Apr 01, 2022 5:09 PM
خاص

معركة دائرة الجنوب الأولى تفرز مفاجآت في التحالفات... والنتائج لأي لبنان نريد؟

المركزية – معضلتان أساسيتان واجهتا عملية التحالف في دائرة جزين-صيدا: الأولى نتيجة رواسب الحرب اللبنانية وقد تطورت مع السنين بفعل تقاعس القوى الصيداوية وتجاهلها لعمقها وجديتها وبالتالي معالجتها وصولا إلى إجراء مصالحة حقيقية. أما المعضلة الثانية فتتمثل بالتصاريح الطائفية والمناطقية التي دأب بعض نواب عاصمة الجنوب صيدا وعروس الشلال جزين على اعتمادها كلغة سياسية للشحن الغرائزي، ناهيك عن الوعود الوهمية التي أغدقها النواب على الناخبين في انتخابات 2018 وأوصلتهم إلى قعر الجحيم. هذا الواقع تظهّر مع بدء التحضيرات لمعركة الإنتخابات النيابية المقررة في 15 أيار، إلا أن قرار التغيير وإعادة وصل العلاقات لدى بعض المرشحين ساهم في كسر جدار الجليد إلى حد ما على أن يتم تذويبه نهائيا في صناديق الإقتراع. 

باب الترشيح الرسمي للانتخابات النيابية في دائرة صيدا-جزين اقفل رسمياً، على 43 مرشحاً يتنافسون على خمسة مقاعد : اثنان للسنة في مدينة صيدا ومارونيان وكاثوليكي في قضاء جزين. ووصل عدد المرشحين في صيدا إلى 20 مرشحاً و23 مرشحاً في جزين، 13 مارونياً و10 كاثوليك. وعشية إغلاق باب تسجيل اللوائح الإنتخابية في 4 نيسان الحالي سُجلت اللائحة الرابعة في دائرة الجنوب الأولى صيدا-جزين تحت عنوان "وحدتنا في صيدا وجزين" وتضم كلا من غادة أيوب أبي فاضل مستقلة عن المقعد الكاثوليكي ومدعومة من القوات اللبنانية ومرشح حزب القوات عن المقعد الماروني سعيد الأسمر والناشط في الحراك المدني وسام الطويل عن المقعد الماروني ويوسف النقيب عن المقعد السني. 

وتحت عنوان "نحن التغيير" أبصرت لائحة جديدة مكتملة النور في دائرة الجنوب الاولى وتضم: العميد المتقاعد جوزف الاسمر، والمحامي سليمان مالك عن أحد المقعدين المارونيين، الدكتور روبير خوري عن المقعد الكاثوليكي، المهندسة هانية الزعتري ومحمد الظريف عن المقعد السني. 

البارز في مشهد انتخابات 2022 في دائرة الجنوب الأولى انفراط عقد التحالفات التي ميزت انتخابات 2018 والخاسر الأكبر بحسب مراقبين هو التيار الوطني الحر الذي سيفقد في هذه الدورة أصواتا من بيئته بعدما لمسوا تقاعسا من قبل نوابهم وتحولا في المسار السياسي والوطني. إلى ذلك خسر التيار البرتقالي أصوات الناخب السني بعد انفراط عقد التحالف مع المستقبل واستكملت بغياب التيار الأزرق عن المشهد الانتخابي التزاما بقرار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري تعليق عمله السياسي والعزوف عن الترشح او دعم أي مرشح، وهو ما التزمت به رئيسة كتلة "التيار الازرق" النائب بهية الحريري التي مثلت احد المقعدين السنيين في صيدا على مدى ثلاثة عقود من دون اي انقطاع، وعدم رغبة مرشح الجماعة الاسلامية إضافة إلى الدكتور عبد الرحمن البزري تكرار تجربة التحالف مع التيار إذ شكّلا رافعة له فقط. وعلى رغم صمود التحالف الإنتخابي بين التيار وحزب الله إلا أن خروج التيار البرتقالي من لائحة التحالف مع الثنائي الشيعي في جزين لاعتبارات عديدة أبرزها عدم الرضى والقبول الشعبي يؤشر إلى بروز مفاجآت عند فتح صناديق الإقتراع ليل 15 أيار. 

المرشحة المستقلة عن المقعد الكاثوليكي في جزين والمدعومة من القوات اللبنانية غادة أيوب أبو فاضل أشارت عبر "المركزية" الى أن "عنوان اللائحة التي تضمها والأسمر والطويل والنقيب ليس مجرد شعار "فهذه اللائحة ستكون منطلقا لإعادة مد الجسور بين عروس الشلال جزين وعاصمة الجنوب صيدا التي تقطعت أوصالها لعدة ظروف" ولفتت "إلى الإهمال الذي عانته هذه الدائرة طيلة أعوام إضافة إلى سيطرة قوى الأمر الواقع. من هنا نتوجه إلى أبناء صيدا وجزين للمشاركة والإقتراع  بكثافة وعدم الرضوخ لأجواء الخيبة التي تحاول بعض القوى تعميمها سواء من خلال بث أخبار عن عدم إمكانية التغيير أو عدم حصول الإستحقاق في موعده وحتى لا يبقى صوت الجنوبي مهمشا". 

قد لا يكون التغيير على مستوى قرار السياديين، والكل مدرك لهذا الواقع. إلا أن رفع الصوت المطالب بكسر حلقة منظومة الممانعة واستعادة السيادة وحصر السلاح بيد الشرعية وعودة لبنان إلى حضنه العربي الطبيعي كاف كخطوة أولى لدخول نواب سياديين إلى البرلمان للإجابة على السؤال أي لبنان نريد؟ وفي هذا السياق سجل دخول المهندس يوسف النقيب كمرشح على لائحة "وحدتنا" بعد سحب رجل الأعمال مرعي أبو مرعي مرشحه نهاد الخولي لصالح المهندس يوسف النقيب خطوة جريئة وتأكيدا على قرار الصوت السني لخط السيادة والحياد والعيش المشترك". وتختم أيوب: "الإقتراع يوم 15 أيار سيكون لمشروع لبنان السيادة وليس لمرشح مستقل أو مدعوم من حزب أو تيار أو طائفة. وعلى الناخب الجزيني والصيداوي أن يقرر أي لبنان يريد وليس أي مرشح، فهذه فرصتنا الأخيرة وأنا على ثقة ويقين بأن نتائج الفرز ستظهر الكثير من المفاجآت لأن الناخب أدرك أنه لم يعد يملك إلا هذا الخيار بعدما خسر كل شيء ولم يبق أمامه سوى فرصة واحدة: إختيار نواب يمثلون هويته الحقيقية وهذا لا يتحقق إلا من خلال المشاركة الكثيفة في 15 أيار". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o