Feb 24, 2022 12:53 PM
خاص

ايران والعهد المستفيدان من "صفقة" الترسيم: السيادة واللبنانيون الضحايا!

المركزية- يوم الاربعاء الماضي، نفى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرّتين، حصول اي تنازلات في ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، فقال نهارا امام زواره في بعبدا: كل ما يقال حول التنازل عن حقوق لبنان في الحدود البحرية ليس صحيحا لان من يطلقونه غير ملمين بما دار في خلال النقاشات، التي سوف تحفظ حقوق لبنان وثروته الطبيعية، وهذا هو المهم.اما في حديث لمحطة او تي في، مساء، فأشار الى ان "مسألة ترسيم الحدود سيادية بامتياز ومن المستحيل أن أفرط بها، والخط 29 كان خطا تفاوضيا، والفريق المفاوض قال بأن الخط 29 للتفاوض، في حال وصل الى خواتيم سعيدة هناك الكثير من العقد ستحل في لبنان".

غير ان مصادر سياسية مطّلعة تلفت لـ"المركزية" الى ان كل هذه التبريرات لا تغطّي حقيقة ان الدولة اللبنانية تخلّت عن كيلومترات من حدودها البحرية - التي هي في الواقعِ العلميّ التقنيّ والتاريخي، الموثّق بالمستندات، حقٌّ لها - عبر تخلّيها عن الخط 29 وقبولها بالخط 23، وذلك في سبيل إنجاح المفاوضات وارضاء راعيها "الاميركي".

وفي سياق "تثبيت" هذا الموقف الرسمي التراجعي، يندرج ما  نشره امس رئيس الوفد اللبناني المفاوض العميد الركن الطيار المتقاعد بسام ياسين عبر "تويتر" حيث كشف ان  "تم حذف الرسالة التي ارسلها لبنان بتاريخ ٢٨-١-٢٠٢٢ الى الامم المتحدة التي تجعل المنطقة بين الخط ٢٣ والخط ٢٩ منطقة متنازعا عليها، عن الموقع الرسمي لقسم شؤون المحيطات وقانون البحار، مضيفا "نتمنى ان يكون هناك خطأ فني يقضي باعادة نشرها خلال ساعات، وإلا من هو الذي اتخذ هذا القرار بازالة وثيقة رسمية لبنانية تحافظ على حقوق الشعب اللبناني في ثروته التي تقدر بمليارات الدولارات بين الخط ٢٣ والخط ٢٩"؟

وفي وقت نفى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ومندوبة لبنان في الامم المتحدة امل مدللي ان يكون طلب منهما التخلي عن الرسالة في الصرح الاممي ايضا، تعتبر المصادر أن هذا "الحذف" لا يمكن الا ان يكون يصب في خانة التحضيرات اللبنانية للعودة الى طاولة الحوار مع الاسرائيليين، ضمن سقف الخط 23.  في الايام المقبلة، تضيف المصادر، هذا الملف سيتحرّك من جديد، وهو يناسب اثنين: الفريق الرئاسي الذي سيستفيد انتخابيا من صفقة تتيح البدء بالتنقيب بما يحسّن الاوضاع الاقتصادية الكارثية التي غرقت فيها البلاد في عهد الرئيس عون، في خطوة تعوّم تياره ورئيسه النائب جبران باسيل.

لكن المستفيدة الاكبر، والتي ما كان يمكن ان يحصل هذا التنازل لولا رضاها، فهي ايران، تتابع المصادر، شارحة ان طهران باعت هذا التراجع اللبناني - الذي ظهر من خلال إعلان حزب الله وقوفه خلف الدولة في ما تقرره في المفاوضات – الى المتحاورين في فيينا، على ان تتقاضى ثمنه في لبنان او سواه من الميادين حيث لها نفوذ. اما ضحايا ما جرى، فهم: سيادة الدولة ومصلحتها العليا ومصلحة شعبها...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o