Apr 08, 2022 5:12 PM
تحليل سياسي

سفراء الخليج يعودون واليمن تنضم ...ترحيب لبناني واسع بالخطوة الواعدة
روسيا تشكر لبنان على امتناعه وتعد بمساعدات نفطية والكابيتال كونترول الى اللجان
الراعي: زيارة عون للفاتيكان ناجحة وسلامة: نملك ثاني اكبر احتياط ذهب عربيا

المركزية- ارخى المناخ الانفراجي بفعل حدثي يوم امس المتزامنين بثقله على الساحة اللبنانية، فتنوعت الاخبار بين مرحبين بالعودة الدبلوماسية الخليجية الى بيروت وقد ترجمت اليوم بوصول سفراء المملكة العربية السعودية والكويت على ان يعود ايضا سفير اليمن، وقارئين في توقيتها وابعادها، عشية الانتخابات النيابية ، وبين مفندي الاتفاق الاولي مع صندوق النقد الدولي ومن غاص منهم في تحليل ما تضمن سلبا او ايجابا.

وبين الحدثين، وقفة مع موقف لبنان "السهل الممتنع " عن التصويت على قرار طرحته الدول الغربية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف ويقضي بتعليق عضوية روسيا في المجلس، لكونه شكل موضع ترحيب واسع من موسكو التي اثنت عليه بحسب معلومات "المركزية" من خلال اتصال مباشر ، واعدة بترجمة الشكر عمليا على الارجح من خلال دفعة مساعدات نفطية.

العودة الخليجية: العودة الخليجية الى بيروت  اذا كانت الحدث الابرز اليوم. فغداة اعلان السعودية والكويت ارسال سفيريهما من جديد الى لبنان، وصل اليوم السفير السعودي وليد بخاري ونظيره الكويتي عبدالعال القناعي الى بيروت، كما  أعلن اليمن عن عودة سفيره لممارسة مهامه الدبلوماسية في بيروت، وذلك استجابة لإعلان الحكومة اللبنانية، التزامها وقف كل الأنشطة والممارسات والتدخلات العدوانية المسيئة للدول العربية، وتماشياً مع الجهود المبذولة لعودة لبنان لعمقه العربيوعبرت وزارة الخارجية اليمنية في بيان لها عن تطلعها لتعزيز العلاقات مع الجمهورية اللبنانية، وبما ينسجم مع العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، مجددة تأكيد موقف اليمن الداعم لكل ما من شأنه الحفاظ على أمن الجمهورية اللبنانية واستقرارها.

تعليق اول: وكان البخاري نشر صورة تجمع علمَي لبنان والسعودية، عبر حسابه على “إنستغرام”، في خطوة لافتة تؤكد العودة الخليجية إلى بيروت. وهذه الصورة تُعَد التعليق الأول للبخاري على خطوة السعودية بالأمس.

ترحيب واسع: في الداخل ترحيب كبير. فقد رحبت وزارة الخارجية والمغتربين بإبلاغها رسميا" بعودة سفير الكويت عبد العال القناعي الى مركز عمله في بيروت، وقدرت "عاليا الجهود كافة التي بذلتها الدبلوماسية الكويتية لمد جسور الحوار والتواصل مع الأشقاء في دول الخليج". وقالت الخارجية في بيان اصدرته : يجمعنا بالكويت تاريخ طويل من المواقف المشرفة والاحترام المتبادل، وننتهز هذه المناسبة لشكر وتقدير الدور الكويتي المنفتح والبناء الهادف الى صون وتعزيز العلاقات بين  الاشقاء العرب كافة.

دريان: بدوره، رحب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بقرار وزارة خارجية المملكة العربية السعودية عودة سفير خادم الحرمين الشريفين وليد بخاري، وبقرار الحكومة الكويتية عودة سفيرها عبد العال القناعي إلى بلدهما الثاني في لبنان. واكد في بيان ان "قرار العودة الخليجية العربية يؤسس لمرحلة جديدة من الأمل والثقة بمستقبل لبنان العربي الهوية والانتماء والمتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية الشقيقة، والتزامه تحقيق الإجراءات المطلوبة استجابة وتجاوبا مع المبادرة الكويتية الخليجية". ورأى أن "العودة الخليجية العربية الى ربوع لبنان تزامنت مع إعلان التوصل الى اتفاق مبدئي بين لبنان وصندوق النقد الدولي، مما أشاع أجواء إيجابية على الساحة اللبنانية كان لها صدى لدى اللبنانيين الذين ينتظرون بوادر الانفراج للتوجه نحو الخطوات الأولى".

المستقبل: من جانبه، رحب "تيار المستقبل" بقرار القيادتين السعودية والكويتية باعادة سفيرهما الى بيروت. ورأى في بيان "في هذه الخطوة فرصة لتأكيد التزام الدولة اللبنانية بتعهداتها تجاه الاشقاء في الخليج العربي والتوقف عن استخدام لبنان منصة سياسية وامنية واعلامية للتطاول على دول الخليج وقياداته". وأمل أن "يشكل هذا القرار خطوة على طريق فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية - الخليجية، وتنقيتها من الشوائب التي اعترتها في الفترة الماضية". واكد ان "لبنان البلد العربي الهوية والانتماء، سيبقى عصياً على كل الأطماع، وعروبته مسألة لا ترتبط بعودة السفيرين، وليست معلقة على اي اجراء سياسي او ديبلوماسي، فعروبتنا عنوان هويتنا وانتماء شعبنا، والاشقاء العرب مؤتمنون على حمايتها ورفض كل الدعوات للاخلال بها".

الاقتراع واجب: في السياق الانتخابي ، أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا  ان "الاقتراع واجب دستوري وإذا اراد اللبنانيون فعلاً التغيير فيجب أن يصوّتوا للأشخاص الذين يعتبرون أنّهم سيقومون بالتغيير ويُلبّونهم بصرختهم والتغيير يبدأ في صناديق الاقتراع".  وأشار الراعي إلى أن "الولاء يجب أن يكون للبنان وهكذا يُمكن خلق الوحدة الوطنية ولطالما انتقدتُ حكومات الوحدة الوطنية عندما يجتمع الأضداد على نفس الطاولة". 

زيارة البابا: اما على خط الاستعدادات لزيارة البابا فرنسيس الى بيروت، فأكد الراعي ان زيارة الرئيس عون الى الفاتيكان كانت ناجحة، والبرهان القرار الذي اتخذه قداسة البابا بزيارة لبنان في حزيران المقبل، مشيراً الى أننا "نتطلع الى اليوم الذي سيأتي فيه البابا الى لبنان بعدما يتم تحديد تاريخ الزيارة وبرنامجها." ولفت البطريرك الراعي الى أن قداسة البابا سيحمل معه كلمة رجاء الى لبنان وسيؤكد للبنانيين ان بعد هذا الليل الطويل الذي يعيشونه سيكون هناك فجر، كما انه سيشدد على قيمة لبنان وينوّه بدوره وبتعدديته وديموقراطيته.

الاعمال مع الصندوق ستتواصل: على صعيد آخر، وغداة توقيع اتفاق اولي بين لبنان وصندوق النقد الدولي، اشار الراعي الى ان "الرئيس عون ابلغني انه تم الاتفاق مع صندوق النقد على مراحل وخطة الاصلاح واكد ان كل شيء جاهز والحكومة ستباشر بتقديم قوانين ومجلس النواب مستعد للمباشرة في عمله، وسألته بعد الانتخابات الحكومة ستصبح حكومة تصريف اعمال، لكنه اكد ان الاعمال ستتواصل". 

قانون الكابيتال كونترول: في السياق، أحال رئيس مجلس النواب نبيه بري مشروع القانون المعجل الرامي الى وضع ضوابط إستثنائية وموقتة على التحاويل المصرفية والسحوبات النقدية (الكابيتال كونترول) الى اللجان المشتركة .

حدث ايجابي: ليس بعيدا، أعرب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن أمله في "تلبية الشروط المسبقة التي يحدّدها صندوق النقد الدولي في اتفاق على مستوى الخبراء، مع لبنان من أجل الحصول على موافقة المجلس التنفيذي للصندوق على برنامج". وقال لـ"رويترز": الاتفاق مع صندوق النقد حدث إيجابي للبنان، وسيساهم في توحيد سعر الصرف. وأضاف: المصرف المركزي تعاون مع الصندوق وسهّل مهمّته.

احتياطي المركزي: ماليا ايضا، أكد سلامة "أن احتياط الذهب لدى البنك بلغت قيمته 17.547 مليار دولار أميركي حتى نهاية شهر شباط الماضي، ليحافظ لبنان على موقعه كصاحب ثاني أكبر احتياط من الذهب في المنطقة العربية بثروة تقدر بحوالي 286 طنا من الذهب". وقال سلامة في تصريح لـ "مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط" في لبنان "إن إجمالي الاحتياط النقدي من العملات الأجنبية بلغ 12 مليارا و748 مليون دولار حتى نهاية شهر شباط الماضي". أضاف:" أن حجم محفظة الأوراق المالية المملوكة لمصرف لبنان بلغت حتى نهاية شهر شباط الماضي 4 مليارات و197 مليون دولار والتي تشمل سندات اليورو بزيادة طفيفة عن شهر كانون الثاني الماضي". وأوضح "أن تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج بلغت حوالي 6 مليارات و400 مليون دولار خلال عام 2021". وأشار إلى "أن ما أصاب القطاع المالي بلبنان هو قيد المعالجة في خطة التعافي التي يتم إعدادها من قبل الحكومة اللبنانية بالتعاون مع صندوق النقد الدولي"، مشيدا ب"الاتفاق المبدئي الذي تحقق بين الحكومة اللبنانية والصندوق أمس". وشدد على "أن ما تم تداوله حول إفلاس المصرف المركزي غير صحيح"، مؤكدا "أن المصرف يمارس دوره الموكل إليه بموجب المادة 70 من قانون النقد والتسليف وسوف يستمر في ذلك، على الرغم من الخسائر التي أصابت القطاع المالي في لبنان".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o