Feb 24, 2022 4:42 PM
خاص

من الحرب على اوكرانيا الى مفاوضات فيينا.. هل تُرفَع صفة "الارهابي" عن الحرس الثوري؟

المركزية - كتب نحو 200 نائب جمهوري رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن أكدوا فيها أنهم سيعارضون أي اتفاق يرفع العقوبات عن النظام الإيراني من دون التحقق من أنه سيفصح عن كل الأنشطة النووية السابقة والحالية، ويفكك أنشطة التخصيب والقدرات المتعلقة بذلك، وينهي كل الأبحاث لتطوير صواريخ ذات قدرة على حمل أسلحة نووية وتفكيك كل الصواريخ ذات القدرة النووية الموجودة بحوزته حالياً، إضافة إلى "وقف تمويله للإرهاب وإطلاق سراح الرهائن الأميركيين وتسديد المبالغ التي يدين بها لضحايا الإرهاب الذي يرعاه النظام الإيراني، والتي صدر حكم عليها من محاكم فيدرالية أميركية". وتطرق النواب إلى احتمال رفع "الحرس الثوري" الإيراني من لوائح الإرهاب، وتعهدوا بمعارضة أي جهود مماثلة، وبتوسيع العقوبات لتشمل كل المؤسسات الحكومية والمصارف والشركات والأفراد المرتبطة بـ"الحرس الثوري". 

في الموازاة، تكشف اوساط دبلوماسية غربية مواكبة لاجتماعات فيينا لـ"المركزية" ان الدول المشاركة تدرس مطالب ايران وشروطها  قبل الاعلان عن الاتفاق الذي اصبح جاهزا، لكنها ترفض طلب ايران رفع الحرس الثوري عن لائحة الارهاب، وتطالبها بأن يوقف هذا الأخير تدخله في شؤون دول المنطقة لاسيما في اليمن. كما اكدت هذه الدول، بحسب الاوساط، ان تباهي احد اذرع ايران العسكرية أي "حزب الله" بامتلاكه مسيرات متطورة وصواريخ دقيقة قد يجلب الخراب الى هذه المجموعات العسكرية. 

ويشير دبلوماسي غربي إلى ان ايران امام واحد من خيارين: الاندماج بالمجتمع الدولي والتخلي عن مشروع تصدير الثورة ورعاية الاذرع العسكرية والارهاب، واقامة افضل العلاقات مع الدول لا سيما جيرانها، او الذهاب الى الحرب، الا ان الظروف الدولية لاسيما بعد ازمة اوكرانيا وتداعياتها لم تعد مناسبة للتصعيد والمواجهة والحرب. فما مصير الحرس الثوري الايراني؟ 

العميد الركن خالد حماده يقول لـ"المركزية": "يتسق طلب الحرس الثوري من السلطات في واشنطن نزعه عن لائحة الارهاب كشرط رئيس لمتابعة التفاوض مع الظروف الاستثنائية التي تعيشها واشنطن بعد الهجوم الروسي على اوكرانيا. الولايات المتحدة تبحث اليوم عن تحصين مواقفها وعن حلفاء إضافيين تواجه بهم موسكو. أعتقد ان ايران تقتنص الفرصة وتحاول اللعب على الحبال الروسية والاميركية وترفع هذا الطلب الذي تعرف ان ليس بمقدور الرئيس الاميركي او لجنة التفاوض ان تقوم به. تعتقد طهران ان الازمة في اوكرانيا ستدعو الولايات المتحدة الى طلب مزيد من شحنات الغاز والنفط من دول عديدة قد تكون ايران من بينها، لاسيما بعد طموحها برفع العقوبات عن صادراتها النفطية بموجب الاتفاق المنتظر الوصول إليه في فيينا، تحاول طهران في هذه اللحظة الحرجة بالنسبة للولايات المتحدة، رفع سقف مطالبها وأخذ أقصى ما يمكن ان تأخذه لقاء خدمات قد تقدمها للاميركيين في هذا الوقت الصعب". 

ويضيف: "طبعا الجدية الايرانية في هذا الموضوع لم يتم اختبارها، كذلك، ربما ايران تريد القول، في حال الرفض الاميركي انها ستخرج من مفاوضات الاتفاق النووي، وقد يكون هذا عذرا للخروج من المفاوضات، في ظل التبدل الواضح في موازين القوى في اوروبا وبين روسيا والولايات المتحدة بعد العملية العسكرية في اوكرانيا، وفي ظل أجواء عن تطور كبير لميزان القوى الدولي لصالح روسيا، مما يجعل طهران تراهن من موقع التفاؤل ان القادم من الايام سيعزز موقعها التفاوضي ليس في الملف النووي فقط وإنما في ملفات عديدة. ان نزع الحرس الثوري الايراني عن لائحة المنظمات الارهابية يعني انه لم يعد هناك أي سبب لأي ضربات عسكرية توجَّه الى فصائل الحرس الثوري او الفصائل المرتبطة به الموجودة في سوريا والعراق واليمن بل يعني انها منظمات مقبولة دوليا وبالتالي تسقط الشرعية عن كل عمل عسكري يمكن ان يقوم به التحالف الدولي او اي دولة تجاه هذه المنظمات". 

ويختم حماده: "بالاستنتاج، الطموح الايراني كبير ويُقدم على طاولة المفاوضات لرفع السقف وتحصيل اكبر قدر ممكن من المكاسب. إنه رهان يمكن القول أنه في مكانه وفي اللحظة المناسبة والامر يتوقف على الاستجابة الاميركية ومدى قدرتها على معالجة هذا العدد من الملفات في ظل الازمة الاوكرانية المفتوحة على كل الاحتمالات".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o