Feb 01, 2022 9:51 PM
عدل وأمن

طبيب أسنان جثة في عيادته والجاني في قبضة شعبة المعلومات.. نقابة الأسنان تستنكر التفلت الأمني

المركزية – عثر على طبيب الاسنان (إ. ج) في العقد الثالث من العمر جثة داخل عيادته عند مستديرة ابلح الفرزل، مصابة بطعنات عدة. وقد عملت فرق الاسعاف في الدفاع المدني على نقل جثته الى مستشفى خوري في زحلة. 

وأفادت شعبة المعلومات في قوى الأمن، عن توقيف س.ف (لبناني) الذي طعن عند الساعة 1 ظهراً من تاريخ اليوم الثلاثاء, طبيب الأسنان إيلي جاسر عدة طعنات داخل عيادته في أبلح مما أدى إلى مقتله.
وبعد التحقيق الأولي تبين أن الدافع هو إعتراضه على نتيجة علاج خطيبته من قبل الطبيب. ووفق البيان, إنَّ “التحقيق جار بإشراف القضاء المختص”.

وشيئاً فشيئاً تتكشّف تفاصيل هذه الجريمة، إذ كثرت الأخبار المتداولة حول مقتل الطبيب جاسر، فبعد أن تناقل البعض أنّ السبب كان بتأخير الموعد، جاءت التحقيقات الأوليّة لتفيد أنّ القاتل أقرّ أنّ سبب قتله كان باعتراضه على نتيجة علاج خطيبته. ومهما كانت الأسباب إلّا أن لا شيء يبرّر هذه الجريمة القاسية التي أودت بحياة الشابّ الثلاثينيّ.

وقد علمت "النهار" أنّ "الطبيب إيلي تلقى 7 طعنات، 5 منها كانت سطحية إلى حدّ ما، في حين أنّ الطّعنتين الأخريين كانتا قوّيّتين وتسبّبتا بالنزيف الحادّ الذي أدّى إلى الوفاة. وتلقّى الطعنتين القاسيتين في الجهة اليمنى للقفص الصدري حيث مزّقتا الشرايين والرئة، وتسبّبتا بنزيف حادّ أدّى إلى مصرعه في طريقه إلى المستشفى. وعلى ما يبدو أنّ هذه الطعنات ليست بريئة، وكانت هناك نيّة جرميّة، خصوصاً أنّ القاتل يعمل في السلك العسكري ويعرف تماماً أنّ أيّ ضربة أو طعنة يمكن أن تكون خطيرة وقاتلة".

يؤكّد خاله جورج أبو زغيب لـ"النهار" في صوته المكسور أنّها "خسارة كبيرة ويلّي صار صعب كتير. لقد خسرنا شاباً طموحاً، كان شغوفاً بالحياة وله مستقبل باهر. متميّز في جامعته ومدرسته، انطلق في مسيرته بقوّة واندفاع، وحقّق نجاحاً باهراً، لم يكن يرفض مريضاً بسبب الأزمة المادّية، هو الذي كانوا ينادونه بحكيم الضيعة رحل تاركاً الجميع في صدمة وذهول".
مضيفاً "لقد تلقّى عرضاً للعمل في الخارج لكنّه رفض لأنه يريد البقاء في وطنه وأرضه. كان ناجحاً في عمله، ولديه الكثير لتحقيقه إلّا أنّ ما جرى كان قاسياً ومفجعاً على كلّ أهالي القرية. لقد غُدر به، وكانت جريمة بشعة وشنيعة، ونطالب بتحقيق العدالة. لا يمكن أن نفكّر في الوقت الحاضر بشيء، الوجع كبير لنا ولزوجته وابنه الذي يبلغ من العمر 7 أشهر، والذي عمّده منذ أسبوعين."
وقد علمت "النهار" أنّ الجريمة وقعت أمام مرأى السكرتيرة التي تعمل لديه في العيادة، وستكشف التحقيقات الجارية ملابسات الجريمة بكلّ تفاصيلها. وقد أصدرت العائلة بياناً تطالب فيه بإنزال أشدّ العقوبات في حقّ القاتل.

من جهته، أكّد أحد المتابعين في التحقيقات لـ"النهار" أنّ "الافادة الأوّلية للقاتل تفيد أنّ دافع القتل كانت نتيجة عدم رضاه على علاج الطبيب لأسنان خطيبته، إلّا أنّنا ما زلنا في بداية التحقيقات، ولا يمكن أخذ هذه الإفادة وحدها في عين الاعتبار. علينا التأكّد من صحّة كلامه والتحقيق أكثر، وستكشف الأيّام المقبلة الدافع الحقيقيّ وراء هذه الجريمة. لكنّ ما هو أكيد أنّه اعترف بجريمته وأنّ الأدلّة تشير إلى أنّه القاتل، بسبب الدماء على ثيابه وأقواله، ولكن حتّى الساعة لم نتوصّل إلى أدلّة تفيد بوجود مشاكل سابقة، وستكشف التحقيقات التي ما زالت جارية حقيقة ما حصل، ومن المبكر لأوانه أن نُسلّم بالإفادة الأوليّة للقاتل".
حالة من الغليان والغضب قرب مستشفى خوري منذ وقوع الجريمة. التكتّم سيّد الموقف خصوصاً أنّ القاتل يعمل في السلك العسكريّ.
يصف رئيس البلدية روبير سمعان ما جرى بأنّه "كارثة حقيقية"، فهذا الطبيب الآدمي والمحبّ يُدرّس في اليسوعيّة ويعمل بكلّ حبّ وإخلاص. "من كان يتصوّر أن يُقتل بهذه الطريقة الهمجيّة، الناس فاقدة أعصابها والكلّ في حالة غضب أمام المستشفى".

ويؤكّد أنّ "الجميع في حالة غليان ولا يمكن لأحد أن يتكلّم، لقد كان وقع الجريمة قاسياً، ونحن تحت الصدمة، وفي انتظار إجراء التحقيقات اللازمة".

الى ذلك، اعلنت عائلة فهد منفذ جريمة ابلح في بيان، انها "تتبرأ من الجاني"، وقالت: "حدث مزلزل اصابنا واصاب عائلة جاسر وأبو زغيب، وكأننا فقدنا النطق أمام المصاب الأليم الذي ذهب ضحيته الدكتور ايلي جاسر الذي تربطنا به وبأهله وأخواله أمتن العلاقات منذ زمن بعيد. نخجل امام هذا المصاب كون المنفذ هو من عائلتنا، ونحن عائلة فهد بكل افرادها نتبرأ من الجاني الى الأبد، ونطلب من القضاء إنزال أشد العقوبات بحقه إحقاقا للحق وتطبيقا للعدالة، وهذا لن يعوض دم إيلي الطاهر الغالي. الصبر والسلوان لعائلته وأهله".

نقابة أطباء الأسنان: واستنكرت نقابة أطباء الأسنان في لبنان ببيان، ب"شدة الاعتداء الغاشم الذي ذهب ضحيته الزميل الدكتور إيلي جاسر خلال تأدية واجبه الإنساني في عيادته".
 
ودانت "التفلت الأمني المستشري"، مطالبة "القوى الأمنية والقضائية بالتحقيق الفوري في هذه الجريمة البشعة وإنزال أقصى العقوبات بالمجرمين العابثين بأمن البلاد والعباد". 
 
وأشارت إلى أنها "تحتفظ بحقها في الادعاء، حرصا على كرامة الزملاء وحياتهم، ومنعا لتكرار جرائم كهذه".

ندوة أطباء الاسنان: في السياق، دانت ندوة أطباء الاسنان في حزب الكتائب اللبنانية، الجريمة المروعة التي وقع ضحيتها الزميل الدكتور ايلي جاسر في عيادته في بلدة أبلح، وطالبت السلطات الامنية والقضائية بانزال أشد العقوبات بالمجرم حفاظا على أمن المواطنين عموماً وأطباء الاسنان خصوصاً.
كما طلبت من نقابة أطباء الاسنان ملاحقة القضية لدى المراجع الامنية والقضائية.

أطباء الأسنان في الجبل: في السياق استنكرت رابطة أطباء الأسنان في الجبل ببيان، “جريمة قتل شهيد المهنة الدكتور إيلي الجاسر”، وقالت “هذا عمل مجرم”. وإذ عزت أهله وذويه، طالبت “القضاء بمحاسبة الجاني وإنزال أشد العقوبات في حقه”.
 
أطباء الأسنان في الخريجين التقدميين: وكذلك، استنكر قطاع أطباء الأسنان في جمعية الخريجين التقدميين ببيان، “الجريمة النكراء التي ذهب ضحيتها جاسر”.
 
وإذ تقدم باسم قطاع طب الأسنان في الحزب التقدمي الاشتراكي ب”التعازي من الزملاء في رابطة البقاع”، أمل في “أن تأخذ العدالة مجراها بمحاسبة الفاعل”.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o