Jun 08, 2018 7:27 AM
صحف

مهمة صعبة للحريري: احتواء تعقيدات الداخل والخارج!

مع ان كل المؤشرات المباشرة توحي بان تأليف الحكومة لن يصطدم بعراقيل كبيرة من شأنها تعطيل العملية او تأخيرها الى امد طويل فإن أوساطاً سياسية مطلعة قالت لـ"النهار" أمس انه لن يكون سهلاً على رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري احتواء التعقيدات التي تكتنف مهمته بالسرعة المتوخاة، لان طبيعة المرحلة المقبلة التي ستتولى خلالها الحكومة الجديدة ادارة البلاد تتسم بطابع دقيق استثنائي داخليا واقليميا الامر الذي سيكسب التركيبة الحكومية المقبلة أبعاداً مهمة وبارزة وسط انطباعات واسعة ترجح ان يكون عمر الحكومة الجديدة مديداً ما لم تطرأ تطورات استثنائية تخالف هذه الانطباعات. 
وأوضحت الاوساط انه تبعاً لهذا المناخ فإن تأليف الحكومة سيتجاوز موضوع توزيع الحصص والحقائب الى البعد الذي سيكتسبه منح كل فريق حقائب محددة ضمن استراتيجية كبيرة تتناول آفاق التزام لبنان العملية الاصلاحية التي تعهدتها الحكومة الحالية في مؤتمر "سيدر" بباريس، كما ستدخل في حسابات تأليف الحكومة الآفاق السياسية الداخلية والاقليمية والدولية التي لا يمكن القوى السياسية اللبنانية تجاهل آثارها على لبنان في أي استحقاق دستوري أو سياسي أو امني أو اقتصادي. 
ولفتت على سبيل المثال الى تزاحم استحقاقات لا بد من مواجهتها بحكومة وصفها الحريري بانها فريق عمل لمصلحة لبنان ومن أبرزها تنفيذ التزامات مؤتمر "سيدر" والاستعداد للبدء بمواجهة ملف المفاوضات في شأن الحدود البرية والبحرية مع اسرائيل وكذلك التعامل الجدي مع انتقال اعداد من اللاجئين السوريين الى بلادهم. كما تدرج الاوساط في خانة الاولويات الكبيرة التي سيتعين على الحكومة الجديدة مواجهتها معاودة الحوار الداخلي في شأن الاستراتيجية الدفاعية التي بدا لافتاً أن "تكتل لبنان القوي" وضعها في خلوته قبل أيام ضمن أولوياته بما يعني مساندة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في تعهده المتكرر في الفترة الاخيرة ان يضع هذا الملف على سكة الحوار. 
لكن بعض المناخات السياسية السلبية ظلّلت عملية تأليف الحكومة بتعقيدات يصعب تجاهلها، خصوصاً في ظل ازدياد ملامح التوترات بين الفريقين المسيحيين الكبيرين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. وتأتي هذه المناخات لترسخ الانطباعات عن ان العقدة المسيحية ستكون أبرز العقد التي سيتعين على رئيس الوزراء المكلف حلها للانطلاق نحو انجاز تأليف الحكومة. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o