Feb 21, 2022 10:33 AM
خاص

الفاتيكان والقضيّة اللّبنانيّة.. استشعار الصّراع على الهُويّة ثابت!
لماذا الاستثمار السّياسيّ من كواليس مشبوهة؟

المركزية – في الأيّام الأخيرة كلامٌ كثير حول تبدّل في موقف الكرسيّ الرّسوليّ تجاه لبنان إرتقى إلى مستوى الإشارة، وكأنّه يُشَرعِن سلاح "حزب الله"، ويَقبَل بتعديل صيغة الحُكم المبنيّة على اتّفاق الطّائف، ويستغرب قرارات الشرعيتَين الدّوليّة والعربيّة ذات الصّلة بلبنان فيما يُعنى بمسألتَي السّيادة ومكافحة الفساد.

الواضح أنّ ثمّة من استَشعَر فاعليّة عميقة لفهم الفاتيكان أنّ طبيعة الصّراع في لبنان ترقى إلى مستوى حماية الهُويّة أو اقتلاعِها، وبالتّالي الكيان اللّبناني، وتقضِمُ قيام الدّولة بالكامل، وبالتّالي، وعلى الأرجح لم يكن خروج الأمين العام لحزب الله في حديثه الأخير في القضايا الدّاخليّة من اليوميّات إلى الإضاءة على أن "لا أحد يريد تغيير هويّة لبنان" سِوى تأكيد على أنّ كباشاً عالي السّقف بدأ يتبلور في مسبّبات الأزمة.

"حتماً ثمّة في لبنان، وإذا ذهبنا إلى العُمق، ثمّة من يعِي أنّ الصّراع الأساس ليس على مَن يُمسِك بزِمام الحُكم، إذ إنّ هذا من جوهر المسار الدّيمقراطيّ في دولة طبيعيّة فيها تداول سلميّ ومنتظم للسّلطة من ضمن أحكام الدّستور، لكن في لبنان ليس الوَضع كذلك في ظلّ اختِلال موازين قوى بسَطوة سلاح ما فوق الدّولة، ومنظومة مافيا مستشرية يُقيمان معاً حِلفاً مدمّراً للشّعب اللّبناني، وبالتّالي نحن حتماً في صُلب صِراع على هويّة لبنان الحضاريّة التي يتمّ تدميرها منهجياً من هذا الحِلف المُستَلًب بأيديولوجيا تتحرّك على إيقاع أجندة لا علاقة لها بالمصلحة اللّبنانيّة العُليا بأيّ صِلة. مِن هنا فإنّ نَفي أنّ لبنان من يُريد تغيير الهويّة يؤكّد عكس ما يريده النّفي، إذ ما يُعانيه لبنان هو تدمير منهجيّ لهويّته الحضاريّة"، بهذه المقاربة يستهلّ المدير التّنفيذي لـ"ملتقى التأثير المدني" زياد الصّائغ حديثه لـ"المركزية".

وعن ديبلوماسيّة الفاتيكان وثوابتها من لبنان الرّسالة يُشدّد الصّائغ على أنّ "لبنان في عين الفاتيكان نموذج حضاريّ للعيش الواحد، وواحة حريّات، ومواطنة حاضنة للتنوّع، ودولة مدنيّة يُحترم فيها المُعتَقد كما حُرمة الضمير، وجسر سلام، ومَرتَع حوار، وكلمة سواء، وبالتّالي لا مكان في هذه الثّوابت لثقافة الموت، ولغة الحرب، ولَعنة الفساد، وجرائم التّرهيب والإرهاب. هذه ثوابت. الفاتيكان بوصلة أخلاقيّة والغُرَف السّوداء التي تسعى إلى تسييس توجّهاته وتشويهها معروفة المصدر والخلفيّات والأهداف".

أمّا في ما يُعنى بتوجّهات الفاتيكان الاستراتيجيّة للمسيحيّين فينتفِض الصّائغ بِشدّة ويقول: "الفاتيكان لا يؤمِن بفكرة الأقليات، ويدينُ حِلف الأقليات، وهو يتطلّع إلى حقوق للمواطنات والمواطنين على قدم المساواة، ولا يعنيه استدِعاء حمايات داخليّة وخارجيّة باستِعراض عضلات تفوح منها رائحة الاقتِتال. وبالقَدَر الذي الفاتيكان غير معنيّ بإقصاء أيّ فريق لبنانيّ لكنّه يُصرّ على تسيّد القانون والدّولة السيّدة ذات الشرعيّة الدّستوريّة، وبالتّالي لا مكان للاستقواءات وفوائض القوّة. الفاتيكان ينظر إلى لبنان نموذجاً حضاريّاً بهويّة إنسانيّة هويّتها الحياة، فَليَفهم من يسعى إلى خلاف ذلك وليتّعِظ!"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o