"حوار الطرشان" على وقع دولار الـ33 الفا وبنزين الـ375
رعد من بعبدا: نحن اسياد هذا البلد...وفرنجية لن نشارك
لا خبز في لبنان...يهرب الى سوريا وازمة غاز ورد كهربائي
المركزية- هو حوار "الطرشان" بامتياز...طرشان هم من يُفترض انهم يحكمون البلاد من أعلى الهرم حتى اصغر مسؤول. لا يسمعون انين الشعب ولا يتحملون مسؤولياتهم تجاه تجويعه وتفقيره وتهجيره. طرشان هم لا يعلمون ان سعر صرف الدولار تخطى الـ33 الف ليرة وان الحد الادنى للأجور لا يتعدى الـ 20 دولارا، وسعر صفيحة البنزين او المازوت "ينطح" الـ400 الف ليرة، وربطة الخبز العشرة الاف، والحبل عالجرار ما دامت البلاد تسير على "ما يقدر الله" ، ليس من يحكمها ولا من يدير شؤونها، فاهتمامات المتربعين على الكراسي في مكان آخر. في ارضاء اسيادهم الخارجيين، في توريث اقاربهم، في تسديد كرات النكايات في مرامي "اعداء" يجب ان يكونوا شركاء في الحكم لخدمة الوطن والمواطن، في التشاور في الدعوة الى حوار عقيم، استفاقوا عليه فيما الناس راجعة"، هدفه محدد بتعويم فريق سياسي ومنح امتيازات او تكريس مواقع لحلفاء. نعم حوار طرشان هو ، ان انعقد او لم ينعقد النتيجة واحدة، فكيف لمن صُمّت اذانهم ان يتحاوروا حول مصير بلد قادوه عن سابق تصوّر وتصميم وما زالوا نحو عمق اعماق جهنم ولم يكتفوا بعد. طرشان وقحون يمعنون في تعطيل المؤسسات وفي دوس الكرامات وفي مجابهة القضاء وفي استعداء كل من يمد يد المساعدة الى الشعب، من الاشقاء العرب، وكلما صدح صوت سيادي ضدهم واجهوه بالمزيد من الفجور السياسي وبمزيد من تهريب المخدرات وبمزيد من الانخراط في حروب المنطقة وبمزيد من مؤتمرات عدائية تستجلب القطيعة للبنان على غرار مؤتمري المعارضة البحرينية وذاك المزمع عقده غدا للمعارض السعودي نمر باقر النمر في ذكرى استشهاده تحت مسمى "لقاء المعارضة في الجزيرة العربية" وما ادراك ما حجم التداعيات التي ستترتب جراءه؟
استمزاج الآراء: على وقع تحليق الدولار، وارتفاع اسعار المحروقات في شكل دراماتيكي، كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يستمزج آراء كتل أهل بيت 8 آذار في شأن عقد طاولة الحوار التي كان دعا اليها منذ اسابيع على ان يستكمل المشاورات غدا. وفيما رحب حزب الله والنائب طلال ارسلان بالدعوة، برز اليوم رفض المردة تلبيتها.
رعد: ففي إطار تحضير الأرضية لعقد طاولة الحوار الوطني عبر لقاءات ومشاورات يجريها على هذا الصعيد، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي قال "موقفنا كان مؤيداً لدعوة الحوار وموافقاً على مشاركتنا في هذا الحوار الوطني المقترح واكدنا ان البلد في زمن الشدة والضيق هو احوج الى عدم الانقطاع من الحوار". أضاف "ندعو شركاءنا في الوطن الى التحلي بالعقل والحكمة والتخلي عن المزايدات والتفكير بان هذا البلد هو بلدنا وباننا معنيون الى عدم اخذه الى الهاوية وبان ما يبنيه بعد الهاوية هو نحن ليس غيرنا وكل غيرنا سيبقى خارج البلد ونحن اسياد البلد نحن المواطنون اللبنانيون".
اسياد البلد؟ وفي السياق ردت مصادر معارضة لحزب الله على كلام رعد عبر "المركزية" سائلة هل بلغت نشوة فائض قوة قادة حزب الله اعتبار انفسهم اسياد هذا البلد؟ وهل يعتبر رعد نفسه وحزبه وسيده لبنانيين ام ايرانيين درجة اولى ما دام مأكلهم ومشربهم وكل ما لديهم من ايران، وهم جنود صغار في ولاية الفقيه؟ واردفت ان اللبنانيين يا حاج هم من ينتمون الى لبنان ويخدمون مصالحه لا مصالح "مشغّلهم" الايراني الذي يأمرهم بحرق وطنهم لاشعال سيجارة فرض سطوته على المنطقة العربية، فيأتمرون.ان اللبنانيين هم من يسهمون في انقاذ وطنهم لا من يعرقلون عمل مؤسساته الدستورية ويعطلون مسار الانقاذ ويهددون القضاة ويستخدمون سلاحهم في الداخل ضد اخوتهم في الوطن. وختمت: بالله عليكم عودوا الى لبنانيتكم قبل اعطاء دروس في الوطنية للسياديين الذين يناضلون ويدفعون ضريبة الدم منذ سنوات في سبيل تحرير لبنان من احتلال ايراني عبدّتم طريقه وكنتم له الاداة والوسيلة.
ارسلان: وفي سياق المنشاورات، التقى عون رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان الذي اعتبر، أنه "بهذا الإستمرار السوداوي الذي يحصل في البلد نهدد أمن البلد الإجتماعي، والحوار يجب أن يكون دائما معقودا وغير مبرر لأحد رفض مبدأ الحوار، يمكن أن نجلس كل يوم وكل ساعة وقد نختلف على بعض النقاط، ونمشي بديمقراطية الأكثرية، ولا يجوز تعطيل هذا الحوار لأننا قد نذهب إلى مزيد من الإنهيارات".
فرنجية: ثم استقبل عون رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي قال بعد اللقاء "اننا جاهزون في أي يوم يستدعينا الرئيس عون ولا مشكلة شخصية معه ، بالعكس نلتقي معه استراتيجيًّا". واشار الى ان "لا نؤيد حواراً للصورة وأي قرار يأخذه الفريق الذي سيجتمع، والذي سيكون فريقنا، سنوافق عليه ولن نحضر الى الحوار من أجل الصورة أي أنّنا لن نشارك". وأضاف "حزب الله لا يعمل إلا للخير بيننا وبين "الوطني الحرّ" و"بدكن تشوفوا إذا باسيل بيقبل بالتحالف مع الفاسدين" لأنه يعتبرنا كذلك". وتابع فرنجية "لو أتيت إلى القصر لأعبّد طريقي إلى رئاسة الجمهورية كنت براضي الرئيس عون وبعمل غير هيك".
البت غدا: وسط هذه الاجواء، افيد ان "الرئيس عون سيحدد موقفه من الدعوة الى الحوار او عدمها في ضوء لقاءات الغد". وقالت مصادر بعبدا عن إمكان تراجع الرئيس عون عن عقد الحوار: هذا موضع تقويم من قبل الرئيس عون وفي ضوء لقاءات الغد يحدد قريباً موقفه من الدعوة للحوار أو عدمها. وأشارت الى ان "رئيس الجمهورية لا يحاول أن ينقذ الأشهر المتبقية من العهد بطاولة الحوار إنما يريد إنقاذ البلد من خلال هذا الحوار ويرفض القول إنه تعويم لعهده"، مشيرة الى "ان عون طرح على الحاضرين اليوم مسألة تعطيل السلطتين التنفيذية والقضائية وإرسلان أجابه أن اجتماع مجلس الوزراء ضروري فيما قال رعد لعون إن لدى "حزب الله" ملاحظات بشأن عمل مجلس الوزراء و"نتمنى أن تذلل العقبات أمام انعقاده".
ترحيب فرنسي: ليس بعيدا، استقبل عون سفيرة فرنسا آن غريو، وتم عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين والسبل التي يمكن لفرنسا ان تساعد من خلالها لبنان في الازمة التي يمر فيها والشعب اللبناني على تخطي المصاعب التي يواجهها. وخلال الاجتماع، نقلت السفيرة غريو رسالة دعم من فرنسا رئيسا وحكومة وشعبا الى لبنان وشعبه، بأن باريس تقف الى جانبهما، واشارت الى "ضرورة عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد والى اهمية تقدم المفاوضات المالية والاقتصادية لما فيه مصلحة لبنان، اضافة الى وجوب استمرار التحضيرات لاجراء الانتخابات النيابية في اجواء سليمة". ورحبت بالدعوة الى الحوار التي وجهها الرئيس عون، وتمنت ان "يتمكن لبنان من العمل على تخطي كل الازمات التي يواجهها، من خلال تضامن اللبنانيين ووحدتهم".
تهريب خبز؟!: في الانتظار، مجلس الوزراء معطّل والاوضاع المعيشية كارثية، ما تسبب بحركة قطع طرقات في اكثر من منطقة ابرزها صيدا وطرابلس. في هذا الاطار، والى تحليق اسعار المحروقات، أكّد نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف أنّ "الرغيف متوفّر ولكن قد يكون بشكل غير كافٍ اليوم في السوق والسبب يعود لقلّة وجود القمح في المخازن والمطاحن لا تملك المخزون الكافي". وقال في حديث لـ mtv: "لا طحين كافٍ كي نلبّي الأسواق ولم نقل إنّ الخبز مقطوع ولكن لأنّ الطحين لا يُسلّم بشكل كافٍ ما يؤدي إلى عدم تواجد الخبز في المناطق كافة والعمل جارٍ على معالجة هذا الأمر سريعاً". وكشف سيف انّ "آلاف ربطات الخبز تُهرّب إلى سوريا وكذلك الطحين وعلى الدولة ضبط هذا الأمر".وكان سيف اشار عبر "صوت لبنان"، الى "نقصٍ في مخزون القمح لدى بعض الافران لان البضاعة لا تزال في المياه الاقليمية، كما ان المطاحن لا تسلّم من مخزونها كميّات كبيرة من الطحين، وبالتالي لا خبز اليوم إلا في بعض الافران". من جهته، لفت نقيب أصحاب الأفران السابق علي إبراهيم لـ"الجديد" الى ان "ربطة الخبز ارتفعت من 8000 ليرة الى 9500 ليرة في الأفران، و10000 ليرة في السوبر ماركت ولكن بحسب سعر صرف 30 ألف ليرة".
الغاز: من جهتها، أكدت نقابة مالكي ومستثمري معامل تعبئة الغاز المنزلي برئاسة النقيب انطوان يمين في بيان أن "أصحاب هذه المعامل يتكبدون خسائر لا يستطيعون الاستمرار بها أسبوعيا"، سائلة "أين جعالة صاحب المعمل ومصاريف تشغيل المؤسسة من عمال ومازوت وكهرباء ومالية وضرائب"؟
كهرباء لبنان: بدورها، اكدت مؤسسة كهرباء لبنان، انها "ملتزمة من ناحيتها بالتوزيع العادل للكهرباء بين كل المناطق اللبنانية بحسب الإمكانات المتاحة بسبب الأزمة المالية والنقدية التي يواجهها لبنان، باستثناء بعض الإدارات العامة والمرافق الحيوية للدولة، بعضها على مدار الساعة وبعضها في أوقات محددة، إلا في حال ورود قرار صريح من قبل مجلس الوزراء مبلغ رسميا إلى المؤسسة من قبل معالي وزير الطاقة والمياه يقضي باستثناء مناطق معينة بكاملها. وعليه، فإن مؤسسة كهرباء لبنان قد عرضت هذا الواقع بموجب كتابها تاريخ 4/1/2022 إلى معالي وزير الطاقة والمياه، عطفا على كتبها السابقة بهذا الشأن، طالبةً إبلاغها بالتوجيهات. إزاء هذا الواقع، تؤكد مؤسسة كهرباء لبنان أنه لا يمكن من جهتها سوى تطبيق القوانين والأنظمة المرعية الإجراء بهذا الشأن، مع التأكيد مجددا على التزامها بالتوزيع العادل للكهرباء على أساس المساواة بين كافة المناطق اللبنانية من ناحيتها، وأن أي قرار بخصوص تأمين تغذية إضافية بالتيار الكهربائي لأية منطقة لبنانية يجب أن يصدر من قبل الجهات المعنية في الدولة اللبنانية كما كان الحال عليه سابقا".
جعجع: على صعيد آخر، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح نائب رئيس الحكومة سابقا غسان حاصباني عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الأولى، داعيًا القواتيّين في هذه الدائرة الى تشغيل ماكيناتهم والمباشرة بالعمل فورًا لأنّ الطريق نحو التغيير المرجوّ ليس سهلاً، والمسؤولية تقع علينا لقيادة المواجهة وشقّ الطريق نحو التغيير. وجدد جعجع التأكيد أنّ المدخل إلى التغيير هو الانتخابات؛ ودعا إلى ضرورة نبذ كلّ الأفكار التي تشكّك في إمكانية التغيير إذ إن هذا الأخير ممكن وهو في متناول الناس عبر صناديق الإقتراع، والفرصة متاحة اليوم أمامنا لإحداث هذا التغيير وإنقاذ لبنان من الواقع الجهنمي الحالي، وما على الناس سوى حسن الإختيار والإقتراع، ومنح أصواتهم للفريق الاكبر الذي يتمتع بالقدرة والقوة والجهوزية والتنظيم للمواجهة والتغيير، وهو اليوم حزب القوات اللبنانية. وذكّر جعجع الحضور كيف أن المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق بيطار وقف وحيدًا وواجههم على مدى 6 أشهر فلم يتمكنوا من إزاحته؛ عطّلوا حكومتهم ولم يستطيعوا إزاحته، فكيف بالحري لو كان لدينا رئيس يواجه، وحكومة تواجه، ووزير يواجه وأكثرية تواجه. فما عسى أن يفعل حزب الله في هذه الحال؟ هل يعتدي على اللبنانيين جميعهم؟