Feb 05, 2022 8:15 AM
اقليميات

أعاد ترتيب صفوفه.. داعش يملك ملايين الدولارات لتمويل عملياته

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن تنظيم "داعش" أعاد ترتيب صفوفه خلال السنوات الثلاث الماضية، عقب هزيمته في العراق وسوريا عام 2019، كما حاول العودة خلال الأسابيع الأخيرة قبل القضاء على زعيمه أبو إبراهيم الهاشمي القرشي الخميس، مشيرةً إلى "امتلاك التنظيم عشرات الملايين من الدولارات لتمويل عملياته".

ونقلت الصحيفة، عن مسؤول أميركي قوله إن "داعش تحول إلى تمرد خفي قادر على شن هجمات مميتة"، وأن "التنظيم ما زال يمتلك عشرات الملايين من الدولارات لتمويل عملياته في سوريا وفي جميع أنحاء العالم".

وقال سكان شمال شرق سوريا إن "داعش كثف عمليات الابتزاز والتهريب في الأشهر الأخيرة"، وأن "التنظيم مستمر في شن الهجمات بالبنادق والقنابل على الجنود والمدنيين"، كما أفاد شهود بأن "رايات التنظيم السوداء ظهرت في أماكن في شمال شرق سوريا"، بحسب الصحيفة.

وفي كانون الثاني الماضي، قتل داعش 11 جندياً عراقياً أثناء نومهم في خيامهم. وفي سوريا، نفذ التنظيم أسوأ هجوم له هناك منذ ما يقرب من 3 سنوات، حيث حاول اقتحام سجن في الحسكة، ما أدى إلى اندلاع معركة استمرت أسبوعاً وأسفرت عن سقوط 500 شخصاً.

وشارك ما يصل إلى 200 جندي أميركي وطائرات حربية في التصدي لمحاولة اقتحام السجن، ما يمثل تذكيراً باستمرار تمركز 900 جندي أميركي في سوريا لمواصلة القتال ضد التنظيم.

ولا تزال القوات الأميركية والقوات المحلية المدعومة من واشنطن تبحث عن عناصر داعش المختبئين في المنازل المحيطة بالسجن هذا الأسبوع.

ورجحت "وول ستريت جورنال" بأن يفتح سقوط القرشي زعيم التنظيم، فصلاً جديداً في تاريخ تنظيم أثبت قدرته على إعادة تشكيل نفسه، مُوضحة أن آخر محاولة لعودة التنظيم جاءت بعدما قتلت الولايات المتحدة زعيمه السابق أبو بكر البغدادي، في عام 2019.

وقال الشيخ هويدي شلاش المجحم، زعيم قبيلة في الرقة وأحد المعارضين لداعش، للصحيفة: "قتلوا أبو بكر البغدادي، والتنظيم توسع. إنهم في كل مكان".

وأضافت الصحيفة أن استمرار وجود داعش يشكل "مأزقاً غير مريح" لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي سعت إلى الابتعاد عن حروب الشرق الأوسط لمواجهة الصين وروسيا بشكل أفضل.

وأعرب المسؤولون الأميركيون في الشهور الأخيرة عن قلقهم من أن داعش ما زال يمتلك بين 25 إلى 50 مليون دولار، على الرغم من انخفاض هذه الأموال مقارنة بمئات الملايين من الدولارات في عام 2020، فإنها لا تزال كافية لتمويل العمليات.

وكشفت وزارة الخزانة الأميركية العام الماضي، أن داعش يواصل إرسال الأموال لدعم فروعه في جميع أنحاء العالم لشراء الأسلحة والإمدادات، ويرسل الرواتب للمقاتلين وعائلاتهم.

وأوضحت الصحيفة أن ثمة فرصة ضئيلة لأن يتمكن التنظيم من السيطرة على مدينة كبيرة، كما فعل عندما سيطر على الرقة في عام 2013.

وعادت الرقة إلى الحياة منذ استعادتها من داعش عام 2017، ولكن السكان والمسؤولين الأمنيين ما زالوا يشعرون بالقلق إزاء استمرار التنظيم كجماعة مسلحة تعمل في الخفاء.

ونقلت الصحيفة عن عامل في قرية الكرامة في الرقة، يُدعى أبو حسين، قوله إن "الناس هناك ما زالوا يعيشون في خوف من داعش"، وأضاف: "إذا عادوا، سيقطعون رؤوسنا".

وقال حسن أبو هنية، الخبير الأردني في الحركات الإسلامية، للصحيفة إن "الهدف من الهجوم الأخير لداعش على سجن في الحسكة كان يتمثل في اختبار القدرات القتالية للتنظيم بعد فترة من إعادة تنظيف صفوفه".

وأوضح أبو هنية أن "داعش فقد نحو 50 من كبار قادته في السنوات السبع أو الثماني الماضية، وأن هجماته أصبحت أكثر تعقيداً"، مُحذراً من وقوع "حوادث أكثر عنفاً، وأكثر تعقيداً، وأوسع نطاقاً".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o