Jun 04, 2018 6:51 AM
صحف

التشكيل عالق في حقل اشواك والغام "الحصص"!

 

ينتظر ان تدير عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت محرّكات تأليف الحكومة، وتضعها على سكة توليدها في صورتها الثلاثينية الموسّعة، وأن تفتح البلد اعتباراً من اليوم، على أسبوع مفعم بحيوية ونشاط يعوّضان عن الوقت الذي ضاع من دون اي حراك جدي أو مُجدٍ، على خط التأليف، منذ تكليف الحريري تشكيل الحكومة الجديدة.

وبحسب ما تؤشّر البوصلة السياسية، يبدو ان الرئيس المكلّف سيكون امام مهمة صعبة وشاقة، بالنظر إلى ما تُبيّته بعض القوى السياسية من رغبات وتمنيات وطموحات، علماً انها استغلت فرصة غياب الرئيس المكلّف، في تحضير نفسها لدخول حلبة المساهمات والمقايضات، واستَبقَت مفاوضاتها معه برفع سقف مطالبها وشروطها إلى الحد الأعلى، وذلك لتحصيل اكبر قدر من المكاسب والحقائب الوزارية كمّاً ونوعاً.

في هذا السياق، نُقل قال عن معنيين بعملية التأليف قولها "ان العقبات الماثلة في طريق الحريري، قد يكون من الصعب عليه تجاوزها بسهولة، وإحداث خروقات إيجابية في اسقف وجدران مطالب القوى السياسية، التي يصنّف بعضها بالتعجيزية، خصوصاً انها تسعى الى تخصيصها من دون غيرها بحصة الأسد في الحكومة، سواء لجهة حجم التمثيل او لجهة الحقائب السيادية او الحقائب المصنّفة خدماتية و"مدهنة". ويعدّد هؤلاء مجموعة من العقبات الصعبة:

-الأولى، عقبة التمثيل المسيحي، في ظل الاشتباك المحتدم على الحقائب بين "التيار الوطني الحر"، الذي يطالب بحصة وزارية وازنة لتكتل لبنان القوي (29 نائباً)، بمعزل عن حصة رئيس الجمهورية (3 وزراء)، وبين "القوات اللبنانية" التي تريد ان تَصرف فوزها الانتخابي في حقائب وزارية اساسية خدماتية وسيادية، زيادة عمّا كان عليه تمثيلها في حكومة الحريري السابقة، والأهم بالنسبة اليها هي الشراكة والتوازن مع "التيار الوطني الحر". والسؤال هنا كيف سيوائم الحريري بين نقاط الاشتباك والاختلاف الكثيرة بين "القوات" و"لتيار"، وبين الفيتوات المتبادلة بينهما على بعض الوزارات.

-الثانية، عقدة التمثيل الدرزي في ظل الاشتباك بين وليد جنبلاط وطلال ارسلان، ومطالبة الاول بالحصة الوزارية الدرزية في الحكومة (3 وزراء في حكومة من 30 وزيراً)، على اعتبار ان الحزب "التقدمي الاشتراكي" فاز بـ7 من اصل المقاعد الثمانية للدروز في مجلس النواب. في مقابل إصرار ارسلان، مدعوماً بحلفاء مثل "التيار الوطني الحر"، على إسناد حقيبة له.

-الثالثة، عقبة التمثيل السنّي في الحكومة، وهي صعبة بالنسبة الى الحريري، ذلك ان التمثيل السنّي لن يكون محصوراً بـ"تيار المستقبل"، خصوصاً ان نحو 10 نواب سنّة فازوا في المقابل، وليس في الامكان تجاوزهم.

-الرابعة، عقدة الحقائب السيادية، حيث الصراع لم ينته حولها، مع ان الاجواء المحيطة حولها تؤشّر الى حسم مسبق لهذه الحقائب، يعطي المال من حصّة حركة "امل"، والداخلية من حصة "تيار المستقبل"، والخارجية من حصة "لتيار الوطني الحر"، والدفاع من حصة رئيس الجمهورية.

-الخامسة، عقدة الوزارات المدهنة كالاتصالات، التي يبدو انها محسومة مسبقاً لرئيس الحكومة، والطاقة التي يبدو انها ستكهرب الاجواء اكثر بين "التيار" و"القوات". اضافة الى الاشغال والشؤون الاجتماعية.

 

 

 

 

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o