عون يطلق مشاورات الحوار غدا والبابا يصلي للبنان
ميقاتي في مصر والسيسي يوعز بتسهيل ايصال الغاز الى بيروت
"المال" تقر اقتراح فتح السرية المصرفية للتدقيق حتى انتهائه
المركزية- لم يعد في العمل السياسي في لبنان ما يجدي نفعاً ولا حتى يؤمل النفع منه. كل شيئ معطل واذا صَلُح، فلمصلحة انتخابية باتت داهمة مع فتح باب الترشيحات رسميا اليوم في وزارة الداخلية. ازاء العقم في المعالجات، وانعدام فرص الاصلاح والتغيير، تحوّل اللبنانيون ومعهم كل محب لهذا الوطن الى تسليمه للعناية الالهية، علّ دعاءهم الواحد الموحد ينقذه من براثن الاشرار ومريدي السوء. على هذه النية صلى قداسة البابا فرنسيس اليوم مستذكرا لقاء الأوّل من تموز الماضي، الذي خُصِّص للتأمل والصّلاة من أجل لبنان في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان. يومها، شدّد على أنّ "لبنان الذي شعّ ثقافة عبر القرون والذي يشهد على العيش السلمي، لا يُمكن أن يُترك رهينة الأقدار أو الذين يسعون من دون رادع ضمير وراء مصالحهم الخاص". وتوجّه البابا خلال لقاء أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي اليوم إلى "الشعب اللبناني العزيز الواقع في أزمة اقتصادية وسياسية، وهو يسعى جاهداً لوجود حلّ لها"،وقال: "أريد أن أجدّد تأكيد قربي منه وصلاتي من أجله، وأتمنى أن تساعد الإصلاحات اللازمة ودعم المجتمع الدولي لكي يبقى هذا البلد ثابتاً في هويته وبقائه نموذجاً للعيش السلمي معاً والأخوّة بين مختلف الأديان فيه".
عون متمسك بالحوار: الا ان الدعوات والتوسلات والصلوات لا تصل الى المسؤولين في لبنان وقد صموا اذانهم عن كل أمر خيّر وجيد. ففي وقت كسر الدولار حاجز الـ31 الفا اليوم، لا يزال مجلس الوزراء معطّلا، بينما يحاول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اقناع القوى السياسية بجدوى التئام طاولة الحوار غير المتوافرة ظروف انعقادها حتى الساعة على رغم انطلاق لقاءات المشاورات حول الحوار في بعبدا مع رؤساء الكتل النيابية الموالية غدا وعلى مدى يومين بدءا برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. وقد أكد عون اليوم "اهمية اللقاء الحواري الذي دعا اليه"، وشدد على "ضرورة ان يتخطى هذا الحوار الخلافات السياسية البسيطة"، لافتا الى أن "الخلاف السياسي لا يجب أن يوصلنا الى خلاف وطني حول مبادئ جوهرية وأساسية مثل الهوية والوجود، ما قد يهدد وحدة لبنان وسيادته واستقلاله". وأمل دعم هذه اللقاءات "لأن الحوار يعنينا جميعا، وهدفه ليس تحقيق مصلحة حزبية او شخصية. فالوطن للجميع، والإنماء كما الازدهار للجميع ايضا، وعلينا التعاون للمحافظة على هذه الحياة المشتركة في ظل الاطمئنان والامان".
3 اهداف: كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى. حيث قال "بالنسبة الى دعوتنا الى الحوار، أتت اولا ردود فعل إيجابية، ولكن بدأت بعض التحفظات بالظهور. علما ان برنامج هذا اللقاء الحواري يقوم على 3 نقاط خلافية اساسية في لبنان، ونحن نسعى ليس الى حلها قبل الانتخابات، ولكن على الأقل تخفيف حدة الكلام عنها. لا نريد الاستمرار في صراع كلامي بين وقت وآخر. النقطة الأولى هي موضوع التعافي الاقتصادي وتوزيع الخسائر. كلنا نريد التعافي الاقتصادي، ولكن توزيع الخسائر نريده عادلا. المصارف تحسم اليوم حوالى 80 % من الأموال المسحوبة بالدولار. واذا استمر هذا الامر على هذا المنوال، سيخسر أصحاب الودائع الصغيرة كل ودائعهم". اضاف: "النقطة الثانية، هي اللامركزية الموسعة الإدارية والمالية. اعطي هذا الموضوع ابعادا ليست واقعية. اللامركزية الإدارية لا تلغي الارتباط بالدولة المركزية. وتابع "نأمل دعم هذه اللقاءات التي يجب ان تتخطى الخلافات السياسية، لأن الحوار يعنينا جميعا، هدفه ليس تحقيق مصلحة حزبية او شخصية. فالخلاف السياسي لا يجب أن يوصلنا الى خلاف وطني، اي خلاف على الهوية والوجود، فنحن قد نختلف سياسيا في بعض الاحيان حول قانون معين او مشروع وليس على مبادئ جوهرية واساسية في حياة الوطن، قد تهدد وحدته وسيادته واستقلاله".
مقاطعة كبيرة: لكن حتى الساعة، وحدهم اهل فريق 8 آذار اعلنوا تأييدهم الحوار، وقد اكدت حركة امل ذلك في بيانها الاسبوعي. في المقابل، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الذي اعتذر عن عدم زيارة القصر لاسباب صحية، غدا، حدد موقفه عبر تويتر وفحواه: الحوار جيد لكن بعد احياء جلسات مجلس الوزراء. الاولوية يجب ان تكون لتفعيل العمل الحكومي واطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. القوات اللبنانية من جهتها، حسمت امرها ولن تشارك في اي حوار، خاصة وانه يأتي متأخرا ويطرح قضايا وعناوين كبيرة كان يجب ان توضع على الطاولة منذ اولى شهور العهد، لا في ايامه الاخيرة لتعويمه وتبييض صورته.
ميقاتي والانتخابات: وسط هذه الاجواء، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مصر حيث شارك في مؤتمر شبابي ان "الانتخابات في موعدها والعمل مستمر لإخراج لبنان من المآزق". وتابع: "نعمل لاخراج لبنان مما يعاني منه من مآزق والعلّة في جسد الوطن تقتضي منا المعالجةَ لا الخروجَ من المسؤولية أو التخلّي عنها". اضاف ميقاتي "أدعو شباب لبنان إلى عدم اعتبار الهجرة هي الحل كما أدعوهم للحفاظ على إيمانهم بلبنان الذي واجه على مدى تاريخه أهوالاً ومصاعب أقسى من التي نعيشها اليوم فتخطيناها وتجاوزنا كل المخاطر وصمدنا".
توجيهات مصرية: الى ذلك، إستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ميقاتي بعد الظهر في مقر اقامته في شرم الشيخ، بعد الجلسة الافتتاحية لـ"المنتدى الشبابي الدولي". شارك في اللقاء الوفد اللبناني الذي ضم: وزير الشباب والرياضة جورج كلاس وسفير لبنان في مصر علي الحلبي. وخلال الاجتماع أكد الرئيس السيسي "التضامن الكلي مع لبنان خصوصا في الضائقة التي يمر بها"، مبديا "استعداد مصر للاسهام في ايصال الغاز المصري وفق المعاهدات الموقعة"، واعطى توجيهاته" لتسهيل الموضوع والاسراع في تنفيذه". وقال "لبنان في قلبي شخصيا وفي ضمير ووجدان مصر". اما الرئيس ميقاتي فشدد "على دور مصر وشكرها على دعم لبنان وأهمية رعايتها لعملية اعادة النهوض العربي العام".
التقنين القاتل: اتى هذا الموقف المصري، فيما التغذية الكهربائية، تماما كحال الانترنت، من سيئ الى اسوأ في لبنان وقد باتت شبه معدومة ما حرك الشارع في اكثر من منطقة. ليس بعيدا، حاول محتجّون ظهرا ، اقتحام مقرّ وزارة الطاقة في بيروت بسبب انقطاع الكهرباء الدائم في عكار. وافيد أن الوزير وليد فياض التقى المحتجين عبر تقنية الفيديو بسبب عدم تواجده في الوزارة، ووعدهم بتوزيع الكهرباء والماء بصورة عادلة بين المناطق.
سليم في القصر: ليس بعيدا من الهم المعيشي، استقبل الرئيس عون وزير الدفاع الوطني موريس سليم الذي أطلعه على نتائج زيارته الرسمية بغداد والمحادثات التي اجراها مع المسؤولين العراقيين "الذين أبدوا كل استعداد للتعاون ومساعدة لبنان على مختلف الصعد لا سيما منها الصعيد العسكري". وأوضح سليم أنه عرض مع الرئيس عون "الصعوبات التي تواجه العسكريين خلال ادائهم مهامهم نتيجة الاوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي تواجهها البلاد". كما تطرق البحث الى العلاقة بين الجيش وقوات اليونيفيل في الجنوب والتدابير الواجب اعتمادها لمنع تكرار التعرض للجنود الدوليين خلال ادائهم مهماتهم لا سيما وأن العلاقة بين هذه القوات وابناء الجنوب متينة وجيدة. واشار الى أن الحديث مع الرئيس عون تناول ايضا اوضاع المؤسسات التابعة لوزارة الدفاع.
المال والتدقيق: ماليا ايضا، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وعلى جدول أعمالها ٣ اقتراحات قوانين أبرزها تمديد العمل بالقانون رقم 200/2020 (رفع السرية المصرفية) إلى حين الانتهاء من أعمال التدقيق الجنائي. واكد كنعان بعد الاجتماع أن "اللجنة أقرّت إقتراح قانون يفتح السرية المصرفية للتدقيق الجنائي في مصرف لبنان لحين الانتهاء من اعمال التدقيق". واعلن ان" وزارة العدل أقرت عقوبة على من يعرقل التدقيق الجنائي وقد تبناها عدد كبير من النواب الحاضرين وستناقش في جلسة مقبلة".
عند عثمان: قضائيا، زار اهالي ضحايا فوج اطفاء بيروت المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان اليوم ودعوا الى توقيف النائبين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس.
التزام متفاوت: صحيا، وفيما عداد كورونا يحلّق، سجل تفاوت في التزام المدارس قرار وزير التربية العودة للتدريس الحضوري اليوم، وقد فضل جزء كبير منها ارجاء الدروس اسبوعا.
رفع الاحتلال: الى ذلك، تطلق مجموعة من السياديين في الخامسة عصرا في مكاتب "لقاء سيدة الجبل" في الاشرفية الجلسة التأسيسية للمجلس الوطني "لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان".