Mar 23, 2022 1:05 PM
خاص

فرصة مهمة للعرب للامساك بالملف السوري...هل يقتنصونها؟

المركزية – تشير المعطيات إلى ان الأجواء الايجابية بدأت تلفح المنطقة، وان العرب اتخذوا قرار الإمساك بزمام الأمور وتوحيد الموقف العربي والتضامن والتعاون، بعيداً عن الانصياغ للاملاءات الخارجية، ولعل الاشارات الايجابية من السعودية تجاه لبنان التي برزت أمس، أول الغيث لناحية الاقتناع بعدم ترك لبنان نهائياً لـ"حزب الله" وبالتالي لإيران. إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يلعب العرب دوراً مهماً في سوريا والتي لاحت بوادره من خلال الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد الى الامارات منذ أيام، وسط معلومات عن انسحاب روسي قريب من قاعدة حميميم في حال طالت الحرب الاوكرانية -الروسية. فهل يتلقف العرب الفرص لإعادة رصّ الصف العربي؟  

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يقول لـ"المركزية" ، "ان المعلومات عن أن روسيا تعمل على جلب متطوعين من سوريا، تدخل في إطار الدعاية وخلط الاوراق، لأن سوريا لن تستطيع إخلاء المناطق السورية من المقاتلين، وخاصة مقاتلي النظام لأسباب عدّة، أهمها ان الأمور لم تنتهِ بعد، وبعض المناطق يعاني من اضطراب. كما أنها مقسمة إلى أربع دويلات تتقاسمها تركيا وايران وروسيا والولايات المتحدة. ما يعني ان سوريا ساحة حرب يمكن أن تندلع في أي لحظة، والوجود الروسي العسكري الذي حسم المعركة عسكرياً لصالح النظام وحلفائه لم يستطع طوال فترة خمس سنوات من حسم تغيير مسار الازمة او تأمين عودة النازحين أو إعادة سوريا الى الجامعة العربية أو فك حصار قانون قيصر عنها". 

ويشير إلى أن الوجود الروسي في سوريا معرض للانتكاسات الداخلية، خاصة في حال أعيد فتح جبهة إدلب، لأن في حال طالت الحرب الروسية -الاوكرانية، فإن روسيا لن تستطيع تسيير جبهتين وسيتم استنزافها. لذلك، فإن الاخلال بميزان القوى لن يكون لصالح روسيا وحلفائها، بل لصالح المعارضة السورية التي ستحاول ان تتكتل وتحسم امورها. وفي هذه الحال، ستكون قاعدة حميميم ضعيفة ولن تستطيع الطائرات الروسية التحليق فوق اي دولة باستثناء العراق او ايران، ولن تتمكن سفنها من عبور البوسفور والدردنيل بسبب العقوبات، للوصول الى قواعدها. وفي ظل الجبهة المفتوحة في اوكرانيا، فإن روسيا لن تعمل على ابقاء هذه القوات في سوريا".  

ويشيد العزي بـ"الموقف الحيادي الايجابي للعرب من الازمة الروسية -الاوكرانية وعدم انضمامهم الى العقوبات وتحديدا مصر والامارات والسعودية"، مشيراً إلى أن "المملكة عضو في اوبك + وهذا يتطلب من روسيا تقديم تنازلات للعرب، من أجل عدم تعويم انتاج البترول وتخفيض اسعاره. فموسكو التي رفضت اشراك العرب في الحوارات حول سوريا وكانت تعتمد على الاتراك والايرانيين في اتفاقات استانة، عليها اليوم أن تراجع حساباتها، لأن العرب سيحاولون إقتناص الفرص وسيقومون بممارسة سياسة الاخذ والرّد في العلاقات الدولية". 

ويرى العزي أن "روسيا ستقدم تنازلات في دول كثيرة لأنها، شئنا أم أبينا، تعاني من حالة غير مستقرة، لذلك فإن قاعدة حميميم في سوريا ستطرح على طاولة التفاوض وسيكون لروسيا دور لا يمكن وصفه بالايجابي او السلبي، لأن شروط المعادلة والتغيرات الجيوسياسية باتت تتطلب منها تغيير موقفها في سوريا التي دخلتها بوساطة وطلب اميركي. اليوم يحاصر الاميركيون الروس من كل الجهات ويعملون على تشكيل عزلة دولية حولها وسيقتلعون منها كل المناطق التي تم تسليمهم إياها ومن ضمنها قاعدة حميميم". 

ويلفت العزي إلى أن "المطلوب من العرب لعب الدور الايجابي لانتزاع هذه الفرصة والدخول الى سوريا ووضع النقاط على الحروف وابعاد التركي والايراني بكل الوسائل الدولية التي تسمح بالالتفاف على هذه المشاريع. فالزجاج الروسي في سوريا يتعرض لتفسخ وفي اي لحظة قد يتغير الوضع وتتخذ روسيا موقفا حاسما وتترك جبهة حميميم على ما هي عليه وقد يكون ذلك بتنسيق مع قوى دولية لكي لا تتورط اكثر ويتم فتح جبهة عليها تتسبب في اضعافها".  

ويضيف: "بما أن روسيا دخلت الى سوريا بالتوافق مع الولايات المتحدة، فإنها اعتقدت أنها تستطيع أن تُمسك بملفات قد تسمح لها بمبادلة ملف اوكرانيا بالملف السوري، لكن الاميركيين عندما ادخلوا الروس الى سوريا قالوا لهم بالحرف الواحد وبالفم الملآن ان "كل ملف يُعالج على حدة"، وملف سوريا مرتبط بالحماية الكاملة لأمن اسرائيل وبإخراج الايراني من سوريا، بينما الملف الاوكراني مرتبط بالامن الاوروبي ولن يُسمح لروسيا باستخدامه للتفاوض في سلة كاملة"، لافتاً إلى أن "لم يُنتَج عن العلاقة الروسية الاميركية طوال هذه السنوات سوى بعض الاتفاقيات المتعلقة بالامن السيبراني والمعارضة الداخلية، لأن الولايات المتحدة استطاعت بالتطنيش والاهمال تفتيت كل هذه الملفات. لذلك، لم تستطع روسيا انجاز اي حل سياسي في سوريا الى جانب العسكري، لتوظيفه وفرض شروطها على العالم. وبالتالي فإن روسيا، بعد الحرب مع اوكرانيا، باتت عاجزة عن تأمين مطالب سوريا ولن تفكر بأي مشروع قادم قد يساعد على استنهاضها. وباتت تعي ان الوضع في سوريا بات يشكل عبئاً عليها ولن يقدم لها اي بديل وهي لا تفكر اليوم بمعادلة الخاسر والرابح، انما تعتبر ان امنها القومي يتعرض للخطر وبالتالي قد يكون تواجدها في سوريا على المحك. لذلك لا نستبعد خطوتين: تسعير الجبهة ضد الروس واغراقها اكثر واستنزافها وهذا ما يستدعي الانسحاب او الغوص مباشرة في المعارك، او التوصل سريعا مع دول معينة الى تكليفها بمتابعة الوضع السوري وهنا ربما سيكون للعرب الدور الافضل". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o