرّ ويؤثّران على النتائج.
الامن المركزي: غداة اجتماع المجلس الاعلى للدفاع في بعبدا الذي عرض للتحضيرات للانتخابات، اجتماعٌ ثان للغاية عينها، عقده اليوم مجلسُ الامن المركزي في وزارة الداخلية. على الاثر، اكد وزير الداخلية بسام مولوي أن الأجهزة الأمنية جاهزة بشكل تام لاتخاذ التدابير اللازمة حفاظاً على الاستقرار والهدوء في يوم الانتخابات. وقال إن "المجتمعين اكدوا ضرورة منع التجمعات الكبيرة التي قد تؤدي إلى خلل أمني ووقف الأنشطة الرياضية والمباريات". واكد أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والمعلومات ستكون موجودة بشكل دائم لتفيدنا بكل الأمور التي نحتاج إليها، ونؤكّد جهوزية القوى الأمنية اعتباراً من اليوم لمتابعة كل الأمور بتفاصيلها. ولفت الى "اننا سنعطي كل التعليمات اللازمة لكل البلديات لتكون بتصرّف المحافطين والأجهزة الأمنية التي نحددها للقيام بعمليات معينة ومحددة لإنجاح العملية الانتخابية".
مسيّرة في قرطبا: وليس بعيدا من الخط الانتخابي – الامني، غرد رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس عبر "تويتر" كاتبا: حلّق drone فوق منزلي في قرطبا الساعة 7 و15 دقيقةً صباحًا، معلومة برسم القوى الامنية". وسأل "من يحقّ له تسيير كاميرات تصوير فوق بيوت الناس، خاصة في لحظة انتخابية حادة وفي منطقة حامية؟ لا أتهم أحد، من حقّي أعرف".
تشنج في عكار: في الموازاة، تسبّبت زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى عكار، بتشنّج في المنطقة. ومع ان الاحتجاجات على الزيارة بدأت أمس واستمرّت اليوم، عبر قطع طرقات في بعض البلدات وحرق صور لباسيل، تمكّن الاخير اليوم من الوصول الى المنطقة، رغم وقوع اشكالات وسقوط عدد من الاصابات.
منشور البخاري: وسط هذه الاجواء، وبعد استعادة نشاطه اللبناني إثر عودته الى بيروت، لفت منشور للسفير السعودي وليد البخاري عبر "إنستغرام" تحدث فيه عن الوفاء، كاتبا "أعظم وفاء هو وفاء الأحياء للأموات…". ولم تستبعد مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية" ان يكون البخاري يحث الناس على الوفاء لمَن استشهدوا.
النزوح في الواجهة: على صعيد آخر، بقيت قضية النزوح السوري الى لبنان تتصدر الاهتمام الرسمي. وبينما يصرّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" على رفع الصوت في هذا الملف، لانه في نظره اكبر مسببات الازمة الاقتصادية الراهنة، ويسعى الى تحقيق خرق فيه قبل مغادرته قصر بعبدا، إجتمع وزير الشؤون الإجتماعيّة هكتور حجّار صباحاً بممثّل مكتب المفوضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين في لبنان أياكي إيتو لتسليمه الموقف الرسميّ للحكومة اللبنانية بعد إجتماع اللجنة الوزاريّة المكلّفة الملف امس. وأكّد حجّار خلال الاجتماع أن "الدولة ملتزمة مبدأ عدم الإعادة القسرية للنازحين، ولكن الوضع لم يعد يُحتَمَل ولم تعد الدولة اللبنانية قادرة على تحمّل كلفة ضبط الأمن في مخيّمات النازحين والمناطق التي ينتشرون فيها، ولا أن تحمل وزر هذا الملف من أجل مصلحة دولٍ أخرى". أضاف "لطالما تلقّت الدولة اللبنانية مساعدات أقلّ من الحاجات التي يصُرّحَ عنها سنوياً، وتكبّدت الدولة اللبنانية خسائر كبيرة على مدى سنوات، جرّاء استفادة النازحين من دعم الدولة لسلع أساسية كالدواء والخبز والمحروقات بالإضافة إلى إكتظاظ السجون والأعباء المترتّبة عنه، ناهيك عن التفلّت الأمني ومنافسة اليد العاملة اللبنانية ومسؤوليّة ضبط الحدود لمكافحة الهجرة غير الشرعيّة". ويفترض ان يُتابع درس هذا الموضوع خلال جلسة مجلس الوزراء المقرّرة الأسبوع المقبل في السراي.
زورق جديد: وكان الجيش اللبناني حال دون مأساة أخرى من مآسي "قوارب الموت"، حيث أعلنت قيادة الجيش أن دورية من مديرية المخابرات في طرابلس أوقفت، أمس الجمعة، مواطنين أثناء تحضيرهم لتهريب حوالي 85 شخصاً عبر البحر بطريقة غير شرعية، في وقت تواصلت عمليات البحث عن مفقودي مركب طرابلس لليوم السادس على التوالي، فيما دعا مجلس الدفاع الأعلى إلى تكثيف الاجتماعات بين الأجهزة الأمنية لاتخاذ القرارات المناسبة بسياق التحضير للانتخابات ومواكبتها وبعدها.
لفتة بارزة: من جهة ثانية، برزت اليوم لفتةٌ فرنسية ايجابية تجاه لبنان تؤشّر الى استمرار الرعاية الفرنسية لبيروت ولجيشها ايضا، غداة انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لولاية جديدة في الاليزيه. فقد زار ماكرون والسفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو أحد العسكريين في الجيش اللبناني يتلقى العلاج في أحد مستشفيات باريس، بعد إصابته بجروح بالغة العام الماضي، خلال عمليّة دهم لقوة من مديرية المخابرات في البقاع لتجّار مخدرات.
جعجع لماكرون: على الضفة نفسها، أبرق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مهنئاً الرئيس ماكرون باعادة انتخابه، وتوجه اليه "أهنّئكم شخصياً ، ومن خلالكم اهنّئ المسار الديمقراطي الذي بات مهدداً في أكثر من منطقة في هذا العالم ليطال التهديد ابواب اوروبا قاطبةً. وإنني أغتنم هذه المناسبة لأثمّن التزامكم تجاه وطني لبنان وتجاه الشعب اللبناني في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها. فإلى جانب المشكلات البنيوية والمتمثلة بهيمنة حزب الله من جهة وتفشّي الفساد من جهة ثانية، أضيفت اليها جائحة كورونا وكارثة انفجار المرفأ. ولم يعد لبنان ولا اللبنانيون قادرين لوحدهم على مواجهة التداعيات الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية وحتى المؤسساتية". واضاف "البعض يرى لبنان رسالة، والبعض الآخر يراه نموذجاً للعيش المشترك، ويعتبره آخرون ملتقى للحضارات. لعلّهم جميعاً على صواب. لكنّه في نهاية المطاف وطنٌ للملايين من اللبنانيين الذين يتوقون الى ابسط الحقوق في الاستقرار والازدهار والسعي الى العيش الكريم في دولة قانون تحكمها مؤسسات فاعلة. وحيث انّني أشعر بواجب تحقيق هذه التطلعات المشروعة ، أناشدكم بالتالي المساعدة لهذه الغاية".
عيد العمال: في الاثناء، يحل عيد العمال فيما اوضاعهم في الحضيض، وفي ظل انهيار مالي واجتماعي وخدماتي شامل. ولمناسبة الاول من ايار قال الاتحاد العمالي العام "جرت العادة ان نحتفل بهذه المناسبة النضالية التاريخية في مقر الاتحاد أو بتجمعات ولقاءات في المناطق لكننا في هذه الظروف نرى أن أي لقاء أو اجتماع لا يؤتي ثمارا ونتائج ايجابية للعمال وللفقراء في هذه المرحلة الصعبة يصبح من باب تسجيل المواقف ومحاولة تثبيت الوجود التي لا تغني ولا تثمن". أضاف "خلال سنتين نقلت الطغمة المالية والاقتصادية والسياسية الظالمة البلاد والمجتمع الى أسفل القاع. فقد أطبقت مافيات النفط والدواء والمواد الغذائية والاحتكارات المالية على حياة الناس وعلى اقتصاد البلاد فدمرت الأجور في القطاعين العام والخاص وصادرت أموال المودعين وجعلت المواطن متسولا أمام أبواب الأفران والصيدليات والمستشفيات، وقضت على عشرات الآلاف من الوظائف وفرص العمل". واذ دعا "جميع المتضررين من عمال وموظفين في القطاعين الخاص والعام وفي المهن الحرة (...) الى مؤتمر عام يواكب هذا الانهيار الخطير"، اردف البيان " لا نرى من الصواب وضع مشروع موازنة مفخخة بالضرائب والرسوم والكابيتال كونترول لصالح المصارف قبل خطة التعافي التي كان يجب أن تسبق البندين السابقين".
الهيئات ترفض الخطة: ليس بعيدا، عقدت الهيئات الاقتصادية اجتماعا في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، للبحث في التطورات ولا سيما خطة التعافي التي باتت في حكم المرجأة الى ما بعد الانتخابات. وأسفت في بيان لـ"ضياع أكثر من سنتين ونصف سنة على الأزمة الاقتصادية من دون البدء بتنفيذ أي خطة لإعادة البلد الى مسار التعافي والنهوض، على العكس استمر النزف على كل المستويات وارتفع منسوب المعاناة الاجتماعية والمعيشية والحياتية ومعدلات الفقر والبطالة والهجرة، وباتت الهوية والكيان في خطر حقيقي". وأعلنت "عدم الموافقة على خطة التعافي الحكومية المسربة لجهة شطب جزء كبير من الودائع وتحميل خسائر الدولة للمودعين، وأنها شكلت فريق عمل من الهيئات يعاونهم عدد من الخبراء الاقتصاديين والمتخصصين لإجراء قراءة متأنية ومعمقة لهذه الخطة، ووضع ورقة اقتراحات وأفكار بديلة للتعافي والنهوض، على أن تطلع الرأي العام عليها عند جهوزها".