Jan 13, 2022 3:25 PM
خاص

3 محطّات لملف الأزمة الأوكرانية... بهذه الشروط يتبدد التوتر!

المركزية – تلتئم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اليوم لإجراء محادثات حول الجهود الرامية إلى خفض التوترات بين موسكو والدول الغربية، حيث من المقرّر أن تشارك الولايات المتحدة وروسيا في الاجتماع. ويأتي اللقاء في فيينا في أعقاب محادثات جرت أمس بين التحالف الغربي ومسؤولين روس في بروكسل، وجمعت كبار دبلوماسيي موسكو والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. وكان ملف نزع فتيل الأزمة عند الحدود الأوكرانية انتقل إلى طاولة الحلف بعد مباحثات بين الولايات المتحدة وروسيا الإثنين الماضي في جنيف، وبناءً على مطالبة كييف بعقد قمة دولية.  

وفي الإطار، تسعى موسكو إلى منع توسع الناتو شرقاً واستعادة ما يعتبره الكرملين قضم الغرب لمناطق نفوذه، في حين يشعر الغرب بالقلق إزاء الحشد الحالي للقوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، أما الولايات المتحدة فتأمل أن تنجح الجهود الدبلوماسية في تجنيب المنطقة ما تعتبره تهديداً روسياً باجتياح أوكرانيا، من دون تلبية غالبية مطالب روسيا، وسط حرص الحلفاء الأوروبيين لواشنطن على عدم تهميشهم. فما فحوى اللقاءات الثلاثة؟ وهل تحقق مبتغاها؟   

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث العميد الركن الدكتور هشام جابر يوضح لـ"المركزية" أن "الأزمة الأوكرانية ضخمة والتوتر قائم من دون شكّ بين روسيا والولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي وليس بين روسيا وأوكرانيا"، مضيفاً "موسكو تعتبر أوكرانيا حديقة خلفية ولا تقبل أن تهدّد أمنها وعمقاً استراتيجياً لها، وهي أيضاً ممر الغاز الروسي إلى أوروبا. من هنا، نرى جليّاً أهمية وجود أوكرانيا الجغرافي والسياسي بالنسبة إلى روسيا. وما حصل أن نصف مليون روسي يسكنون الحدود الشرقية لأوكرانيا ودونيتسك ولوهانسك أعلنوا الانفصال عن أوكرانيا من جانب واحد، بالتالي تعتبر روسيا نفسها مسؤولة عن هاتين الولايتين".  

ويضيف "صحيح أن أوكرانيا ليست عضواً في الحلف الأطلسي، لكن الأخير يعتبر نفسه مسؤولا عن حمايتها. وبرأي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والعسكرية للجيش الروسي الخبير كوستنتين سيفكوف يمكن لبلاده القضاء عسكرياً على الجيش الأوكراني خلال 24 ساعة، وهذا الكلام صحيح، لكن من غير الوارد أن تهجم روسيا. لذا، هدف الاجتماع كان نزع فتيل الحرب. الوضع لا يزال متوتراً إنّما سيصل إلى نتيجة، خصوصاً أن ليس من مصحلة موسكو الدخول في حرب مع أوكرانيا وليس من مصلحة أميركا والغرب أن تنتهي أوكرانيا والعودة إلى نقطة الصفر".  

ويرى جابر أن "إذا لم يتم التوصّل إلى اتفاق فقد يحصل نوع من فكّ فتيل الحرب، لكن موضوع التوتر الروسي-الأوكراني لن يحلّ نهائياً إلا إذا وصل نظام إلى الحكم في أوكرانيا يتفاهم مع روسيا ويستوعب أهمّيتها لأنّها الجار الأقرب ويتقاسم البلدان مصالح مشتركة"، متابعاً "سنة 1910 انتخب رئيس أوكراني كانت روسيا معارضة له، وأوّل زيارة قام بها كانت لموسكو. سئل عن السبب فأجاب أن أوكرانيا موجودة على الخريطة وكذلك روسيا، ولذا يجب التصرف بواقعية وتحسين العلاقات بين الدولتين".  

ويعتبر أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثابت في رأيه. روسيا لا تساوم أبداً بأمنها العسكري والاستراتيجي والاقتصادي ولن تقبل أن تهدّد أوكرانيا هذه الملفات الثلاثة. كذلك، ترفض أن يكون الحلف الأطلسي على حدودها وفي حديقتها الخلفية".  

على خطّ آخر، يؤكّد جابر استغلال الرئيس الأميركي جو بايدن "الملف الأوكراني للاستفادة انتخابياً، خصوصاً أنه متّهم من معارضيه بأنّه يتنازل لإيران ولروسيا عن أمور كثيرة، والموقف الأميركي كان بهدف استعادة بايدن لشعبيّته. إلى ذلك، أوكرانيا ورقة مهمّة في يد الرئيس الأميركي في تعامله مع روسيا وضغطه عليها للحصول على تنازلات في ملفات أخرى".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o