Feb 23, 2022 1:37 PM
خاص

بادرة رئيسي الايجابية لا تكفي: المطلوب أفعال لإنجاح الحوار الاقليمي

المركزية- في موازاة التصعيد الاقليمي العسكري، والذي تنخرط فيه بقوة أذرع ايران في المنطقة، من اليمن الى العراق وصولا الى سوريا ولبنان، يبدو ان قرار مواصلة الحوار الدبلوماسي بين الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية من جهة، وايران من جهة ثانية، لا تراجع عنه اقلّه حتى الساعة.

في هذه الخانة، تصب الجولة "النوعية" التي يقوم بها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي على عدد من عواصم دول مجلس التعاون، وقد استهلّها من قطر على ان يستكملها في الامارات. فبعد سلسلة زيارات متبادلة قام بها دبلوماسيون خليجيون وايرانيون، حطّ رئيسي شخصيا الاثنين في الدوحة، لافتاً إلى أن زيارته "تهدف لتفعيل ديبلوماسية الجوار، لاسيّما الدول المطلة على الخليج، ونعتبر هذه الزيارة خطوة لتفعيل العلاقات بين دول المنطقة واستخدام طاقات وقدرات هذه الدول لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية وعلى وجه الخصوص مع قطر التي نملك حقول غازية مشتركة معها". وأكّد رئيسي أن "هذه الزيارة تتم بدعوة من الشيخ تميم بن حمد أمير قطر بهدفين. الهدف الأول هو تطوير العلاقات الثنائية مع قطر، بصفتها دولة صديقة و شقيقة وجارة، والهدف الثاني المشاركة في اجتماع الدول المنتجة والمصدرة للغاز، وهو ليس الاجتماع الأول الذي تستضيفه دولة قطر". 

من جهته، قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إنه يجدّد استعداد دولته لتقديم أي مساعدة ممّكنة للتوصّل إلى حل مقبول لجميع الأطراف في فيينا، وذلك بعدما ناقش محادثات فيينا مع الرئيس الإيراني.

الى ذلك، يقوم الرئيس الإيراني الأسبوع المقبل بـ"زيارة مهمة إلى الإمارات بعد قطر"، بحسب ما نقلت شبكة إيران بالعربي، عن مصادر إيرانية مطلعة. وأشارت المصادر إلى أن رئيسي "سيلتقي خلال الزيارة بكبار المسؤولين وسيناقش سبل تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين".

لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن التهدئة الاقليمية اولا، والملف النووي ثانيا، هما الحاضر الابرز في محادثات رئيسي الخليجية. ففي وقت أعربت السعودية، السبت، عن تطلعها إلى عقد جولة خامسة من المحادثات مع إيران "رغم عدم إحراز تقدم جوهري" بينهما، يريد رئيسي إظهارَ حسن نية ايرانية، عبر التوجه شخصيا الى العواصم القادرة على لعب دور توفيقي بين طهران والرياض، وعلى تقريب وجهات النظر بينهما. لكن هنا، ورغم بادرته الايجابية وكلامه "الجميل" عن ضرورة ارساء علاقات "حسن جوار" والتعاون بما فيه خير المنطقة، سيسمع الزائرَ الايراني تشديدا على ضرورة لجم طهران تصعيدَ أذرعها عسكريا، وإلا فإن اي خرق جدي في الحوار الاقليمي لن يتحقق. كما ان تطمينات رئيسي في شأن ملف ايران النووي وتطوير بلاده الاسلحة والصواريخ وتخصيبها اليورانيوم، بدورها غير كافية للخليجيين. فهؤلاء ينتظرون ما ستنتهي اليه محادثات فيينا التي يواكبون باتصالات لا تهدأ: فاذا انتهت الى اتفاق يلجم طهران ونفوذها الاقليمي، سلك الحوار الاقليمي وتقدّم... اما اذا أعاد إطلاقَ يد الجمهورية الاسلامية في المنطقة، فعندها ستُخلط الاوراق وسيراجع السعوديون حساباتهم سيما في ما خص الحوار مع طهران، وربما اعتمدوا "حديثا آخر"، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o