Feb 16, 2022 12:50 PM
خاص

فيينا: نحو اتفاق الضرورة بشروط الحدّ الادنى او السقوط!

المركزية- هل ستحمل الايام القليلة المقبلة مفاجأة "اتفاقٍ" دوليّ جديد مع ايران حيال ملفها النووي؟ حظوظ الخرق او فشل المفاوضات الجارية في فيينا، تبدو متساوية، بعد ان كانت فرص النجاح تقلّصت بشدة في المرحلة الماضية، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

مطلع الاسبوع، أكد مفوّض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، "أنني أجريت اتصالًا مهمًا، مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وأعتقد بقوة أن هناك اتفاقًا في الأفق"، موضحًا أن "حان الوقت لبذل جهد كامل، والتوصل إلى تسوية للملف النووي الإيراني". بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن "وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وعبد اللهيان، أكدا إحراز تقدم ملموس، في مفاوضات الملف النووي في فيينا". غير ان هذه الايجابية كلّها، لم تُصرف حتى الساعة، على طاولة المحادثات في العاصمة النمساوية، ولم تُترجم أفعالا أو تفاهمات "عمليّة" تُعتبر ضرورية للذهاب نحو اتفاق يرضي الولايات المتحدة وايران في الوقت عينه، بل على العكس.

فطهران لا تزال تتحدّث عن عراقيل وتلمّح الى عقبات أميركية وحتى اوروبية تعوق التوصل الى تفاهم، وقد اطلقت هذا الموقف غداة تقديم الجمهورية الاسلامية ردَّها على المقترح أو المسودة الأوروبية النهائية للاتفاق، الى المتحاورين في فيينا، حيث اعتبر علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن التقدم في المحادثات لإنقاذ الاتفاق النووي أصبح "أكثر صعوبة"، ملقيا باللوم على الأطراف الغربية. وقال في تغريدة على تويتر الأحد، إن "عمل المفاوضين الإيرانيين من أجل إحراز تقدم يصبح أكثر صعوبة في كل لحظة بينما تتظاهر الأطراف الغربية بطرح مبادرات لتجنب التزاماتها"، وفق تعبيره.

اما الناطق باسم الخارجية الاميركية، فكان تحدث منذ ايام عن "اتفاق محتمل يتطرّق إلى المخاوف الأساسية لجميع الأطراف (في إشارة إلى المسودة النهائية)، لكن إذا لم يُبرم في الأسابيع المقبلة، فإن التقدم النووي الإيراني المستمر سيجعل العودة إلى خطة العمل الشاملة مستحيلة".

الاكيد اذا، وفق المصادر، هو أن المفاوضات وصلت الى مفترق طرق وباتت في مراحلها النهائية، وهي لن تستمر أكثر او "تجرجر" أكثر. ففي ختام الجولة الحالية المنعقدة في فيينا، إما سيتصاعد دخان ابيض او فإنها ستُعلَّق حتى إشعار آخر. وللدلالة على المحطة "المفصلية" التي بلغتها المفاوضات، أفيد امس ان اسرائيل قامت بشكل استثنائي بإرسال مبعوث خاص إلى الاجتماعات في فيينا، بهدف الاطلاع على المستجدات وتوضيح موقف إسرائيل بشأن عودة محتملة الى الاتفاق النووي. وبحسب ما نشر في موقع "والا"، فإنها المرة الاولى التي تقوم بها إسرائيل بهذه الخطوة منذ تولي الرئيس جو بايدن السلطة في البيت الابيض. وبحسب التقرير فإن المبعوث هو رئيس القسم الاستراتيجي في وزارة الخارجية الاسرائيلية يوش زرقا، وكان اجتمع أمس مع المدير العام للوكالة النووية رفائيل جروسي واليوم اجتمع مع رؤساء طواقم المفاوضات للدول العظمى. وقال مسؤول إسرائيلي كبير "إنه سيجتمع مع الجميع باستثناء الايرانيين"...

فهل سيتنازل الطرفان، الاميركي والايراني ويذهبان نحو "اتفاق الضرورة" على ان يلحظ الحد الادنى من المطالب التي يريدها الطرفان، فتخرج فيينا بـ"القمحة" التي تفاءل بها بوريل؟ ام انهما سيبقيان على شروطهما وعلى سقوفهما العالية، فتنتهي المحادثات بـ"شعيرة" وتبقى الاوضاع الاقليمية على التهابها؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o