Mar 11, 2022 3:36 PM
خاص

التقنين الكهربائي يستعر على أسلاك الحرب الروسية.. والتشدّد الأميركي

المركزية- حلّت عاصفة "اللؤلؤة" "نعمةً" على الموارد المائية وحَلبات التزلّج، و"نقمةً" على المواطنين لا سيما سكان المناطق الجبلية في ظل غياب وسائل التدفئة التي يُفترض أن تكون كلها متوفرة في القرن الحادي والعشرين وفي بلد كلبنان "لؤلؤة الشرق"... الأسباب باتت جليّة: لا كهرباء، ولا مازوت، باستثناء المَحظيين من جَمع الحطب وتَخزين بعض صفائحٍ من المازوت.

"الأزمة العالمية خلقت نقصاً في المواد" يقول مصدر في وزارة الطاقة لـ"المركزية"، و"تواجه الوزارة صعوبة في إيجاد بواخر يمكنها شحن المحروقات في الوقت الذي تحتاجها فيه".

وتُلفت إلى أن "40 في المئة من حاجة السوق اللبنانية من المازوت كانت تُستورَد من روسيا، أما الآن فيتعذّر ذلك حيث لا يمكن للمورِدين استيرادها في ظل الحرب الروسية – الأوكرانية، ويتم في الوقت الراهن البحث عن مصادر أخرى، الأمر الذي يتطلّب وقتاً.. فالسوق يَلزمها مزيداً من الوقت كي تستعيد توازنها ويتمكن المورِدون من توقيع العقود مع شركات نفط أخرى غير تلك الروسية (بفعل العقوبات المفروضة عليها) كي تستطيع بالتالي تلبية حاحات السوق".  

ويؤكد المصدر أن "هذا الواقع ينعكس مزيداً من التقنين في المولدات الكهربائية بفعل شَحّ المازوت من جهة، وارتفاع سعره من جهة أخرى".

مصر والأردن ينتظران الإذن الأميركي..

وفيما يشدد مصدر وزارة الطاقة على "جهوزيّة لبنان لاستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى دير عمار في شمال لبنان"، يُشير في المقلب الآخر إلى أن "لا مصر ولا الأردن يرغبان في المضي في هذا المشروع من دون الاستحصال على موافقة خطيّة من الجانب الأميركي لتجنّب قانون "عقوبات قيصر".

ويهدف حصول لبنان على الكهرباء الأردنية واستجرار الغاز المصري عبر سوريا، إلى رفع ساعات التغذية لشبكة كهرباء لبنان التي تفرض تقنيناً قاسياً بلغ نحو 22 ساعة يومياً. ويطمح لبنان عبر الغاز المصري والكهرباء الأردنية، أن يوفر نحو 10 ساعات من التغذية... لكن هذا الهدف يبقى حبراً على ورق في انتظار الإفراج الأميركي عن المشروع.

تجدر الإشارة إلى أن "مؤسسة كهرباء لبنان" تشغّل حالياً معامل الإنتاج من باخرة واحدة فقط من النفط العراقي تحمّل ما بين 40 و45 ألف طن شهرياً، بما يؤمِّن 400 و500 ميغاواط. وبالتالي لا مصدر آخر للمؤسسة سوى النفط العراقي، وتنظّم التغذية على أساس 400 و500 ميغاواط من أجل تأمين التيار الكهربائي للمرافق الأساسية في الدولة كالمقرّات الرئاسية، والوزارات، والمطار، والمرفأ، والصرف الصحي، ومضخّات المياه، والمستشفيات الحكومية...

الخيار الروسي..

وليس بعيداً، عقد وزير الطاقة والمياه وليد فياض سلسلة اجتماعات مع كل من السفير الروسي والسفير العراقي، لبحث كيفية تأمين ساعات اضافية لشبكة الكهرباء.

وأكد فياض أن مشروع إنشاء مصفاة روسية في لبنان تم بحثه ايضًا مع السفير الروسي، مشيراً الى أن "تنفيذه لن يكون سريعاً بل يحتاج الى سنوات، فيما الوزارة تبحث عن حلول قصيرة المدى لحل أزمة التقنين القاسي الذي يعيشه المواطنون".

* * *

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o