مغادرة بوتين للسلطة.. بايدن يؤكد موقفه ويتحدث عن غضبه

أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين، موقفه بشأن التصريحات التي قال فيها إن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، "لا يمكنه البقاء في السلطة"، مؤكدا أنه "لن يتراجع" أو يعتذر عنها.

وقال بايدن ردا على سؤال من شبكة "إي بي سي"، قالت فيه المراسلة: "هل تعتقد بما قلته أن بوتين لا يمكنه البقاء في السلطة، أم أنك نادم على ذلك؟ لأن إدارتك تحاول التراجع عن ذلك، هل ساهمت كلماتك في تعقيد الأمور؟".

وأجاب بايدن بالقول: "ثلاثة أسئلة مختلفة سأجيب عنها كلها، أولا: لا أتراجع عن أي مما قلته، وبصراحة الوضع كان أني كنت أعبر عن سخطي على الطريقة التي يتعامل بها، وتصرفات هذا الرجل (بوتين)، إنها وحشية (طالت) نصف أطفال أوكرانيا، كنت قد غادرت للتو بعد لقائي لهذه العائلات".

وأضاف "أود أن أوضح أمرا، لم أشر وقتها ولا الآن إلى ضرورة تغيير السياسة، كنت أعبر عن غضبي، ولن أعتذر عن ذلك"، واستدركت الصحفية بالقول: "تعني مشاعرك الشخصية؟" ليجيب مومئا بالموافقة: "مشاعري الشخصية".

وفيما يخص احتمالية تأثير تصريحاته على مجريات العملية الدبلوماسية، قال الرئيس الأميركي: "لا أعتقد كذلك، نحن في الواقع في وضع قد يتعقد أكثر مع الجهود التصعيدية لبوتين في الانخراط بالسلوكيات المذبحية، التي تدفع بالعالم كله إلى القول: يا إلهي! ما الذي يفعله هذا الرجل؟ هذا ما يعقد الأمور".

وفي طلب للتوضيح من رويترز في المؤتمر الصحفي، قال الرئيس الأميركي: "كنت أعبر أكثر عن الغضب الذي اعتراني تجاه هذا الرجل، ولكن لن أقوم بتفسيره على مطالبة بتغيير السياسة، وأعتقد أنه (بوتين) إن واصل السير على هذا النهج فإنه سيصبح منبوذا عالميا، ومن يعلم ما قد يحصل في الداخل فيما يخص الدعم المقدم إليه".

وفي سؤال حول ما إن كان الرئيس الأميركي يشعر بالقلق من أن تصريحاته قد تساهم في رفع تصعيد الحرب بأوكرانيا، أجاب بايدن: "كلا، على الإطلاق"، مضيفا "أن عددا من الأشخاص سألوني الأمر ذاته، ما كنت لأطرح الموضوع لم لم تسأل، لكن حكومات أخرى ذكرت أنها تعتبر 'مشكلة' وأنني أعمل على تصعيد الوضع، كلا، وأنني أعمل على إضعاف الناتو".

وأكد، سبع مرات على التوالي، أن الناتو "لم يكن قط أقوى مما هو عليه اليوم".

وقال في رد على طلب آخر للتوضيح: "كنت أعبر عن غضبي بأنه لا يجب عليه البقاء في السلطة، بمعنى أنه لا يجب على الأشخاص السيئين أن يواصلوا فعل الأمور السيئة، لكن ذلك لا يعني أنه يجب أن تكون لدينا سياسة أساسية لفعل أي شيء للإطاحة ببوتين بأي شكل كان".

وأضاف عن السبب من وراء إضافة التصريح المثير للجدل رغم عدم وجوده في نص خطابه الأصلي قال الرئيس الأميركي: "كنت أتحدث إلى الشعب الروسي، كنت أتواصل بذلك ليس فقط مع الشعب الروسي بل مع العالم بأكمله، لأوصل فكرة بأن هذه التصرفات غير مقبولة بتاتا".

وفي رد على سؤالين حول إن كانت تراوده مخاوف بشأن تبعات تصريحات قادمة من رئيس الولايات المتحدة، أقوى دولة نووية، وفيما لو كانت البروباغندا الروسية قد تستغلها لصالحها، أجاب بايدن "لا ولا".

وعند سؤال عن السبب أجاب: "لأنه أمر سخيف، لم يكن أحد ليصدق أني كنت أتحدث عن الإطاحة ببوتين، لا أحد يصدق ذلك، أولا. وثانيا: منذ بداية هذا الأمر كنت أقول إن الأسوأ من حرب متعمدة هي الحرب غير المتعمدة، لذا فإن آخر شيء أود فعله هو الانخراط في حرب برية أو نووية مع روسيا، هذا ليس جزاءا من ذلك، كنتُ أعبر عن سخطي من سلوكيات هذا الرجل المشينة، وهو أكثر منه تطلُع للأسباب وراء عدم بقائه في السلطة، الأشخاص مثل هؤلاء لا يجدر بهم إدارة دول، ولكنهم يفعلون، وبمجرد أنهم يفعلون لا يعني أنه لا يمكنني أن أعبر عن سخطي تجاهه".

ورد بايدن في طلب للتوضيح حول ما إن كان بوتين سيستغل هذه التصريحات للامتناع عن الانخراط بالدبلوماسية، وإن كان سيغير تفكيره بسببها، قال الرئيس الأميركي: "لا أكترث بما يفكر به، لأكن واضحا، بوتين سيفعل ما يريده.. نظرا لسلوكياته الأخيرة يجب على الناس أن يفهموا أنه سيقوم بما يعتقد أنه يتوجب عليه فعله، نقطة، لم يتأثر بأي شخص آخر، من ضمنهم، ولسوء الحظ، مستشاروه أنفسهم، هذا رجل يسير على وقع طبوله، لن يغير أساليبه لأني وصفته بما هو عليه وما يفعله، إنه أمر غير منطقي".
وأشعلت تصريحات للرئيس الأميركي في الخطاب الذي ألقاه في وارسو البولندية، مساء السبت، ضجة واسعة.
وأوضح مسؤول في البيت الأبيض، عقب خطاب الرئيس الأميركي، أن بايدن لم يدع في كلامه هذا إلى "تغيير النظام" في روسيا.

وقال المسؤول إن "ما أراد الرئيس قوله إنه لا يمكن السماح لبوتين بممارسة سلطة على جيرانه أو على المنطقة. لم يكن يتحدث عن حكم بوتين في روسيا ولا عن تغيير للنظام".
وكان بايدن قال في خطابه في وارسو :"سيكون لنا مستقبل مختلف، مستقبل أكثر إشراقًا متجذر في الديموقراطية والمبدأ والأمل والنور". وأضاف "بحقّ الله، لا يمكن لهذا الرجل البقاء في السلطة". في إشارة إلى بوتين.

وحذر بايدن موسكو في خطابه، من "التقدم إنشا واحدا داخل أراضي حلف شمال الأطلسي"، واصفا النزاع في أوكرانيا بأنه "فشل استراتيجي" لروسيا.

ووصف مقاومة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية بأنها جزء من "معركة عظيمة من أجل الحرية"، داعيا العالم إلى الاستعداد "لمعركة طويلة".

وفي وقت سابق، التقى بايدن لاجئين أوكرانيين تستضيفهم بولندا وبدا متأثرا بما رآه، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "جزار".

وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، من "تصعيد الكلام والأفعال في أوكرانيا" غداة تصريحات بايدن الذي وصف فيها بوتين بأنه "جزّار".

وقال ماكرون لقناة "فرانس 3" الفرنسية، "لن أستخدم هذا النوع من الكلام لأنني لا أزال على تواصل مع الرئيس بوتين".

وسُئل ماكرون عن هذه التصريحات، فقال: "نريد وقف الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا دون الدخول في حرب. هذا هو الهدف (..) وإذا أردنا القيام بذلك، فيجب ألّا نُصعّد لا الكلام ولا الأفعال".

- الحرة -