Mar 31, 2022 1:11 PM
خاص

تسوية النزاع اليمني: مؤشرات ايجابية ولكن!

المركزية- هل دخل الصراع اليمني مرحلة التهدئة استعدادا للتسوية التي يمكن ان تبصر النور اذا ما توصّلت مفاوضات فيينا الى اتفاق نووي جديد بين ايران والغرب؟ ام ان التصعيد لا يزال الخيار الايراني الاول في انتظار ما ستسفر عنه المحادثات في العاصمة النمساوية؟ في الساعات الماضية، سُجّلت مؤشرات متناقضة في شأن مستقبل النزاع الدموي المتمادي فصولا منذ سنوات، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

أمس، انطلق مؤتمر حول اليمن، برعاية مجلس التعاون الخليجي في مقر الأمانة العامة في الرياض، على أن يستمر حتى السابع من نيسان المقبل، في حضور اممي وعربي وغربي. الا ان ما أضعف وهجه كان غياب الوفد الحوثي عنه حيث قرر مقاطعة الحوار مع الفريق اليمني الآخر، معترضا على "مكان" المحادثات لا على مبدأ حصولها، وقد اعلن منذ ايام انه كان يفضّل ان تكون "دولة ثالثة حيادية" تحتضن الحوار الذي من المقرر ان يناقش 6 محاور، من بينها العسكرية والسياسية والإنسانية والتعافي الاجتماعي. كما تهدف المشاورات إلى فتح ممرات إنسانية وتحقيق الاستقرار.

على اي حال، اصر الجانب الخليجي على ابقاء يده ممدودة. وفي كلمته في افتتاح المشاورات، قال الأمين العام للمجلس نايف الحجرف، إن "اتفاق الرياض يشكل خارطة طريق في اليمن واستكمال بنوده مطلب يمني". واعتبر أن "الحل السلمي هو السبيل الوحيد للأزمة في اليمن"، كما رأى أن "المشاورات اليمنية تمثل منصة لتشخيص الواقع لنقل البلاد من الحرب إلى السلم،، فالحل يمني وبأيدي اليمنيين". وشدد الحجرف على أن "نجاح المشاورات اليمنية ليس خيارا بل واقع يجب تحقيقه"، مضيفاً "نأمل أن تمثل المشاورات فرصة لتحقيق السلام في اليمن". ورأى أن "جهود المجتمع الدولي تشكل دعما دوليا لإنهاء الصراع في اليمن"، كما ثمّن استجابة تحالف دعم الشرعية باليمن لدعوة وقف إطلاق النار، مؤكداً أنها "مشكورة وداعمة".

بادرة حسن نية اضافية اظهرها تحالف دعم الشرعية في اليمن، اذ اعلنت قيادته المشتركة ليل الثلثاء وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني لإنجاح المشاورات وخلق بيئة إيجابية لصنع السلام خلال شهر رمضان بناء على دعوة أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية. واشار المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي الى ان القرار يأتي "دعماً للجهود والمساعي الداعمة للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية، وتحقيق الأمن والاستقرار لليمن الشقيق، والتي تأتي في سياق المبادرات والجهود الدولية برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، والمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، والوصول إلى حل سياسي شامل".

ومع ان الحوثيين المدعومين من ايران قاطعوا مؤتمر الرياض، الا انهم كانوا اعلنوا السبت الماضي هدنة لمدة ثلاثة أيام، وعرضوا محادثات سلام شرط أن يوقف السعوديون غاراتهم الجوية والحصار المفروض على اليمن ويسحبوا "القوات الأجنبية"، علما ان اقتراحهم هذا أتى بعد فترة من التصعيد الذي طال بنيرانه، المملكةَ ومنشآتها النفطية بالمباشر.

ثمة مرونة اذا يُظهرها طرفا الصراع "التحالف" من جهة و"الحوثيون" من جهة ثانية، بشكل او بآخر.. لكن ستكتمل فصولها توصّلا الى تسوية ام ستتوقف هنا؟ على الارجح مسار الازمة سلبا ام ايجابا، ستحدده مفاوضات فيينا، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o