Mar 16, 2022 5:05 PM
خاص

التململ السني في زحلة يكسر قاعدة "أم المعارك"...تغيير في الأسماء والوجوه

المركزية – لا تشبه صورة انتخابات 2022 في عروس البقاع زحلة مشهد انتخابات 2005 و2009 و2018 الذي كان مؤطرا بعنوان واحد: "أم المعارك". فاليوم ثمة ما يشبه الإسترخاء لدى القوى والأطراف والأحزاب من الشأن الإنتخابي باستثناء حزب القوات اللبنانية الذي كان أول من أعلن عن أسماء مرشحيه في الدائرة وهما جورج عقيص عن أحد مقعدَي الكاثوليك، وإلياس إسطفان عن المقعد الأرثوذكسي، وكانت القوات قد فازت بمقعديْن في إنتخابات 2018 بعد تحالفها مع النائب الحالي سيزار معلوف الذي استبق الإنتخابات هذه المرّة بإعلان عزوفه عن الترشّح. 

تتألف دائرة البقاع الأولى من قضاء واحد هو قضاء زحلة، وأبقاها قانون 2018 كما كانت عليه سابقاً في قانون الستين. ويتوزع فيها عدد المقاعد على 7، وينقسم تقريباً الناخبون مناصفة بين مسيحيين ومسلمين مع أرجحية مسيحية، ويبلغ عدد المقترعين المسيحيين نحو 95000 ناخب والمسلمين نحو 77000 ناخب، أي يقترع فيها إجمالي 172000 ناخب تقريباً. 

انكماش التمثيل السنّيّ المستقبلي وتحديدا بعد الخسارة التي تلقّاها الحريري في انتخابات 2018  وأسهمت في كسر "قاعدة" الاحتكار الأزرق للتمثيل السنّيّ معرّض لمزيد من التشتّت في انتخابات 2022 مما يؤكد على قلب مشهديّة 2018 رأساً على عقب بفعل التراجع المتوقّع في نسبة الاقتراع و"خلطة" التحالفات الجديدة وغياب تيار المستقبل ككتلة تنظيمية وشعبية ناخبة. 

رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي الذي أعفاه الحريري من قرار "الاعتزال" تاركاً له حريّة القرار أعلن عزوفه عن الترشح علما أنه يشكل حالة مناطقية. وقد أظهرت الاستطلاعات أنه في المرتبة الأولى بين المرشّحين السُنّة ويقول لـ"المركزية": "مع إقفال باب الترشيحات أمس الثلثاء تبين أن هناك 22 مرشحا عن الطائفة السنية سيتنافسون على المقعد السني  في زحلة و72 مرشحا على 7 مقاعد في الدائرة التي كانت تشهد أم المعارك". وعلى رغم تفاؤله بروح الشباب وحماسة المرشحين الجدد إلا أنه لا يخفي خشيته من أن يصابوا بالخيبة والصدمة لأسباب عديدة أبرزها القانون الإنتخابي المفصل على قياس الطوائف وعدم تطبيق القوانين. 

عزوف عراجي عن الترشح يرده إلى واقع البلد الذي يصفه بـ"المكربج" ويقول: "البلد ليس ملكاً لفريق لكن المؤسف أن كل حزب يفصّل الإنتخابات على قياسه". وعلى رغم المطالبة الشعبية بترشحه في هذه الدورة إلا أنه قرر العزوف بعدما لمس حال التململ في الشارع الزحلاوي عموما والسني تحديدا "لقد قدمنا الكثير ولم نحصد إلا الطعنات". 

يُعتبر تيار المستقبل أكبر كتلة ناخبة في زحلة. وفق أرقام 2018 كان صاحب الثقل الانتخابي الأكبر (نحو 19 ألف صوت)، ومع ذلك خسر المقعد الأرمني ونال مرشّحه الفائز عراجي 7224 صوتاً. تلاه الثنائي الشيعي ( 15 ألف صوت)، والقوات (12 ألف صوت)، وميشال الضاهر (9 آلاف صوت)، والتيار الوطني الحر (بين 5 و6 آلاف صوت)، ثم ميريام سكاف، وآل فتوش، وحزب الكتائب، وحزب الطاشناق، والحزب السوري القومي الاجتماعي. وعلى رغم الأرقام التي حصدها في انتخابات 2018 والمطالبة الشعبية بترشحه في هذه الدورة إلا أن عراجي قرر العزوف نافيا أن يكون تلقى أية نصيحة من أحد ويقول: "قررت العزوف لأنني مدرك أن التغيير في ظل هذا الواقع صعب جداَ. المهم أن يكون المرشحون من ذوي الكفاءات والنزاهة أما النتائج فتتوقف على الشارع السني. لكن الثابت أن نسبة الإقتراع ستكون متدنية جدا ليس في أوساط الطائفة السنية وحسب إنما على مستوى كل الطوائف". 

وعن مدى تأثير المجتمع المدني على نتائج الإنتخابات في زحلة يقول عراجي: "يحزنني حال الإنقسام في صفوف هذه المجموعات لأن تكتلها سيساهم في وصول حوالى 25 نائبا إلى البرلمان وأتمنى أن يتوحدوا حتى لا تتشتت الأصوات". 

إعلان الدكتور بلال الحشيمي ترشحه للانتخابات وهو من كوادر تيار المستقبل في منطقة زحلة، وممن رفضوا منذ البداية قرار الرئيس الحريري بتعليق العمل السياسي لتياره، معتبراً أن الأمر يضع سنة البقاع وقرارهم بيد "حزب الله" وحلفائه الممانعين، أعاد خلط الأوراق لا سيما بعد تحالفه مع القوات. ويبرر الحشيمي التحالف مع القوات اللبنانية دون سواها لأن في الدائرة أكثر من لائحة تتشكل، ولأن القوات معركتها مع السلاح غير الشرعي ولاستعادة سيادة لبنان وتحييده عن الصراعات الخارجية. فهل يمكن تفسير انسحاب عراجي تجنيبا لدائرة زحلة مزيداً من الانقسام لدى "المستقبليين" أولا؟ "التغيير سيقتصر على بعض الأسماء والقرار النهائي في يد اللبنانيين لكنني مقتنع أن لا شيء سيتغير وخروج الشخصيات السنية الوازنة من معركة الإنتخابات سيؤدي إلى خلل في المجلس النيابي وهذه سابقة تسجل في تاريخ لبنان". يختم عراجي. 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o