Mar 12, 2022 11:06 AM
خاص

قطر حليف رئيسي لواشنطن من خارج الناتو...لماذا الان؟

المركزية - أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن إصدار قرار تنفيذي بتعيين قطر حليفا رئيسيا من خارج الناتو.وقال  في مرسومه الرئاسي الذي نشره البيت الأبيض عبر موقعه، إن قراره أتى بموجب السلطة المخولة له كرئيس وفقا لدستور وقوانين الولايات المتحدة الأميركية وعملا بالمادة 517 من قانون المساعدة الخارجية لعام 1961.وأكد الرئيس الأميركي رسميا أن دولة قطر أصبحت حليفا رئيسيا من خارج الناتو للولايات المتحدة.وجاءت الخطوة،بعد زيارة أجراها أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إلى العاصمة واشنطن في كانون الثاني الماضي حيث قال له بايدن إنه سيبلغ الكونغرس عزمه إدراج قطر حليفا رئيسيا غير عضو في الناتو. فما أهمية هذه الخطوة وابعادها؟ 

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يقول لـ"المركزية": "هذه العضوية من خارج الناتو ممنوحة لـ18 دولة من بينها دول عربية، في الخليج ،الكويت والبحرين، وأيضاً مصر والاردن وتونس والمغرب واليوم قطر. وتشكل هذه الخطوة قيمة حصلت عليها قطر للدور الذي لعبته في الفترة الاخيرة، كونها دولة ذات دبلوماسية مكوكية وقدرات مالية عالية، ولها علاقات جيدة مع المحيط ومميزة مع الولايات المتحدة الاميركية".  

ويشير العزي الى أن قطر دولة مشاركة في "مبادرة اسطنبول للتعاون" مع الناتو الذي عُقد عام 2004 والتي مثّلت نقلة نوعية في طبيعة ومضمون وأبعاد التعاون متعدد الأطراف بين دول الخليج من جهة والغرب بصفة عامة، وبينها وبين الدول الأوروبية على نحو خاص. وتميزت قطر بعلاقتها مع "الناتو" من خلال مواكبتها لمسألتين، الاولى الحضور الدائم لاجتماعات ومؤتمرات الناتو التي كانت تُعقد في بروكسل ومشاركة سفير دولة قطر، الذي كان يشغل منصب المندوب الدائم لقطر في بروكسل، لمتابعة ومواكبة ما يقوم به الناتو. وكانت قطر مشرفة ومشاركة كدولة من خارج حلف شمالي الاطلسي على الاستراتيجية الجديدة التي وضعها الناتو عام 2010 من خلال تنظيم ورشة عمل حول التعاون في إطار "مبادرة اسطنبول" في الدوحة". 

لماذا مُنحت هذه العضوية، يجيب العزي: "لأن قطر لها علاقات مهمة وعلى مستويات عالية جدا مع دول الجوار والمنطقة والولايات المتحدة، كما أنها تحتضن القاعدة البحرية للاسطول الاميركي الخامس، وهي اكبر قاعدة موجودة في الشرق الاوسط. اهمية العضوية من خارج الناتو انها تسمح لقطر بالحصول على امكانيات تكنولوجية ومساعدات عسكرية وتقنية واستخباراتية وهذا ما يعزز من دور الدولة التي تكون على علاقة مع الناتو لأنها تكون في علاقة مميزة مع 30 دولة من مختلف القارات والمناطق"، لافتاً إلى أن "نتيجة الحالة التي تعاني منها المنطقة من مكافحة الارهاب والحرب على التطرف والحرب على وسائل الطاقة والتكنولوجيا السيبرانية، تأتي هذه الخطوة لتعزز دور الدولة الممنوحة أكان لناحية الحصول على المعلومات والرعاية العسكرية والتكنولوجية أو لناحية الدعم المعنوي والمادي ميدانياً. ففي النهاية قطر دولة صغيرة لها إمكانيات كبيرة من الطاقة، وقد رأينا الدور الذي تم إعطاؤه لقطر في حرب ليبيا، حيث كانت من المشاركين في عملية حفظ السلام عندما اتُخذ قرار بمساعدة الشعب الليبي عندما قررت الحكومة الدخول الى بنغازي وبالتالي صدر قرار أممي حتى ان الروس شاركوا فيه، للحفاظ على المدنيين ودعم عمليات الإغاثة وحينها أُعطيت قطر دورا رياديا من خلال مشاركتها في هذه العملية. وهذا الاهتمام بشريك وحليف عربي وإعطاؤه دور في هذه العملية، يعني رفع مستوى هذه الدولة عالميا". 

ويؤكد العزي ان قرار منح قطر هذه العضوية اتُخذ منذ ثلاث سنوات وتحديدا عام 2018، عندما زار الامير القطري الولايات المتحدة، وتمّ رفعه الى الكونغرس، واليوم جاءت الموافقة. القرار لم يحصل فجأة، انما هو نتيجة مسار طويل كانت تمر فيه قطر، يحتاج الى موافقة الكونغرس الذي يجيز للرئيس الاميركي بصفته القانونية منح هذه العضوية ورفع العلاقة بين البلدين إلى مستوى رفيع جدا بسبب الحاجة اليوم الى وجود حلفاء في العالم، خاصة في ظل الحرب الاوكرانية - الروسية ومقاطعة اوروبا للنفط الروسي، والحاجة الى ايجاد بديل. والى جانب البدائل التي بدأت تؤمنها الولايات المتحدة من نيجيريا وكوريا الجنوبية والجزائر ومصر، كانت قطر التي قامت بنقل بواخر عدة الى بولندا عبر مضيق غدانسك لتفريغ الغاز المحمول وبالتالي مساعدة الدول الاوروبية. وجاء ذلك في ظل هذه الخلافات والشعور بالخطر من تهديدات روسيا بأنها ستتعامل مع اي دولة تقوم في تلبية التوجهات الاميركية على أنها عدوة. وبالتالي، ربما كان من الضروري وضع قطر ضمن هذه الحاضنة او الحماية التي تؤهل لها بمساندة الولايات المتحدة". 

ويعتبر ان "علاقة قطر بالناتو متواصلة، فهي حاضرة في العمليات البحثية ومواكبة لكل المؤتمرات والاجتماعات ومشاركة في وضع الاستراتيجيات وفي عمليات التدريب العسكري المشترك، ما ساهم في تعزيز دورها العسكري والتكنولوجي وجهوزية كوادرها في ظل المتغيرات الجيو -سياسية، نتيجة وجود سلاح جديد متطور وحرب التكنولوجيا والحفاظ على الطاقة وتبادل المعلومات والحرب على الارهاب. ومن هنا رفع مستوى الدول الخليجية يعبّر عن اهتمام زائد ودائم من الاميركيين لحلفائهم وبالتالي عدم تركهم. 

ولكن في حال تعرضت هذه الدول لحالة معينة هل سيكون الاميركيون في المواجهة؟ نعم اذا كانت مصالحهم تقتضي ذلك، وربما وجودهم في هذه المنطقة وفي هذا المستوى من الجهوزية العالية سببه وجود القاعدة الاميركية في قطر، علماً ان القوة البرمائية - الجوية موجودة فقط في الكويت. وهذه الجهوزية الكاملة لها دلالات عالية، وتشير الى أن الاميركيين موجودون ويعززون دورهم في ظل اتفاق نووي ايراني - اميركي قد يتعثر وقد يكون له ارتدادات معينة، لذلك لا بد من جهوزية للقوة البحرية والجوية وللوجود التكنولوجي للناتو والولايات المتحدة في المنطقة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o