Mar 30, 2022 3:58 PM
خاص

الصين على الخط الروسي- الاوكراني لوقف استنزاف موسكو

المركزية – أشار وزير خارجية الصين وانغ يي خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش لقاء وزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان في تونشي بمقاطعة آنهوي في الصين، الذي يُعقد من 30 إلى 31 آذار الجاري، الى ان "العلاقات الروسية الصينية صمدت أمام تحديات الوضع المتغير بالعالم وحافظت على مسارها الصحيح"، في حين أكد لافروف ان "روسيا والصين وشركاءهما سيتحركون معا نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب وعادل بناء على نتائج "المرحلة الخطيرة التي يمر بها تاريخ العلاقات الدولية". فهل ستساعد الصين حليفتها روسيا للالتفاف على العقوبات؟  

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" ان "الصين تعتمد الحياد الايجابي وأعلنت عن موقفها بالنسبة للحرب الروسية الاوكرانية بأنها ضد الحرب في الاساس في اي منطقة وبالتالي طلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان يتخلى عن عقلية الحرب الباردة والجلوس الى طاولة المفاوضات لأنها الطريق الاسلم لتأمين مطالب كل دولة للوصول الى تحقيق وجود مفهوم الصين القطبي"، معتبراً ان "الصين تؤمن بثقافتها انها غير معنية بالحروب من منطلق أن الحروب ليست الطريق الوحيد او الاسلم التي قد تسلكها من اجل تحقيق قضية عالمية متوازية انما تقوم فلسفتها على النهوض الاقتصادي وبناء التحالفات الاقتصادية لأن هذا العصر هو عصر الاقتصاد والمؤسسات".  

ولفت العزي إلى أن "هذا الحياد الايجابي الذي تعتمده الصين من غير الواضح، بعد مرور أكثر من شهر على المعركة، الى اين سيؤدي. وهل ستنخرط الصين وتقوم بالالتفاف على العقوبات ام انها تتنظر ماذا ستحقق روسيا على الارض وكيف يتعامل الغرب والولايات المتحدة معها؟ بالطبع الصينيون اوعى وأهدأ من الروس وعقليتهم براغماتية، يستطيعون الانتظار ونفسهم طويل جدا ويفهمون ان الوصول الى القطبية العالمية ليس من خلال الاستعراضات العسكرية والعضلات لا بل بالتفكير الاقتصادي والمنافسة، خاصة وأنهم قطعوا شوطا كبيرا في هذا التفكير، وفهموا الرسالة منذ البداية، وأن هذه العملية ليست ضدهم انما ضد الغرب وتحديدا اوروبا لأنهم تخلوا عن اسلحتهم ولم يدفعوا اموالا للترسانة العسكرية وبالتالي جاء الاميركيون وحركوا الروس".  

وتابع: "كما ان الروس كانوا يعولون كثيرا على الالتفاف على العقوبات من خلال الصين لأنهم سيبيعونها النفط والغاز التي هي بحاجة اليه، وهي ستؤمن لهم العملات الاجنبية والمشتريات الخارجية من الاسواق. وبالتالي هم ليسوا بحاجة الى سلاح، بل الى هذه الوسائل الاقتصادية. إلا أن الصين أيقنت أنها في حال حافظت على توازن في العلاقة مع روسيا من جهة والغرب من جهة ثانية، فإن من شأن ذلك ان يصبّ في مصلحتها، خاصة وأن ميزان التجارة العالمية للصادرات الصينية مرتبط بالولايات المتحدة وبدول اوروبية وهي لا تريد في هذا الوقت الصدام والدخول في معركة من اجل أحد. هناك الآلات التكنولوجية والمصانع الاميركية الموجودة في الصين والصادرات التي تقدر بـ 800 مليار دولار سنويا فقط الى اميركا، لذلك، فإن الوقت ليس مناسبا للدخول في صراع لن يحقق للصين اي خدمة، لأن التوتر الاقتصادي لن يكون لصالحها، خاصة ان العالم ما زال في طور الخروج من ازمة كورونا لمدة ثلاث سنوات. لهذا السبب، يبدو ان هناك نوعا من الاتفاق الضمني على ان تلعب الصين دورا رياديا في مصلحة الدولة وأن تعمل جاهدة على ايقاف الحرب بين اوكرانيا وروسيا، كونها هي طرف نظيف غير منحاز وتملك تأثيرا على بوتين ولها علاقة مع الولايات المتحدة وستكون الضامنة لروسيا، والولايات المتحدة ستكون الضامنة للاوروبيين واوكرانيا ومن هنا قد يبدأ النقاش في مرحلتين قادمتين: ما هو الدور الذي ستلعبه الصين الى جانب تركيا واسرائيل والهند في ايقاف هذه الحرب الاقتصادية العالمية التي فُرضت على روسيا وقيدت حركتها بحيث باتت غير قادرة على الاستمرار في هذه الحرب التي ستكون كلفتها باهظة على الروس والاوروبيين ولن تحقق اي مطالب من مطالب روسيا إذ فشلت عمليا في الحملة العسكرية. وبالتالي ستلعب الصين دورا مميزا، لأنها تفكر بطريقة ليبرالية حديثة. وبالتالي، لن تكون البديل للتفلت من العقوبات والالتفاف عليها لأن هذا العمل سيدفع بالشركات العالمية الى محاصرة الصين والخروج منها وبالتالي ستخسر الصين اسواقا كبيرة في العالم وستُفرض عليها عقوبات وتقيد حركتها وبالتالي لن تغامر في هذا الوقت بالذات بالصراع مع الولايات المتحدة".  

وختم: "خطوة روسيا في المستنقع الاوكراني وحّدت الاوروبيين مجددا والعالم حول الولايات المتحدة واعطتها مجددا دورا رياديا وقياديا وابعدت الصين لأنها غير مستعدة اليوم الى المجابهة والدخول في حرب عسكرية مع الولايات المتحدة، وأضعفت روسيا ودفعت بها الى مستنقع استنزاف طويل. وطالما هذه الحرب مستمرة ستكون روسيا مستنزفة وسيتراجع دورها، لذلك المطلوب سريعا انقاذ روسيا بايقاف الحرب ودعوتها الى الطاولة كي لا تنعكس هذه العقوبات على الوضع الداخلي والاقتصادي لروسيا. ولاحقاً، يمكن النقاش في كيفية تخفيف هذه العقوبات والخروج التدريجي منها. فماذا ينفع روسيا اذا احتلت كييف بدون مدنها وشعبها في ظل اقتصاد منهار خاصة وان النصر سيأتي بطعم الخسارة الكاملة لروسيا".  

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o