Mar 14, 2022 4:56 PM
خاص

لائحة ائتلافية سنية بيروتية برعاية السنيورة تمنع التشرذم...ماذا عن باقي المناطق؟

المركزية – ليس الوضع بخير في الشارع السني انتخابيا وهذا ليس بطارئ على ساحة "تيار الأزرق" الذي أصابه قرار الرئيس سعد الحريري بعدوى التململ والإستقالات والتصاريح التخوينية. وبعد ذكرى الرابع عشر من شباط، تبين أن الحريري ليس في وارد التراجع عن قراره، لا بل ذهب أبعد من ذلك من خلال تحديد الإجراءات التنظيمية التي من الواجب أن يتبعها من يريد الترشح من أبنائه، ما يعني أن هذه الصفحة بالنسبة إليه طويت بشكل رسمي، وبالتالي من المفترض أن يبدأ البحث في كيفية التعامل مع هذا الإستحقاق بشكل آخر.

قرار الحريري سبقه رئيس الحكومة السابق تمام سلام باعلان عزوفه عن الترشح ، في حين أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعلن أن توجهه، حتى الآن، هو عدم الترشح الشخصي، على الرغم من أنه ألمح إلى أنه قد يذهب إلى دعم لائحة في دائرة طرابلس-المنية-الضنية، التي كانت الإنتخابات الماضية قد كرسته الرقم الأول فيها.اما الرئيس فؤاد السنيورة فعلى رغم الكلام عن نيته بترك قرار ترشحه معلقا حتى  اللحظات الأخيرة من إقفال باب الترشح أي بعد 24 ساعة إلا أنه بات مؤكدا أنه لم يوفق بمحاولاته استنهاض الشارع السني فقرر عدم الترشح بعدما اكتشف ان رموز المستقبل لن يترشحوا التزاما بموقف الحريري.في المحصّلة، مع بدء العدّ التنازلي للإستحقاق الإنتخابي ستكون كل الأنظار متجهة إلى ما ستفرزه الساحة السنية من تطورات إقتراعا وترشيحا . والأكيد أن دار الفتوى لن تبقى في موقع المتفرج، في ظل غياب التيار السياسي الأساس في الطائفة عن المشهد الإنتخابي.

عضو مجموعة "العشرين" رئيس تحرير جريدة "اللواء"، صلاح سلام، اعتبر "أن توقيت قرار الرئيس سعد الحريري تعليقه العمل في الحياة السياسية في لبنان، كان محرجاً بالنسبة إلى الفترة الزمنية وقد تسبب في إحداث إرباكات وشرذمة الولاءات على الساحة السنية.واللافت أنه لم يصر إلى وضع خطط بديلة كما يفترض في حالات مماثلة.  لكن الإتصالات السريعة التي جرت بين المفتي عبد اللطيف دريان ورؤساء الحكومات السابقين أدت إلى لملمة الصفوف من جديد من خلال التأكيد على عدم المقاطعة ترشيحاً واقتراعا. وفي ضوء ذلك جرت اتصالات من الصف الثاني برعاية الرئيس فؤاد السنيورة أفضت إلى تشكيل لائحة تحظى بتأييد أصوات السنة وسيكون لها طابع إئتلافي حرصاً على عدم شرذمة الأصوات السنية لا سيما في بيروت كونها تشكل مركزية التمثيل والقرار السني".

عزوف رؤساء الحكومات السابقين عن الترشح لا يلغي الوجود السني ولا يخفف من وهج الصوت السني. لكن ثمة من سيتلقف هذا التململ ويحاول اقتناص الفرص لكن "لن يكون حزب الله وحده المستفيد من انسحاب الحريري، إنما كل خصومه سيستفيدون بما فيهم حزب الله على رغم تمسكه بترشح الحريري لرئاسة الحكومة وهذا كان من أسباب تفاقم أزمة الأخير مع حلفائه العرب". ويكشف سلام لـ"المركزية" "أن"هناك توجها لدى حزب الله بعدم ترشيح شخصيات سنية على لوائحه من باب رفع العتب وعدم استفزاز الجمهور البيروتي".  

لكن ماذا عن باقي الدوائر خصوصا بعد فتح الحريري باب الإستقالات من التيار لكل من يرغب بالترشح وآخر الأسماء وليس أخيرها هيثم مبيض وبلال الحشيمي اللذين تقدما باستقالتهما من "تيار المستقبل"، وقد تقرر اعتبارها نافذة على غرار ما حصل مع نائب رئيس التيار الدكتور مصطفى علوش؟. يؤكد سلام أن الوضع في باقي الدوائر يختلف بحسب خصوصيات كل منها. ففي طرابلس مثلا يعتبر"أن عزوف ميقاتي لا يعني غيابه عن الساحة وهو سيدعم لائحة تمثله وتتماشى مع سياسته. أما في عكار فالوضع أكثر إحراجا مع بروز عنصر العشائر العربية التي تشكل رافعة عددية وهي ممثلة بالنائب محمد سلمان ويرجح أن يكون لديها أكثر من مرشح".  

في البقاع الغربي والأوسط الوضع أدق لا سيما بعد ترؤس نجل النائب الحالي عبد الرحيم مراد لائحة أضف إلى ذلك تشرذم جمهور المستقبل ودخول مرشحين للعشائر العربية الذين يملكون كتلة وازنة في الدائرة على الخط.

يؤكد سلام أن "هناك فريقا من تيار المستقبل سيشارك إقتراعا وترشيحا ومن المرشحين أحد المسؤولين في مكتب الحريري العميد محمود الجمل في دائرة بيروت الثانية ومصطفى علوش علما أن ثمة كلام عن عزوفه عن الترشح.  إلا أن استقالته التي جاءت على خلفية عدم الرضى على تغييب تيار المستقبل عن الساحة الإنتخابية تؤكد العكس. كما أن هناك عددا من النواب الذين بادروا إلى الترشح على غرار هادي حبيش ووليد البعريني وهذا يؤكد أن ثمة نواب لم ولن يلتزموا بقرار تعليق النشاط السياسي والإنتخابي".

طريقة انسحاب الحريري عشية الإستحقاق الإنتخابي والطلب من جمهوره ومناصريه من أعضاء التيار الإعتكاف عن أي نشاط يؤشر إلى انسحابه الكلي من العمل السياسي. فهل أدرك أن السياسة ليست ملعبه؟ "أن تراكم الأخطاء أوصله إلى هذا الوضع وأدى إلى خسارته كل حلفائه الداخليين والخليجيين .ومعلوم أن السياسة في لبنان لا تمارس من دون حلفاء في الداخل والخارج.حتى عندما اتخذ قراره بالعزوف لم يستشر أحدا من أعضاء التيار ولم يكن رؤساء الحكومات السابقين على علم بالأمر.يبقى أن الجمهور وحده من سيقرر حجم الولاء للتيار أو ضآلته سواء في حركة الترشح أو الإقتراع"يختم سلام.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o