Feb 26, 2022 3:07 PM
تحليل سياسي

المنظومة تتخبط في بيان الخارجية والهيئة العليا تجلي لبنانيي اوكرانيا
ميقاتي طالبا دعم العرب: من غير الانصاف تحميلنا ما لا طاقة لنا عليه!
باسيل: المشلكة في النظام والحلّ بتغييره.. الحواط يترشح مجددا: لإنهاء حكم السلاح

المركزية- تتفوّق المنظومة على نفسها وتُسجّل يوميا "انجازات" على صعيد تكريس صورتها في عيون اللبنانيين والعالم، كفريق فاشل، عجز ولا يزال، عن إرساء الحد الادنى من القواعد التي تقوم عليها الدول. جديدُ إخفاقات الطغمة الحاكمة، بيانٌ "لقيط" صدر عن وزارة الخارجية ليل الخميس، دان "الاجتياحَ الروسي لاوكرانيا"، تبرّأت منه القوى السياسية المشارِكة في الحكومة قاطبةً، ولم يجد له أبا، فأخذه في "صدره" وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، المحسوب على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الحكومة، فيما استنكرته وتنصّلت منه الاطرافُ السياسية الاخرى كلّها، سيما تلك التي تدور في فلك محور الممانعة وعلى رأسها حزب الله، وقد "استفاقت" فجأة على أهميّة الحياد والنأي بالنفس، بعد ان تسبّب قتالُ الحزب وتدخّله في شؤون الدول العربية والخليجية، بسلخ بيروت عن محيطها الحيوي التاريخي...

ادعمونا: ورغم هذا الواقع الذي لم تُحرّك الدولةُ اللبنانية ومؤسساتها الدستورية يوما ساكنا لتصويبه، فلم تتصدّ كما يجب، لسلوك الحزب او تصاريحه المناوئة للعرب، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم من جديد، دعم "الاشقاء العرب"، شاكيا في الوقت عينه، تحميلَ لبنان ما لا طاقة لديه على حمله. فقال من السراي خلال استقباله الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في حضور الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي:  لبنان الذي كان وسيبقى جزءا من العالم العربي، يعيش ازمة غير مسبوقة على كل المستويات، وتحاول حكومتنا حلّها بكل الامكانات المتاحة متكلة على دعم اشقائه العرب واصدقائه في العالم، ومن غير الانصاف تحميل وطننا ما لا طاقة عليه، ونحن ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهّموا واقعنا جيداً، وأن يقفوا إلى جانبنا لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدتنا على تحمّل الأعباء التي فاقت قدراتنا". وشدد على " اننا أدركنا  منذ البداية أننا غير قادرين على الوقوف في خندق هنا أو على خط تماس هناك. فاعتمدنا سياسة النأي بالنفس تجاه اي خلاف عربي، ونصر على تطبيقها ، والخاسر في كل خلاف او نزاع هو عالمنا العربي الذي لطالما كان ينشد الوحدة، فإذا ببعضه يتقوقع إلى كيانات داخل كل كيان".

خطة الكهرباء: على اي حال، تشير المصادر الى ان اي دعم عربي او غربي للبنان وحكومته، بات مشروطا وبشكل واضح، باصلاحات اقتصادية وسيادية ايضا. فأين مجلس الوزراء منها اليوم؟ وهل الاقرارُ "المبدئي" امس لخطة الكهرباء، من دون ان تكون اصلاحاتها "في الجيب" بعد، سيرضي المجتمع الدولي والبنك الدولي لتمويلها؟! الجواب في الايام المقبلة.

السجال مستمر: في الأثناء، ومع ان اولويات اللبنانيين معيشية بامتياز، في ظل القلق الكبير من تداعيات الازمة الاوكرانية على اسعار السلع كلها، من المحروقات الى الغذاء، وعلى توافر القمح في السوق اللبنانية (يستورد لبنان 50 الى 60% من القمح من اوكرانيا)، وقد أشار وزير الاقتصاد أمين سلام الى ان "العقوبات على روسيا يمكن ان تصعب علينا امكانية اللجوء الى اسواق اخرى لاستيراد القمح"، مضيفا "من الممكن ان ترتفع اسعار المشتقات النفطية والزيوت بسبب الحرب وسيكون لذلك انعكاس أيضاً على اسعار السلع"...  الا ان اهتمامات اهل الحكم بقيت في "التناحر" حول بيان الخارجية.

"ظننا انفسنا في الناتو": ففي وقت يُفترض ان تهدّئ الاتصالات التي أجراها وسيجريها الفريق الرئاسي عبر عدد من اركانه - وأهمهم مستشاره للشؤون الروسية امل ابو زيد ورئيسُ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل- بالدبلوماسية الروسية، من تداعيات "البيان"، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "ما صدر عن وزارة الخارجية لا يعبر عن موقف الشعب اللبناني، ولا عن موقف الدولة اللبنانية، لأن هذه الدولة لها مؤسسات لم تناقش مثل هذا الموقف، فهو لم يصدر عن مجلس الوزراء ولم يناقشه، وبحسب الدستور فإن من يعبر عن الموقف الرسمي هو الحكومة، ولكن وجدنا هناك من يخرق هذا الإلتزام ويطلق موقفا عبر وزارة الخارجية اللبنانية يحشر أنفه في صراع دولي وعالمي، كي يبيعه من خلال بيان صيغ بمفرداته ولغته بما هو مغاير عن غالبية مواقف الدول العربية، علما أننا لم نقرأ في غالبية المواقف العربية موقفا مشابها لموقف الخارجية اللبنانية الذي فيه إدانة واستنكار ودعوة معينة وما إلى هنالك، إلى درجة ظننا أنفسنا أننا أصبحنا في دولة عضو في الحلف الأطلسي، وكأن لبنان دولة معنية مباشرة بهذه الحرب التي لها تداعياتها وأسبابها ونتائجها الكبيرة على المستوى العالمي".

اجلاء اللبنانيين: اما على صعيد متابعة اوضاع اللبنانيين في اوكرانيا، فأعلن بو حبيب بعد زيارته ميقاتي في السراي، انه "تقرر تكليف الهيئة العليا للاغاثة إجلاء الرعايا اللبنانين المقيمين في أوكرانيا والذين لجأوا الى بولندا ورومانيا، جوا في موعد يحدد لاحقا ، ووفقا  لظروف ومعطيات يعلن عنها في حينه بالتشاور مع سفارات لبنان في أوكرانيا وبولندا ورومانيا ".أضاف"تبين عدم وجود ممرات آمنة لتاريخه لمغادرة أوكرانيا، ولذلك ننصح اللبنانيين الموجودين فيها حاليا البقاء في أماكن آمنة لحين جلاء الامور. أما بالنسبة الى اللبنانيين الذين قرروا التوجه الى المعابر الحدودية على مسؤوليتهم الشخصية، فيطلب منهم اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر حفاظاً على سلامتهم".

باسيل يتعهد: بالعودة الى الداخل، واذ لم تستبعد المصادر المعارِضة ان يكون بيان الخارجية يحظى برضى العهد وباسيل لتلميع صورتيهما امام الاوروبيين، قال الاخير اليوم في مؤتمر إطلاق مشروع وثيقة" لبنان المدني" الذي ينظمه التيار الوطني في الربوة: نحنُ تيّارٌ سيادِيٌّ لا نقبلُ أن يُقرِّرَ الخارجُ مستقبلَ وطنِنا، ونُنبِّهُ جميعَ اللُّبنانيينَ إلى أنَّ الفشلَ في الإتفاقِ في ما بينَنا على نظامٍ قابلٍ للحياةِ والنجاحِ، سيُعطي للخارجِ ذريعةً لِيَفْرِضَ هو علينا ما يُرضيه وليسَ ما يُرضينا، وما يؤمِّنُ مصالِحَه وليسَ ما يؤمِّنُ مصالِحَنَا. اما انتخابيا، فتعهّد باسيل بأنْ يكونَ همُّنا في المجلسِ النيابيِّ المقبلِ تَرسيخُ الدَّولةِ المدنيَّةِ من خلالِ: العملُ على سدِّ الثَّغَراتِ في الدُّستور،إستكمالُ تطبيقِ الوثيقةِ وتطويرُها بحيثُ تصبحُ ميثاقاً وليدَ إرادةِ اللبنانيينَ وليسَ فقط وثيقةً فرضَتْها في حينِهِ معادلاتٌ ومَوازينُ خارجيَّة. العملُ على إقرارِالقانونِ المدنِيِّ الموحَّدِ للأحوالِ الشخصيَّة، إقرارُ قانونِ اللامركزيَّةِ الإداريَّةِ والماليَّةِ الموسَّعةِ ليُصبحَ للبنانَ نِظامٌ إداريٌّ وماليٌّ عادلٌ وفَعّال، ، إقرارُ قانونِ إنتخاباتٍ نيابيَّةٍ على أساسِ النسبيَّةِ في الدَّوائرِ المُوسَّعة (معَ تحديدِ بَرنامجٍ زمنيٍّ للخُروجِ من القيدِ الطَّائفيِّ). وقال: لا حل الا بتغيير النظام او تطويره، نحن مقتنعون بأن فشل الدولة سببه سوء النظام وبأن الحلول لازماته تكمن في إصلاحه وليس بفسخ العقد الاجتماعي بيننا، نحن في التيار الوطني الحر مؤمنون بوحدة لبنان، وبأن الحياة معا يجب أن تبقى خيار اللبنانيين وليس فقط قدرهم".

لإنهاء حكم السلاح: في المقابل، ودائما على الخط الانتخابي، اعلن عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط ترشّحه للإنتخابات النيابية ، وقال "نُحاول إخراج لبنان من "الزوبعة" الكبيرة التي يعيشها البلد والشعب". وفي مؤتمر صحافي عقده في دارته في جبيل شارك فيه وفد من حزب الوطنيين الاحرار داعما، قال الحواط: قرّرنا صنع الغد يداً بيد ولا نقبل أن نعيش ببلدٍ فيه "ولاد ستّ وولاد جارية" ولن نستسلم ولن نسلّم للأمر الواقع، و"رايحين للآخر. واضاف: هدفي من الترشّح للإنتخابات النيابيّة مُتابعة المشروع "حتّى النهاية" من أجل تحرير الجمهورية وإنهاء حكم السلاح غير الشرعي الذي دمّرَنا ودمّر أولادنا ومؤسساتنا وعائلاتنا وإيجاد حلّ والخروج من الأزمة". وتابع الحواط: "أحدٌ لا يمكنه أن يكون أكبر من لبنان "قد ما رفع ريشو" ومخطئ مَن يظنّ أنّنا قد نملّ ونستقيل لأنّ مشروعنا هو مشروع حياة ومشروع المستقبل الذي يعني كلّ لبنانيّ، وأترشح مجدّداً من أجل هذه القيم والثوابت والمبادئ". وشدّد الحواط على أنّ "الانتخابات المقبلة مفصليّة لذلك صوّتوا "صحّ" ومع المشروع "الصحّ" لبناء الجمهورية القويّة"، مجدّداً تحالفه مع حزب "القوات اللبنانية"، وذلك "حول كلّ الثوابت التي نلتقي عليها فعلاقتنا ليست مبنيّة على مصلحة انتخابيّة". وأكّد أنّ "صوت الناخب الجبيلي لا يتمّ شراؤه ولا يُباع".

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o