Apr 27, 2022 6:49 AM
صحف

المساعدات تعزل الطبقة الحاكمة قبل الانتخابات... فكيف بعدها؟

نجحت المساعي الفرنسية في إطلاق الصندوق الذي يشمل ستة قطاعات أساسية: مساعدات إنسانية. توفير الأمن الغذائي. مساعدات في مجال الصحة، التربية، الزراعة والأجهزة الأمنية والعسكرية.

في هذا السياق، لا بد من العودة بالعلاقات اللبنانية مع فرنسا والسعودية إلى العام 2017، عندما استقال الرئيس سعد الحريري من الرياض. حينذاك تدخلت فرنسا بكل قوتها لإنهاء الأزمة. جاء بعدها مؤتمر سيدر والذي خصص مساعدات على شكل قروض للبنان، للاستثمار في البنى التحتية وغيرها، مع شروط الإصلاح التي لم تتوفر. كان يُنظر إلى مؤتمر سيدر على أنه مشروع استثماري كبير، تسعى باريس من خلاله إلى إعادة احتواء الأزمة اللبنانية.

على وقع الانهيار، وفي ظل انعدام الاهتمام الخليجي والسعودي بلبنان، جاءت المبادرة الفرنسية بعد تفجير مرفأ بيروت، لكنها تعرضت إلى نكسات كبيرة بحسب "المدن". وساءت العلاقات السعودية- اللبنانية بفعل تصريحات الوزراء، وآخرها تصريح جورج قرداحي الذي ضغط الفرنسيون بكل قوتهم لاستقالته. ونجح ماكرون بذلك قبل زيارته السعودية، ووفّر اتصالًا بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. كان الموقف السعودي- الفرنسي المشترك واضحًا لجهة تبني الشروط السعودية. وصدر البيان المشترك، وجاءت المبادرة الكويتية بشروط محددة. وعلى أساس التدخل الفرنسي، تقررت عودة السفراء الخليجيين إلى بيروت.

صندوق بعيد المدى 
والعودة أبعادها متعددة: استعادة الحضور، تفاهم فرنسي- سعودي، تكريس الملف اللبناني من حصة السعودية بالتنسيق مع دول الخليج ومصر، وإطلاق مشروع الصندوق المشترك. ولا تخفى العودة السياسية أيضًا، من خلال نشاط السفير السعودي وليد البخاري الذي يكثف لقاءاته وإفطاراته للسفراء العرب والأجانب ولشخصيات سياسية ومرجعيات روحية. وهي لا تنفصل عن المسار الانتخابي، ولا عن مرحلة التحضير لما بعد الانتخابات النيابية.

الصندوق بعيد المدى. وهو لا ينفصل عن مسار بحث لبنان عن تسوية سياسية كبرى، تقوده إلى الخروج من هذه الأزمة. وهذا ما يحاول الفرنسيون طرحه في لقاءات ديبلوماسية تعقد مع شخصيات متعددة الاتجاهات والاهتمامات، بحثًا عن أفكار يمكن العمل عليها في المرحلة المقبلة.

ما يريده الفرنسي هو موطئ قدم له معززة في لبنان، لإقامة جسر بين الإيرانيين والسعوديين. فباريس تسعى لتفاهم بين السعودية وإيران حول لبنان، نظرًا لموقعه في المنطقة، وقربه من سوريا، حيث تسعى باريس لدور من خلال شركة cma cgm التي تعمل في مرفأ بيروت، وتريد التمدد نحو مرفأ اللاذقية. 

وأسفرت تطورات ما قبل عيد الفطر السعيد، بعد أيام قليلة، فاصلة بين الفصح الشرقي والفطر عن ملامح تخص المرحلة المقبلة:
1- تقدُّم برنامج المساعدات العربية والدولية للبنان، والتي كان أبرزها توقيع اتفاق إطار بين المملكة العربية السعودية وفرنسا لدعم الشعب اللبناني بقيمة 72 مليون يورو مناصفة بين الجانبين، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تكشف عن مساعدات نقدية للقوى الأمنية والعسكرية شرط ان تحظى بموافقة الكونغرس، فضلاً عن مساعدات من مجلس التعاون الخليجي، تتقدمه المملكة العربية السعودية أيضاً.
2- والبارز على صعيد المساعدات كما جاء في "اللواء"، اشتراط عدم مرورها عبر مؤسسات الدولة، الأمر الذي يعني ان لا رهان دولي أو عربي على الطبقة الحاكمة، أو لا ثقة بها على أقل تقدير..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o